تحليل علمي | أين غابت المنخفضات الجوية وهل يؤشر ذلك على تغيرات مناخية؟

كتبها هشام جمال بتاريخ 2024/12/09

طقس العرب - تشهد عموم منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط غيابًا تامًا للمنخفضات الجوية والأنماط الجوية الشتوية، على الرغم من أن أيامًا قليلة تفصلنا عن دخول الشتاء فلكيًا. لكن الطقس لا يزال يشبه فصل الربيع، دافئًا نسبيًا خلال ساعات النهار، دون أي ملامح تبشر بعودة المنخفضات الجوية الناضجة أو الهامة.

 

أين غابت المنخفضات الجوية عن المنطقة وهل يمكن أن تعود قريبًا؟

 

قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي، بعد إجراء متابعة شاملة للأنظمة الجوية وتوزيع الضغوط الجوية السائدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إنه لوحظ أن الأنظمة الجوية السائدة لا تسمح بتقدم المنخفضات الجوية نحو مناطق الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. ويرجع ذلك إلى حدوث ضعف وتخلخل في الدوامة القطبية، ما يؤدي إلى تركز الاندفاعات الباردة نحو وسط البحر الأبيض المتوسط، وتشكل منخفضات جوية تؤثر على جنوب أوروبا، تحديدًا جزيرة إيطاليا واليونان، وشمال أفريقيا.

 

وإذا نظرنا إلى الوضع العام، نلاحظ أن العواصف تنشط في شمال الأطلسي، حيث تسحب الكتل الهوائية الباردة وتجمعها في خطوط العرض العالية. كما يمتد المرتفع الجوي السيبيري نحو تركيا وإيران، ويعمل كنظام حاجز صد أمام تقدم الكتل الهوائية الباردة التي تسبب المنخفضات الجوية عند وصولها إلى سطح المياه الأدفأ. وبذلك، لا تبشر المنظومة الجوية بعودة المنخفضات الجوية قريبًا.

 

ضعف كبير على الدوامة القطبية وتكون ضغوط جوية مرتفعة

 

تشهد الدوامة القطبية ضعفًا واضحًا وتخلخلًا في الضغط الجوي، حيث يرتفع الضغط الجوي، ما يؤثر على الطبقات القريبة من الأرض. وهذا يفسر سبب تركز الاندفاعات القطبية نحو شمال المحيط الأطلسي والقارة الأوروبية، ما يعزز بناء مرتفعات جوية قوية على شرق البحر الأبيض المتوسط والجزيرة العربية.

 

هل يعتبر غياب المنخفضات الجوية مؤشرًا على تغيرات مناخية؟

 

الغلاف الجوي والمحيطات يتبعان دورات طبيعية تتراوح بين 5 إلى 30 عامًا، تؤدي إلى حدوث أنماط جوية محددة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. كما أن الأرض تشهد ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث لعب الإنسان منذ بدء الثورة الصناعية في عام 1840 دورًا كبيرًا في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة، التي تختزن الحرارة داخلها وتعكسها مرة أخرى نحو الأرض. هذا ساهم في زيادة درجات حرارة الأرض بين 1-2 درجة مئوية.

 

وعلى الرغم من أن ظاهرة الاحتباس الحراري موجودة منذ سنوات، إلا أن الظواهر الجوية التي تحدث بسببها ترتبط بدرجة حرارة سطح المحيطات وتوزيع الكتل الهوائية حول الأرض. كما أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة تطرف الأحوال الجوية. لكن بالنظر إلى البيانات الأرشيفية، نجد أن غياب المنخفضات الجوية ليس أمرًا غير مسبوق، بل حدث في الماضي، ومن المحتمل أن يحدث مجددًا في المستقبل بشكل متكرر.

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



القبة الحرارية تنذر بتسجيل درجات حرارة قد تتجاوز الـ 50 في 5 دول عربية الأيام القادمةمصر: انحسار موجة الحر وأجواء منعشة ولطيفة خلال هذه الليلةالأجواء الحارة نسبياً تعود مجددًا إلى المملكة اعتبارًا من منتصف الأسبوعنصف حزيران بلا موجات حارة.. هل تُبشّر المؤشرات باستمرار غيابها في النصف الثاني؟موجة شرقية محتملة قد تؤثر على عدة دول من الجزيرة العربية نهاية يونيو.. فما هي الموجة الشرقية؟الأردن: طقس يميل للبرودة الليلة واستمرار تأثر المملكة برياح أكثر اعتدالاً يوم غدٍ الاثنينحول العالم | أربع دول عربية تتصدر قائمة الدول الأعلى حرارة على وجه الكرة الأرضية ليوم السبتما سبب الهالة التي ظهرت في سماء الأردن خلال الأيام الماضية؟ إليك التفسير العلميكيف تتشكل السحب المتوهجة في طبقات الجو العليا بعد إطلاق الصواريخ الباليستية؟