لماذا يقف العلم عاجزاً عن التنبؤ بالزلازل حتى يومنا هذا؟
طقس العرب - سنان خلف - ما أن شعر سُكان المناطق المُحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، بما فيها الدول العربية بالزلزال الذي ضرب اليونان فجر اليوم بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر حتى وردت لطقس العرب الكثير من التساؤلات حول حقيقة امكانية التنبؤ بالزلازل والتحذير المسبق منها
وفي رد على هلى هذا التساؤل، أكد الدكتور نجيب أبو كركي، أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية في حوارٍ سابق مع طقس العرب، أنه لا يمكن لأي شخص على وجه الأرض التنبؤ بوقت ومكان وقوع الزلزال حتى اللحظة، وأوضح أن أي حديث عن زلزال مؤكد ومدمر في فترة زمنية معينة لا يعتمد على أسس علمية ثابتة.
تجربة اليابان في هذا السياق تؤكد صحة كلام الدكتور أبو كركي. رغم التقدم العلمي الكبير الذي حققته اليابان في أبحاث الزلازل، إلا أنها فشلت في التنبؤ بالزلزال المدمر الذي ضربها في 11 مارس 2011، والذي بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن دمار هائل وموجات مد بحرية قتلت عشرات الآلاف من الأشخاص، ولازالت حتى اليوم عاجزة عن التنبؤ بها رغم التقدم العلمي الهائل.
لماذا لا يُمكن التنبؤ بالزلازل؟
لا يزال التنبؤ بحدوث الزلازل بدقة من الأمور المستحيلة حتى اليوم، يعود السبب في ذلك إلى أن الزلازل ناتجة عن تحركات مفاجئة في الصفائح التكتونية تحت سطح الأرض، وهذه التحركات تحدث على أعماق كبيرة وفي بيئة معقدة يصعب مراقبتها بشكل مباشر.
كما أن الزلازل لا تُظهر دائمًا علامات واضحة قبل وقوعها، وحتى إن ظهرت بعض الإشارات مثل الهزات الصغيرة أو تغيرات في النشاط الزلزالي، فإنها لا تعني بالضرورة أن زلزالًا كبيرًا على وشك الحدوث، لذلك، يركز العلماء على تقييم المخاطر الزلزالية بدلاً من التنبؤ الدقيق، أي تحديد المناطق المعرضة للزلازل والاستعداد لها بوسائل الوقاية والتصميم الهندسي المناسب.