متى يبدأ المرتفع السيبيري تأثيره الفعلي على بلاد الشام؟
طقس العرب - يُعدّ المرتفع الجوي السيبيري واحداً من أبرز الأنظمة الجوية الشتوية التي تؤثر في مناخ نصف الكرة الشمالي، وخصوصاً مناطق آسيا و الشرق الأوسط وصولاً للأجزاء الشرقية من أوروبا. و يتشكّل هذا المرتفع الضخم فوق الأراضي السيبيرية الباردة مع نهاية الخريف و خلال أشهر الشتاء نتيجة انخفاض درجات الحرارة الشديد في تلك المناطق، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الجوي في تلك المنطقة.
ما هو المرتفع الجوي السيبيري؟
المرتفع الجوي السيبيري هو نظام ضغط جوي مرتفع واسع النطاق يتكوّن فوق سيبيريا خلال فصل الشتاء نتيجة البرودة الشديدة لسطح الأرض هناك. ومع انخفاض الحرارة بشكل كبير، يزداد وزن الهواء و كثافته، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الجوي و تكوّن هذا المرتفع القوي و الممتد. و يُعد من أبرد و أقوى الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويؤثر بشكل مباشر في مناخ آسيا ويمتد أحياناً تأثيره نحو الشرق الأوسط وأوروبا، جالباً رياحاً باردة وجافة وانخفاضاً ملموساً في درجات الحرارة.
كيف يحدث المرتفع الجوي السيبيري؟
يتكوّن المرتفع الجوي السيبيري نتيجة تبريد قوي و مستمر لسطح الأرض في سيبيريا خلال أشهر الشتاء، مما يؤدي إلى برودة الهواء الملامس للسطح و ازدياد كثافته، فيرتفع الضغط الجوي في الطبقات السفلى.
و لكن لعل العامل الأبرز هو ما يحدث في الطبقات العليا من الغلاف الجوي؛ إذ يتعزز المرتفع السطحي بوجود مرتفع علوي قوي يتكوّن فوق المنطقة نفسها، فيعمل على تثبيت و استقرار الهواء البارد في الأسفل و يمنع صعوده. هذا التفاعل بين المرتفع العلوي و البرودة السطحية هو ما يجعل المرتفع السيبيري نظاماً جوياً ضخماً و مستقراً يستمر تأثيره لفترات طويلة.
هل هناك مؤشرات قريبة لتأثيره على بلاد الشام؟
حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة على بداية تأثير المرتفع الجوي السيبيري على بلاد الشام، إذ لا يزال يتمركز بعيداً شرقاً فوق سيبيريا. إذ أنه عادةً يبدأ تأثيره الفعلي مع نهايات فصل الخريف و دخول فصل الشتاء عندما تتزايد البرودة على اليابسة الآسيوية ويقوى امتداده غرباً، وفي تلك الحالة قد يُسهم في اندفاع رياح باردة وجافة نحو المنطقة أو في تعزيز المرتفعات الجوية التي تجلب فترات من الاستقرار المؤقت.
بمعنى آخر، تأثيره المحتمل على بلاد الشام مرتبط بمدى توسعه غرباً خلال الأسابيع القادمة مع تعمّق البرودة في سيبيريا.