لماذا يتغيّر مسار بعض المُنخفضات الجوية قبل وصولها إلينا، في حين أن الكُتل الحارّة ثابتة ولا تتغيّر؟

كتبها هشام جمال بتاريخ 2025/05/09

طقس العرب - يُلاحظ خلال معظم فترات العام، وخاصة في فصلي الربيع والصيف، أن الكتل الهوائية الحارة تصل إلى منطقتنا بسرعة وسهولة، بينما تظهر الكتل الهوائية الباردة بوتيرة أقل وبشروط معينة فقط. فماذا يُفسر هذا السلوك الجوي؟

 

لماذا تصل الكتل الهوائية الحارة إلى منطقتنا بسهولة بينما تجد الكتل الباردة صعوبة في الوصول؟

وفي إجابة على هذا التساؤل الذي يُطرح من قبل العديد من الأشخاص، قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن السبب الرئيسي يعود إلى الموقع الجغرافي للمنطقة، إذ تقع بلاد الشام ضمن نطاق العروض الوسطى والدنيا، وهي أقرب بطبيعتها إلى مناطق إنتاج الكتل الحارة كالصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية، مما يُسهل اندفاع الهواء الحار إليها عند توفّر الظروف الجوية المناسبة.

 

وفي المقابل، فإن الكتل الهوائية الباردة غالبًا ما تتشكل في العروض العليا والقطبية مثل شمال أوروبا وسيبيريا، وتحتاج إلى ظروف جوية معينة حتى تتمكن من التوغل جنوبًا. وغالبًا ما تتحكم المرتفعات الجوية الممتدة فوق المنطقة بحركة هذه الكتل الباردة.

 

كما أن التيار النفاث – وهو تيار هوائي قوي في طبقات الجو العليا – يلعب دورًا كبيرًا في توجيه الكتل الهوائية. وفي كثير من الحالات، يمنع التيار النفاث نزول الكتل الباردة إلى منطقتنا، أو يوجهها شرقًا نحو إيران وباكستان، أو غربًا نحو الحوض الغربي للبحر المتوسط، وذلك حسبما يكون شكل الأنظمة الجوية في المنطقة.

 

المنخفضات الجوية تنحرف أحيانًا بينما الكتل الهوائية الحارة تكون أكثر ثباتًا

الفرق يكمن في بُعد المصدر وحجم الكتلة الهوائية. فالمنخفضات الجوية الباردة غالبًا ما تنشأ في مناطق بعيدة مثل شمال أوروبا والقطب الشمالي، وتحتاج إلى قطع مسافات طويلة حتى تصل إلى منطقتنا. وخلال هذا المسار الطويل، يمكن أن تتعرض هذه الكتل الباردة لتغييرات في الاتجاه أو أن تتلاشى بفعل أنظمة جوية معاكسة مثل المرتفعات الجوية، خاصة وأن حجمها يكون صغيرًا نسبيًا حين تصل إلى شرق المتوسط.

 

في المقابل، الكتل الهوائية الحارة تنشأ من مناطق قريبة جدًا مثل شبه الجزيرة العربية، العراق، وشمال أفريقيا، وتمتاز بامتداد أفقي واسع يغطي مساحات شاسعة. هذا الامتداد الكبير يجعلها أكثر ثباتًا على الخرائط الجوية، ويمنحها قدرة أكبر على التوغل دون أن تتأثر كثيرًا بالأنظمة المحيطة، لذلك نلاحظ أن موجات الحر تُرصد وتُتوقع بسهولة، وتصل إلينا دون انحراف يُذكر.

 

ببساطة، كلما اقترب المصدر وازداد حجم الكتلة، زادت فرصتها في الوصول بثبات إلى المنطقة.

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



الأردن: بعد غياب القبة الحرارية في يوليو هل تعود في آب؟العراق: درجات الحرارة تقترب من الـ50 مئوية في جنوب البلاد وملامح لموجة حارة قوية بهذا الموعدالأردن: هل تتأثر المملكة بأول موجة حارة خلال الأسبوع الأول من آب؟منخفض جوي غير معتاد يجلب أمطار رعدية وتساقط البرد على عدة مناطق في المغرب العربي السعودية: استمرار نشاط السحب الرعدية على هذه المناطق يوم السبت 2 أغسطس 2025الأردن: درجات الحرارة الصغرى تنخفض لل14 مئوية في جبال الجنوب.. هل نرتدي معطف في آب؟الخليج العربي: سحب رعدية تزين سماء العديد من المناطق يرافقها تساقط كثيف للبرد في اليوم الأول من آب/أغسطسالأردن: استمرار تأثر المملكة بتيارات هوائية معتدلة يوم السبت وأجواء منعشة ليلاًأجواء أشبه بالخريفية في الأول من آب (ظهور للسحب وأمطار خفيفة على سواحل بلاد الشام)