الأردن/أرشيف شتاء 2024/2025: موجات برد متكررة ونقص كبير في عدد المنخفضات الجوية المصنفة وكميات الأمطار

كتبها هشام جمال بتاريخ 2025/09/23

طقس العرب - يؤرشف مركز طقس العرب الإقليمي أبرز الأحداث الجوية والبيانات الهامة للموسم المطري 2024/2025 بمدة تمتد من شهر أكتوبر إلى شهر مايو، بهدف معرفة أداء الموسم المطري، ولغايات الرجوع إليها مستقبلاً ومقارنتها بفصول الشتاء والمواسم المطرية خلال السنوات السابقة واللاحقة بإذن الله.

 

وصف عام حول شتاء 2024/2025 والموسم المطري

قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن الموسم المطري لعام 2024/2025 تميز بنقص كبير وحاد في كميات الأمطار، وتأثرت المملكة بعدة موجات باردة نتيجة سيطرة وتمدد للمرتفع الجوي السيبيري بصورة أعلى من المعتاد، مما فرض أجواء شديدة البرودة وجافة في فترات عدة من الموسم المطري. وكانت البداية ضعيفة للغاية في الموسم المطري، وانتهت مربعانية الشتاء دون تأثر المملكة بأي منخفض جوي مصنف، وسط غياب للحالات المطرية المعتادة، فيما تحسن شكل الأنظمة الجوية في شهر شباط وبدأت المملكة تتأثر بأنظمة جوية ناضجة عملت على تحسن جزئي في أداء الموسم المطري. لكن اتجهت الأنظار بعد ذلك إلى شهر آذار، الذي انتهى بأجواء يُمكن وصفها بأنها غير اعتيادية نتيجة وصول كتلة هوائية قطبية بشكل غير اعتيادي، تساقطت إثرها الثلوج، وحدثت موجة قوية من الصقيع والانجماد.

 

تصنيف الموسم المطري 2024/2025 بالأضعف منذ عقود والتحليل العلمي

وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية تقريرًا إحصائيًا يُفيد بأن الموسم المطري 2024/2025 يعتبر أضعف موسم مطري منذ موسم 1978/1979، والاتجاه العام للمواسم المطرية يدل على تناقص متوسط كميات الأمطار الموسمية للمملكة بحوالي 0.6 ملم لكل موسم مطري.

 

وأشار المختصون في مركز طقس العرب إلى أن السبب العلمي الرئيسي لضعف الموسم المطري في الأردن يعود إلى غياب المنخفضات الجوية الشتوية الناضجة عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، خلال معظم فترات الموسم المطري، ولا سيما مربعانية الشتاء، وهو ما نتج عن اختلال المنظومة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. فقد شهد القطب الشمالي تنامي ضغوط جوية مرتفعة أثرت على سلوك التيار النفاث، ليصبح ضعيفًا ومتعرجًا على نحو غير مألوف، مما دفع بالكتل الهوائية الباردة بعيدًا نحو أوروبا وشرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما اندفعت نحو المنطقة بمحور جاف ذي طابع قاري، ترافق مع تمدد المرتفع السيبيري، فنتجت موجات برد وصقيع دون هطولات مطرية هامة.

 

كما أدى تعرج التيار النفاث نحو جنوب أوروبا ووسط المتوسط وشمال إفريقيا إلى تركّز المنخفضات الجوية هناك مع أمطار غزيرة وثلوج كثيفة، في حين سيطرت المرتفعات الجوية القوية على شرق المتوسط. وزاد من ضعف الأداء المطري تطور ظاهرة "اللانينا" في المحيط الهادئ، والتي عززت من نشاط المرتفعات الجوية وعملت كحاجز حال دون تقدم المنخفضات الشتوية إلى المنطقة.

 

إجمالي المنخفضات والأنظمة الجوية التي أثرت على المملكة طيلة الموسم المطري 2024/2025

 

الموسم المطري بدأ بموجة برد سيبيرية مبكرة في نهايات نوفمبر 2024:

تأثرت المملكة مع نهايات شهر نوفمبر بأول امتداد لما يسمى بالمرتفع الجوي السيبيري، وطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة وتحولت الأجواء لشديدة البرودة في مناطق مختلفة من المملكة، وكانت أقرب ما تكون إلى عمق الشتاء. كما اقتربت درجات الحرارة من الصفر المئوي في مناطق السهول الشرقية وبعض المرتفعات الجبلية العالية، خاصة الجنوبية، مع تشكل الصقيع في أجزاء مختلفة من المملكة. وكانت الموجة السيبيرية الباردة في ذلك الوقت من العام خلال شهر نوفمبر تعتبر الأبكر منذ سنوات عديدة.

 

5-6 شباط 2025 منخفض جوي من الدرجة الثالثة (متوسط - عالي الفعالية): وهو أول منخفض جوي شتوي مُصنف بعد انتظار 60 يومًا وهو الأول لفصل الشتاء:

ترافق المنخفض الجوي مع هطول كميات جيدة من الأمطار في أجزاء عدة من المملكة، مما أدى إلى جريان الأودية والشعاب، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه، وهبوب رياح عاصفة تجاوزت حاجز 100 كم/ساعة داخل المدن والأحياء. كما تساقطت الثلوج فوق المرتفعات الجبلية الجنوبية العالية، وهطلت بعض الزخات الثلجية في القمم الشمالية.

 

عقب هذا المنخفض الجوي تدفقت رياح شديدة البرودة عبر مسارات غير رطبة، مما جعلها تفتقر إلى الهطولات، إلا أنها تسببت في حدوث موجة برد ودرجات حرارة متدنية للغاية، الأبرد منذ بداية فصل الشتاء، إذ وصلت ليلاً إلى حول أو مادون الصفر المئوي في مساحات واسعة من المملكة مع حدوث الصقيع في مناطق واسعة منها.

 

9 و10 شباط 2025 منخفض جوي مصنّف من الدرجة الأولى (الأضعف):

ترافق مع طقس بارد غائم، مع هطول الأمطار بين الحين والآخر في شمال ووسط وشرق المملكة، وبعض مرتفعات جنوب المملكة.

 

20 و21 شباط 2025 منخفض جوي من الدرجة الثانية (الاعتيادية) عقبه موجة قارسة البرودة انفصلت عن الدوامة القطبية واستقرت فوق المنطقة:

تأثرت المملكة في تلك الفترة بمنخفض جوي جلب هطول الأمطار في مختلف المناطق، خاصة الشمالية والوسطى، وسط أجواء باردة في ساعات النهار ونشاط على سرعة الرياح على فترات.

 

عقب المنخفض الجوي في الفترة من 22 شباط إلى 28 شباط 2025، اندفعت وتمركزت كتلة هوائية قطبية قارسة البرودة انفصلت بشكل مباشر من الدوامة القطبية، عبرت مسارًا قاريًا وتمركزت فوق الشرق الأوسط وتركيا، وتسببت هذه الكتلة الهوائية بسيادة أسبوع قارس البرودة على عموم دول المنطقة. في الأردن سادت أجواء غير معهودة، تدنت خلالها درجات الحرارة ليلاً إلى حوالي 5 درجات مئوية تحت الصفر، بما في ذلك العاصمة عمان، فيما وصلت لأقل من 10 درجات مئوية تحت الصفر مع حدوث موجات متتابعة من الصقيع والانجماد، الذي طال المناطق الزراعية. ويُذكر أن المياه تجمدت في الأنابيب والصنابير في مناطق واسعة من الأردن، وانقطعت المياه في فترات الليل والصباح بسبب تجمدها في الأنابيب، وتزامنت هذه الأجواء مع هبوب رياح شرقية قارسة البرودة عملت على جفاف الأجواء ومضاعفة الإحساس بالبرودة.

 

19-20 آذار 2025 منخفض جوي من الدرجة الثانية (شتوي) تزامن مع الاعتدال الخريفي:

تأثرت الأردن بمنخفض جوي مصنّف من الدرجة الثانية، ومترافق مع كتلة هوائية شديدة البرودة في طبقات الجو كافة. ونتيجة للبرودة الشديدة في طبقات الجو، خاصة المنخفضة، شهدت قمم المرتفعات الجبلية الشمالية، وخصوصًا محافظتي جرش وعجلون، ونخص بالذكر منطقتي رأس منيف، تساقطات ثلجية متراكمة خلال ساعات ليل الخميس/الجمعة وفجر وصباح الجمعة.

