حرب الخليج عام 1991: كيف أثّر تسرب النفط وحرائق الآبار على المناخ الإقليمي؟
طقس العرب - شهدت منطقة الخليج العربي خلال حرب الخليج عام 1990-1991 واحدة من أكبر الكوارث البيئية التي عرفها العصر الحديث، حيث أدت أعمال التخريب التي شملت إشعال آبار النفط وتسرب كميات هائلة من النفط الخام في البيئة البحرية والبرية إلى آثار بيئية ومناخية واسعة النطاق. وفي هذا التقرير نستعرض بدقة الأثر العلمي لهذا الحدث على الطقس والجو في المنطقة.
تدمير آبار النفط وتلوث بيئي غير مسبوق
وخلال حرب الخليج الثانية، تم إشعال أكثر من 600 بئر نفط في الكويت والعراق، مما أدى إلى انبعاث كميات هائلة من الدخان والأسود الكثيفة، إضافة إلى تسرب كميات كبيرة من النفط في مياه الخليج، ما تسبب في تلويث واسع النطاق للبيئة البحرية والبرية.
تأثيرات تسرب النفط والدخان على الطقس المحلي والإقليمي
تكوّن سُحب دُخانية كثيفة
الحرائق أطلقت كميات ضخمة من الجسيمات الدقيقة (السُخام) والغازات السامة إلى الغلاف الجوي، مما أدى إلى تكوين طبقات من السُحب الدخانية التي أثرت على نقل الإشعاع الشمسي ووصوله إلى سطح الأرض.
انخفاض درجات الحرارة السطحية
أظهرت دراسات علمية أن هذه السحب قللت من كمية الإشعاع الشمسي الواصلة للأرض، ما تسبب في انخفاض مؤقت في درجات الحرارة السطحية في مناطق الخليج وشبه الجزيرة العربية المجاورة، وهو تأثير معروف علمياً باسم "التبريد الإشعاعي".
ووفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أشار إلى أن الدخان الناتج من حرائق آبار النفط غطى مساحات شاسعة من السماء في الشرق الأوسط، مما أثر على نوعية الهواء بشكل ملحوظ، مع تسجيل انخفاضات في درجات الحرارة تصل إلى 1-2 درجة مئوية في بعض المناطق.
وحسب دراسات نشرت في مجلات مثل Journal of Geophysical Research وAtmospheric Environment أوضحت أن جسيمات السخام والملوثات الناتجة أدت إلى تغيير مؤقت في موازين الطاقة بين الأرض والجو، وأثرت على نمط الطقس بطرق متقطعة لكنها ملحوظة.
إلى جانب التأثيرات المناخية، فإن الحريق وتلوث النفط أدى إلى تدهور جودة الهواء بشكل حاد، مما أثر على صحة السكان في المناطق المحيطة، وأدى إلى حالات تنفسية وأمراض مزمنة في بعض الحالات، وفقًا لمنظمات الصحة العالمية.