هل التغير المناخي كان السبب وراء فيضانات ليبيا؟
طقس العرب-تعرضت ليبيا إلى عاصفة تدعى عاصفة دانيال التي ضربت السواحل الليبية، ونتج عنها انهيار سدين مائيين ووقوع فيضانات غمرت مناطق سكنية بالكامل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص حسب التقديرات الأولية والمفقودين بالآلاف.
وبالرغم من أن الفيضانات من الظواهر التي تحدث من حين إلى آخر في المناطق الساحلية، إلا أنها أصبحت أكثر شدة وتكرارا في السنوات الأخيرة، ويرجع العلماء السبب إلى ظاهرة الاحترار العالمي حيث قالت بعثة الاتحاد الأوروبي أن ليبيا من أكثر دول العالم التي تضررت بسبب آثار التغير المناخي، ودعت لاتخاذ إجراءات سريعة والتخطيط لتقليل من آثار هذه التغيرات الشديدة التي تكون على شكل موجات جفاف وحرائق وفيضانات وعواصف وغيرها من العواقب على البلاد.
حدوث فيضان ليبيا وعلاقته بتغير المناخ
يتسبب احترار الغلاف الجوي للأرض بارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى جفاف التربة، كما قد ينعكس احترار المحيطات والبحار كالبحر الأبيض المتوسط على شدة هطول الأمطار، لكن هطول الأمطار في هذه الحالة يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، والتي من الممكن أن تظهر بصورة جلية على شكل فيضانات بسبب شدة الهطول وقلة امتصاص التربة لمياه الأمطار؛ ومن ثم انتشار المياه إلى مناطق أبعد من المعتاد.
عاما بعد عام تزداد طاقة العواصف الساحلية والأعاصير، ويعود السبب إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمسطحات المائية، فتهب بدرجات أقوى وبتالي تزيد سرعة وشدة وتيرة حدوث الفيضانات.
بالإضافة إلى أن ارتفاع مستويات سطح البحر الناتج عن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية له دور في تصاعد نسبة حدوث الفيضانات الساحلية التي شهدتها السواحل القاحلة في شمالي إفريقيا التي تمتد لمسافة تزيد 4633 كيلومترا من خليج تونس إلى دلتا النيل بحسب دراسة نشرت عام 2021.
تعتبر دول شمال أفريقيا، ومن ضمنها ليبيا الأكثر عرضة لمشكلات تغير المناخ في القارة الأفريقية، ويضيف تقرير بحثياً صادر عن المفوضية الأوروبية، أن أضرار الفيضانات الساحلية السنوية بشكل عام قد تزيد بمقدار 20 إلى 50 ضعفًا؛ بسبب تغير المناخ فقط، في حال لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة للتكيف مع الفيضانات وضبط متوسطات درجات الحرارة عالميًا.
المصادر: