أرقام مفزعة: 210 حالة وفاة وإصابة بالصواعق في اليمن في عام واحد ومخاوف من اضطرابات جوية أكثر شدة الأعوام القادمة

كتبها سنان خلف بتاريخ 2025/05/24

طقس العرب - مع كل موسم صيفي يمر على اليمن، تزداد الظواهر الجوية العنيفة في تكرارها وحدّتها، وعلى رأسها الصواعق الرعدية، التي أصبحت من أبرز ملامح الطقس خلال فترة ما بعد الظهيرة في العديد من المحافظات، خاصةً الجبلية منها، فما هي الأسباب العلمية لانتشار هذه الظاهرة؟ ولماذا يُعد اليمن من أكثر مناطق شبه الجزيرة العربية تأثرًا بها؟

 

أولًا: ما هي الصاعقة الرعدية علميًا؟

الصاعقة هي تفريغ كهربائي سريع وقوي ناتج عن اختلال التوازن الكهربائي داخل السحب الركامية، أو بينها وبين سطح الأرض،
تُخزن السحب الركامية شحنة كهربائية نتيجة الاحتكاك بين قطرات الماء والبرد وبلورات الجليد داخل التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة، وعندما يصبح فرق الجهد كبيرًا بما يكفي، يحدث التفريغ على شكل صاعقة.

 

لماذا اليمن تحديدًا؟

اليمن يتمتع بعوامل جيومناخية تجعل الصواعق أكثر حدوثًا مقارنة بدول الجوار، ومن أبرزها:

التضاريس الجبلية:
تؤدي إلى تعزيز التيارات الهوائية الصاعدة، والتي تُعد شرطًا أساسيًا في تكوين السحب الركامية الضخمة (Cumulonimbus Clouds).

 

الرطوبة المدارية القادمة من بحر العرب:
تعمل على تغذية الغلاف الجوي ببخار الماء، ما يؤدي إلى زيادة الطاقة الكامنة (CAPE) في طبقات الجو، وهو عامل مباشر في تعزيز العواصف الرعدية.

الفرق الحراري الكبير بين سطح الأرض والطبقات العليا من الغلاف الجوي:
يولد حالة من عدم الاستقرار الجوي (Atmospheric Instability)، وهي بيئة مثالية لحدوث البرق والرعد والصواعق.

 

إحصائيات حقيقية تدعم هذا النشاط:

في صيف 2024، تم تسجيل أكثر من 210 حالة وفاة وإصابة بسبب الصواعق، معظمها في محافظات مثل: عمران، المحويت، إب، وصعدة، بل إن بعض المناطق الجبلية اليمنية تسجل مئات الصواعق يوميًا خلال ذروة موسم الأمطار، خصوصًا في شهري يوليو وأغسطس.

 

دور التغير المناخي:

هناك علاقة مباشرة بين ازدياد نشاط العواصف الرعدية والاحترار العالمي، حيث تؤدي درجات الحرارة الأعلى إلى تبخر أكبر، مما يعني وفرة أكبر في الرطوبة، وبالتالي زيادة احتمالية التكوين الرعدي.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية ونماذج الطقس أن تواتر السحب الركامية في اليمن ارتفع خلال العقد الأخير، مما يتفق مع فرضية تسارع الظواهر الجوية القصوى في ظل التغير المناخي.

 

التوصيات العلمية:

 

الصواعق في اليمن لم تعد ظاهرة نادرة أو موسمية فحسب، بل أصبحت تمثّل مؤشرًا مناخيًا حساسًا على التغيرات الجارية في الغلاف الجوي للمنطقة، وفهم هذه الظاهرة علميًا هو الخطوة الأولى نحو تقليل أضرارها وحماية الأرواح.



تصفح على الموقع الرسمي



هل البداية اللطيفة للخريف مؤشر على موسم مطري قوي؟منخفض جوي بتأثيرات واسعة يشمل 3 قارات وأكثر من 10 دول بينها دول عربيةفيديو تاريخي لتساقط ثلوج قطنية على منطقة عسير في العام 2021متى يبدأ تأثير منخفض البحر الأحمر على السعودية؟رصد وتصوير احترافي لسديم الخفاش الطائر والحباركتلة هوائية أقل حرارة تندفع من بلاد الشام إلى المنطقة.. هل تكون بداية للوسم؟هل هناك مؤشرات على أعاصير مدارية جديدة في بحر العرب؟الوطن العربي: أمطار رعدية متوقعة الخميس.. هذه أبرز المناطق المشمولة بالأمطار والبَرَددوائر عملاقة في صحراء السعودية تظهر من الفضاء وتثير فضول العالم!