هل يمكن أن يتشكل إعصار مداري في البحر الأحمر وماذا عن دور التغير المناخي في ذلك؟

طقس العرب - يُعتبر البحر الأحمر من المسطحات المائية التي لا تتوافر فيها الشروط المناخية الكلاسيكية اللازمة لتشكل الأعاصير المدارية، وذلك بسبب ضيق مساحته، وعمقه المحدود، وضعف تأثير دوران كوريوليس فيه، وهو ما يجعله خارج النطاق المعتاد لنشوء مثل هذه الأنظمة الجوية المدارية العنيفة.

 

لكن، ومع التغيرات المناخية العالمية الملحوظة في السنوات الأخيرة، بدأت درجات حرارة سطح مياه البحر الأحمر ترتفع، فهل يمهد ذلك إلى تشكل حالات مدارية في البحر الأحمر خلال السنوات القادمة؟

 

هل يعني ذلك أن البحر الأحمر قد يشهد إعصاراً؟

وبحسب المختصين في "طقس العرب"، فإن فرص تشكّل إعصار مداري في البحر الأحمر ضعيفة جدًا الآن وحتى في المستقبل، بل وإنها مستحيلة كليًا في المستقبل البعيد حتى إذا استمرت درجات حرارة المحيطات والبحار بالارتفاع، وذلك بسبب الطبيعة التي يتمتع بها البحر الأحمر وصغر.

 

ما هي شروط تشكّل الحالات المدارية؟

وتتطلب الحالات المدارية، مثل الأعاصير والمنخفضات المدارية، مجموعة من الظروف الجوية والبيئية المتزامنة، والتي يجب أن تتوافر معًا لكي تتطور العواصف الاستوائية إلى أنظمة مدارية قوية. ومن أبرز هذه الشروط:

 

حرارة سطح البحر لا تقل عن 26.5 درجة مئوية (متوفرة في البحر الأحمر)
وذلك في عمق يصل إلى 50 مترًا على الأقل، إذ تُعد الحرارة العالية الوقود الرئيسي لتغذية النظام المداري بالبخار والطاقة.

 

وفرة الرطوبة في طبقات الجو المختلفة (متوفرة في البحر الأحمر)
وجود رطوبة عالية في طبقات الجو السفلى والوسطى يساهم في تشكل السحب الركامية العميقة، والتي تغذي العاصفة المدارية.

 

اضطراب جوي أولي أو منطقة ضغط منخفض (متوفرة في البحر الأحمر)
وجود "بذرة" لاضطراب جوي مثل منطقة ضغط منخفض استوائي أو موجة شرقية يُعتبر نقطة البداية لتكوّن النظام المداري.

 

بُعد مناسب عن خط الاستواء (أكثر من 5 درجات عرض ومتوفرة في بحر الأحمر)
لتفعيل تأثير قوة كوريوليس التي تُسبب دوران الهواء حول مركز المنخفض وتُسهم في تطور الشكل الدوّامي للعاصفة.

 

ضعف رياح القص (Wind Shear)
رياح القص العمودية (الفرق بين سرعة واتجاه الرياح في الطبقات العليا والسفلى) إذا كانت قوية فإنها تمزق بنية النظام المداري وتمنعه من النمو.

 

استمرار النظام فوق المياه الدافئة لفترة كافية
حتى يحصل على طاقته بالكامل ويتحول إلى منخفض مداري أو إعصار.

 

ورغم توافر هذه الشروط في البحر الأحمر الا ان تشكل الحالات المدارية مستحيلاً بسبب صغر حجم البحر الأحمر مقارنة ببقية المسطحات المائية مثل بحر العرب والمحيط الهندي وغيره من البحار والمحيطات الواسعة.

 

والله أعلم.