آلاف النقوش القديمة تكشف أن الصحراء السوداء الأردنية كانت تعج بالحياة.. فكيف كانت الحياة هناك؟!
طقس العرب - لك أن تتخيل كيف يمكن للحياة أن تزدهر فيما نراه الآن صحراء مقفرة، هذا ما كشفت عنه الآلاف من النقوش والمنحوتات الصخرية التي يعود تاريخها إلى 2000 عام، في منطقة جبل القرمة في الصحراء السوداء في الأردن، وهي أرض جرداء، لكن تخبرنا هذه النقوش عن وقت كانت فيه المنطقة المهجورة تعج بالحياة، فكيف تغير الحال!
إحجز رحلتك الآن إلى مختلف الوجهات السياحية في الأردن من هنا
في الوقت الحاضر، تُعد منطقة جبل القرمة والصحراء السوداء بشكل عام، منطقة قاحلة جدا وجافة و يصعب عبورها، وقد يتواجد فيها القليل من المياه والنباتات والحياة البرية.
(الصحراء السوداء في الأردن)
إلا أن النقوش التي اكتشفها علماء الآثار في تلك المنطقة تشير إلى أنه منذ حوالي 2000 عام، كان جبل قرمة يحتوي على أشجار وحياة برية وعدد كبير من البشر.
تعرف على قصص مواقع من التراث والتاريخ في الأردن، اختر من بين رحلات إحياء التراث الممتعة التي ينظمها برنامج "اردننا جنة" وبأقل التكاليف، التفاصيل من هنا
كيف كان شكل الحياة في المنطقة؟
آلاف من النقوش على صخور منطقة جبل قرمة كُتبت بالخط الصفوي، وهو خط أبجدي استخدمه أناس عاشوا في أجزاء من سوريا والأردن والجزيرة العربية في العصور القديمة، تحتوي هذه النقوش دلالات تشير إلى أن الناس استخدموا المنطقة بشكل مكثف في السابق.
حيث تُظهر الرسومات الصخرية، صورًا للأسود والغزلان والخيول والطيور الكبيرة التي قد تكون طير النعام، وبالقرب من هذه الرسومات كتابات قصيرة، ومعظم النصوص هي مجرد أسماء.
كما تحتوي بعض النصوص على معلومات حول ما كان يفعله الناس، مع القليل من التلميح إلى أن الناس الذين سكنوا جبل قرمة كان لهم صراع مع الأنباط الذين بنوا مدينة البتراء قديما.
كما اكتشف علماء الآثار بالإضافة إلى النقوش والرسومات الصخرية في المنطقة، بقايا المخيمات والملاجئ والمقابر التي استخدمها أهالي جبل القرمة قديما، إذ يعتقد علماء الآثار أن الناس الذين كانوا يعيشون في المنطقة من البدو الرحل.
تضم الأردن العديد من المواقع السياحية التي تعج بالتراث وتاريخ الحضارات العظيمة التي عاشت فيها، استمتع برحلات مميزة بطابع مختلف من خلال برنامج "اردننا جنة"، التفاصيل من هنا
كيف أصبحت الأرض الخصبة مقفرة
المثير للحيرة حقا هو الكيفية التي تغيرت من خلالها تضاريس المنطقة بشكل كبير في غضون 2000 عام فقط. إن كان الفريق على صواب، فإن المنطقة قد كانت يوماً ما مكاناً أكثر خصوبة، ومليئة بالأشجار، والحياة البرية، والمياه العذبة.
كشفت أعمال التنقيب في أحد المواقع عن كتل من الفحم النباتي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، تمثل عدة أصناف من الأشجار، والتي كانت بحاجة إلى المياه على مدار العام، هذا يعني أن الظروف حتى القرن الثالث الميلادي كانت مختلفة تمامًا عن اليوم، وهذا ما يعمل الفريق البحثي على استكشافه، حيث يبحث الفريق عن المزيد من الأدلة حول شكل البيئة في العصور القديمة وكيف أصبحت المنطقة هناك مكانًا مقفرًا.
اقرأ ايضا: قصة العثور على أقدم خبز في العالم في الصحراء الأردنية
الصحراء السوداء هي أيضاً موطن لأنماط هندسية غريبة على شكل عجلة، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من أعلى، ولكنها أقدم من خطوط نازكا في بيرو، ويأمل العلماء أن يتمكنوا من الكشف من خلال النقوش المكتشفة، المزيد من التفاصيل حول المجتمعات التي اتخذت من الصحراء السوداء والمناطق المحيطة بها موطناً لها.