 

ونظرًا لتعمق الرياح شديدة البرودة بشكل إضافي في طبقات الجو، امتدت الثلوج لبعض قمم المرتفعات الجبلية الوسطى بما فيها قمم البلقاء وبعض الأحياء المرتفعة من غرب العاصمة، بما فيها منطقة خلدا وتلاع العلي. تراكمت لفترة قصيرة، وتعتبر هذه التساقطات الثلجية الأولى من نوعها في رمضان منذ حوالي 27 عامًا، كما أنها تصادفت مع أول أيام الاعتدال الربيعي.

 

وبعد تحرك المنخفض الجوي، تعمقت الرياح شديدة البرودة وذات أصول قطبية نحو المملكة، عملت على حدوث انخفاض إضافي وكبير في درجات الحرارة، وصلت ليلاً إلى مادون 5 درجات مئوية في أنحاء عدة من المملكة، فيما وصلت دون الصفر المئوي في قمم جبال الشراه.

 

ويُذكر أن المملكة قد تأثرت بحالات جوية فرعية (توزعت على فترات متباعدة من أشهر الموسم المطري) على شكل أحوال جوية غير مستقرة نتيجة امتداد غير معتاد لمنخفض البحر الأحمر، وجلبت هذه الحالات الأمطار الرعدية في فترات متباعدة، إلا أنها لم تكن كافية لإحداث تغير جوهري في أداء الموسم المطري، والذي يعد الأضعف منذ عقود، ولعل أبرز حالات عدم الاستقرار الجوي تلك التي كانت في مطلع شهر مايو وأدت إلى تشكل سيول جارفة في جنوب المملكة، والتي نتج عنها 3 وفيات، نسأل الله لهم الرحمة.

 

معلومات عامة عن الموسم المطري 2024/2025:

النسبة المئوية لما تحقق من مُعدلات الأمطار في مختلف مناطق المملكة للموسم المطري:

الشمالية: 46%

الوسطى الغربية: 46%

الوسطى الشرقية: 64%

الجنوبية الغربية: 46%

الجنوبية الشرقية: 60%

العقبة: 15%

الشرقية: 53%

الأغوار الشمالية: 47%

الأغوار الوسطى: 68%

الأغوار الجنوبية: 79%

 

عدد المنخفضات الجوية حسب الدرجة:

الأولى: 1

الثانية: 2

الثالثة: 1

الرابعة: لا يوجد

الخامسة: لا يوجد

المجموع: 4

 

أكثر الشهور نشاطًا بالفعاليات الجوية: شهر فبراير/شباط.

أقوى المنخفضات الجوية التي أثرت على المملكة: منخفض جوي من الدرجة الثالثة بتاريخ 5-6 شباط 2025.

أبرد شهور الموسم المطري: شهر فبراير/شباط.

 

ملاحظة: مصدر النسبة المئوية لما تحقق من مُعدلات الموسم المطري هو إدارة الأرصاد الجوية الأردنية، وباقي البيانات المؤرشفة هي من البيانات الخاصة بمركز طقس العرب.



تصفح على الموقع الرسمي



تطبيق طقس العرب: انخفاض الحرارة بأكثر من 10 درجات بين الثلاثاء والخميس! الخرائط الجوية ترصد اشتداد الهواء القطبي وتموج على التيار النفاث ما تأثير ذلك على طقس المنطقة العربية ؟شاهد بالفيديو … أمطار الحرم المكي اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025الأردن أجواء تبشر ببداية فعلية لفصل الخريف … انتهاء تأثير الكتلة الحارة نسبياً وانخفاض على الحرارة بدءاً من الغدكيف أجهز سيارتي للشتوة الأولى؟تطبيق طقس العرب يصدر توقعات الطقس لخريف 2025م .. تفاصيلبفارق 10 درجات: الثلاثاء ذروة ارتفاع درجات الحرارة يتبعها انخفاض ملموس نهاية الأسبوعالأردن تتأثر المملكة بأحوال جوية غير مستقرة تجلب زخات من الأمطار لبعض المناطق نهاية الأسبوع