ثلوج الخريف في بلاد الشام.. العاصفة الثلجية الشهيرة إليكسا هل يمكن أن تتكرر؟

كتبها هشام جمال بتاريخ 2025/09/02

طقس العرب - تأثرت دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بعاصفة ثلجية خلال نهايات فصل الخريف من العام 2013، وبالتأكيد فإن أول ما يتبادر إلى أذهانكم عندما نقول "عاصفة ثلجية" وفي الخريف، هي العاصفة الثلجية الشهيرة "إليكسا" التي قلبت الطاولة على ثلوج الشتاء، والتي تفصلنا أيام قليلة عن ذكراها الحادية عشر.

 

تفاصيل العاصفة الثلجية "إليكسا" والأنظمة الجوية المسببة لها بإذن الله

وفي التفاصيل، بدأت قصة العاصفة الثلجية "إليكسا" عندما تأثرت مناطق واسعة من القارة الأوروبية بمرتفع جوي صلب وعنيد في ذلك الوقت، اندفعت على إثره كتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية باتجاه البحر الأسود ثم تركيا، ولاحقًا إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة، حيث توضعت فوقنا لمدة يومين.

 

وعلى إثر اندفاع الرياح القطبية بصورة مباشرة نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، تشكل منخفض جوي عميق محمل بكميات كبيرة من السحب المثقلة بالأمطار الغزيرة والثلوج، والتي كانت تنتظر مشيئة الله حتى تفرغ كامل حمولتها على بلاد الشام عامة، مما تسبب في تسجيل سماكات كبيرة للثلوج علاوة على هطول كميات ضخمة من الأمطار.

 

وبالتزامن مع ذلك كله، كانت الأنظمة الجوية السائدة في المنطقة ككل تسمح بولادة منخفض جوي عميق تمركز بداية فوق سوريا ثم ما لبث وأن تطوّر منخفض جوي جديد تمركز فوق الأراضي اللبنانية، مما ساهم في تعزيز الهطولات المطرية والثلجية.

 

طقس مستقر ودافئ سبق العاصفة "إليكسا" وكان الأجواء في فصل الربيع

وقد خدعت الأنظمة الجوية سكان بلاد الشام، حيث عاشت المنطقة مع بدايات شهر ديسمبر 2013 أشبه بالأجواء الربيعية، وشهدت ارتفاعًا على درجات الحرارة إلى بداية العشرينيات مئوية في معظم المناطق، إلا أن هذه الأجواء الربيعية لم تكن إلا مقدمة لأول منخفض جوي يزور المملكة ولم يكن كسابقيه من المنخفضات الجوية لاسيما من حيث البرودة الشديدة والتوقيت المبكر.

 

متى بدأ التأثير الفعلي والمباشر للعاصفة الثلجية "إليكسا" على المملكة؟

وبدأت العاصفة الثلجية بالتأثير فجر الخميس الموافق لـ12-12-2013 على كافة المرتفعات الجبلية، وتزايد تأثيرها بشكل لافت خلال يومي الجمعة والسبت، مُشكلة العاصفة الثلجية الأقوى في شهر كانون أول/ديسمبر منذ بدء السجلات المناخية الأردنية، والأقوى منذ عاصفة شباط 2003 التي اجتاحت شمال ووسط المملكة بما فيها العاصمة عمان بقوة كبيرة، مرفقة بتساقط كثيف للثلوج.

 

ومع وصول الجبهة الرئيسية المصاحبة للمنخفض الجوي الجديد، انتظم واشتد الهطول الثلجي فوق معظم أرجاء المملكة وفلسطين وجنوب سوريا ولبنان، بحيث فاقت سماكات الثلوج المترين في جبال عجلون وكذلك الحال في مرتفعات غرب نابلس، في حين اقتربت من المتر في مرتفعات البلقاء وشمال عمان بالإضافة لجبال الطفيلة والخليل في جنوب الضفة الغربية، وكل تلك الأرقام قياسية بالنسبة للنصف الأول من شهر ديسمبر، ولم تعهد المنطقة مثلها حتى في فصل الشتاء خلال السنوات الأخيرة رجوعًا حتى شباط من العام 1992 الثلجي الشهير.

