كارثة طبيعية تضرب فرنسا أكثر من 39 ألف ومضة برق تضرب البلاد في ليلة واحدة والفيضانات تودي بحياة شخصين
طقس العرب - تأثرت فرنسا خلال اليومين الماضيين باضطراب جوي يصنف بأنه عنيف من ناحية التأثير، وجاء ذلك مع تأثر البلاد بحالة قوية من عدم الاستقرار الجوي أسفرت عن تشكل سحب رعدية عملاقة ترافقت مع حدوث عواصف رعدية شديدة وهطول كثيف للأمطار والعواصف البردية ( الأسباب العلمية لتشكل هذا النظام الجوي أسفل التقرير).
أكثر من 39 ألف ومضة برق في ليلة واحدة
وبحسب الإحصائيات التي جمعها المختصون في طقس العرب ضربت البلاد في ليلة 25 يونيو، أكثر من 39,000 ضربة برق واجتاحت فرنسا عواصف عنيفة مصحوبة بحبات برد ضخمة ورياح قوية تجاوزت سرعتها 100 كم/س.
وفي نفس الليلة شهدَت فرنسا موجة عنيفة من العواصف الرعدية؛ شملت هطول أمطار كثيفة تجاوزت 150 مم في مناطق معينة، مما أدى إلى فيضانات سريعة، خاصة في باريس والمناطق المحيطة.
في يوم 26 يونيو تلقّت مناطق مثل Bernay ووسط البلاد (Puy-de-Dôme) ما يتراوح بين 25–50 مم من الأمطار خلال ساعة واحدة، ما تسبب في فيضانات مفاجئة في المدن.
يوم 27 يونيو استمرّ النشاط العنيف، مع تسجيل 70,000 ضربة برق، ورياح قوية بلغت سرعتها إلى 140 كم/س، بالاضافة لتساقط حبات برد بحجم 8 سم في بعض المناطق.
الخسائر البشرية
وبحسب الأحصائيات شهد شخصين مصرعهم وهما طفل 12 عامًا في Tarn‑et‑Garonne، ورجل في Mayenne إثر سقوط شجرة فوقه بالاضافة الى 17 جريحًا منهم 4 بحالة حرجة.
الخسائر المادية
تسبّبت الرياح في اقتلاع الأشجار وأعمدة الكهرباء، وتسبّب البرد الضخم بأضرار عديدة للممتلكات والسيارات، و غمرت المياه شوارع باريس و محطات المترو، وأجزاء من مبنى البرلمان، كما أدت الأمطار الغزيرة الى تلف واسع للمحاصيل في Champagne وPicardy وMassif Central.
الأسباب العلمية لتشكل هذا النظام الجوي
قام المختصون الجويون في طقس العرب بتحليل النظام الجوي الذي تأثرت به فرنسا، حيث أظهرت مخرجات الخرائط الجوية اندفاع كتلة هوائية باردة ورطبة من المحيط الأطلسي تزامن ذلك مع تواجد هواء حار قريب من السطح بفعل تأثر البلاد قبل أيام بموجة حر قوية بفعل اندفاع كتلة هوائية حارة قادمة من شمال إفريقيا.
أدى ذلك لتشكل ما يُعرف بـالجبهة الباردة (Cold Front)، وهي بيئة مثالية لتكوين عواصف رعدية قوية جداً و تيارات هوائية صاعدة و تكاثف سريع للرطوبة مع وجود فرق كبير في درجات الحرارة.
و مما ساعد على تطور الاضطراب الجوي أيضاً هو تأثر فرنسا قبل أيام موجة حر رفعت درجات الحرارة إلى 35–38° مئوية في بعض المناطق، هذا التسخين المفرط لسطح الأرض أدى إلى زيادة عدم الاستقرار الجو وزيادة قدرة الهواء على حمل بخار الماء مما أدى لتعزيز تكون سحب رعدية عنيفة وعملاقة، بالاضافة لاندفاع الرطوبة التي وصلت من البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.