 

طقس قارس البرودة رافق العاصفة الثلجية ورياح عاتية عصفت بالمنطقة

وهبت مع بداية المنخفض الجوي العميق وقبيل مرور جبهاته الثلاث الرئيسية رياحٌ عاتية لامست في أكثر من 5 مناسبات حاجز الـ90-100 كم/ساعة في العديد من المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان، واللافت أن الرياح العاصفة لم تهدأ كالعادة مع هطول الثلوج وإنما ازدادت في شدتها مما خلق ثلوجًا عاصفة بشكل متطرف. ووصلت سرعة هبات الرياح إلى 129 كم/ساعة في محطة رصد الطف/البلقاء ولامست معدلاتها حاجز الـ80 كم/ساعة.

 

أما درجات الحرارة، فلم تكن متطرفة كثيرًا عن الصفر المئوي في أغلب المناطق عدا جبال الشراه، في حين انخفضت الصغرى في الأخيرة إلى ما دون -10 مئوية خاصة مع ليلة الأحد في رقم قياسي جديد بإذن الله، وسجلت بعض المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان بحدود -2 إلى -4 مئوية.

 

هل يُمكن تكرار حدوث العاصفة الثلجية اليكسا مُستقبلاً؟

وفي هذا السياق، لا تُعتبر العاصفة الثلجية أليكسا التي ضربت المملكة في عام 2013 حدثًا عادياً، حيث أنها جاءت إلى منطقة بعيدة كل البعد عن القطب الشمالي وفي نهاية فصل الخريف قبيل دخول الشتاء الفعلي فلكيًا وقبل بدء المربعانية في أواخر ديسمبر.

 

كما أن تشكل مثل هذه الأنظمة الجوية التي تسبب عواصف مثل أليكسا من ضغوط وكتل هوائية باردة ومواقع تمركزها، لا يحدث كل عام ولكن يحدث مرة كل عدة سنوات، كما أن موقع دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة ذات خصوصية ثلجية عالية.

 

حيث إنه أي تغيير في مركز الكتل الهوائية القطبية يُغير في شكل الأنماط الجوية الناتجة عنها، وبذلك لا يمكن التنبؤ بتكرار حدوث عواصف ثلجية مشابهة، مع التأكيد أن تساقط الثلوج يعتبر مناخيًا حدثًا جويًا طبيعيًا في جبال بلاد الشام خلال فصل الشتاء، لكن لا يمكن المقارنة حيث إن كل حالة جوية تتمتع بخصوصية مختلفة عن غيرها.

 

أداء مطري وثلجي فائق حققته العاصفة اليكسا في السنوات السابقة

وقد حققت العاصفة الثلجية على أرض الواقع في تلك الفترة أداءً مطريًا وثلجيًا في العديد من المناطق فاق ما حققته عواصف شتوية قوية وصولًا إلى عاصفة 25-2-1992 الشهيرة، في حين سجلت عاصفة 25-2-2003 تراكُمًا ثلجيًا مشابهًا في شمال العاصمة عمان، لكنها زادت في شباط 1992 بحدود 20-40 سنتيمترًا.

 

حيث عملت العاصفة الثلجية على تعطيل كافة مظاهر الحياة العامة في المنطقة بفعل شدة تأثيراتها، كما تعتبر العاصفة الثلجية أليكسا من العواصف الشديدة والتي تصنف على أنها شديدة الندرة، وتحدث مثل هذه العواصف مرة كل عدة سنوات.

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



الأردن: يُعاود الهواء الحار اقترابه من المملكة نهاية الأسبوع فكم تصل العظمى في عمان؟يصحبها البَرَد والسيول.. 9 دول عربية تتأثر بزخات أمطار رعدية غزيرة بقية الأسبوع"موجة القرن".. إحدى أقوى الموجات الحارة خلال 100 عام الماضية في هذه الأيام عام 2020السعودية: المناطق المشمولة بتوقعات الأمطار في المملكة يوم الأربعاء 2025/9/3عُمان والإمارات: هذه المناطق مشمولة بالأمطار مع تعمق أخدود من منخفض جويالأردن: أجواء مائلة للبرودة الليلة وصباح الغد.. توصيات هامة لطلبة المدارس في الداخلزلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر يضرب أفغانستان ويسفر عن مقتل أكثر من 600 شخصخسوف كلي للقمر الأحد القادم وذروته في هذا الموعد