العربية
طقس العرب - تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في الـ 23 من سبتمبر من كل عام، وهو مناسبة مهمة تجمع السعوديين من مختلف الأعمار والخلفيات للاحتفال بتاريخهم وهويتهم الوطنية، ولكن في هذا العصر الحديث، أصبح من الضروري أن ننظر إلى الاحتفال بهذه المناسبة بأفكار خضراء ومستدامة، للمساهمة في الحفاظ على بيئتنا ومواردنا الطبيعية. وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض الأفكار والمبادرات للاحتفال باليوم الوطني السعودي بطريقة أكثر استدامة.
تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو تنفيذ "رؤية 2030" التي أطلقت في عام 2016، بهدف تحقيق نقلة نوعية في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الحفاظ على البيئة ومواجهة التحولات المناخية الواضحة. لذلك تم إعلان مبادرة "السعودية الخضراء" ليكون تكملة لهذه الرؤية الطموحة، حيث يأتي كأكبر مشروع عالمي للتشجير تم إطلاقه تحت عنوان "الشرق الأوسط الأخضر".
مبادرة "السعودية خضراء"، التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تستهدف زراعة 50 مليار شجرة إضافية، وهي أكبر مبادرة لإعادة التشجير في العالم. وفقًا للدكتور خالد العبد القادر، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ونتيجة لذلك لقد ازداد الاهتمام بالغطاء النباتي في المملكة زاد بنسبة 40% خلال الأربع سنوات الماضية، وتم رفع مساحة المحميات الطبيعية من 4% إلى 16%.
تهدف مبادرة "السعودية الخضراء" في مجال التشجير إلى توحيد الجهود والتعاون لمواجهة التحديات البيئية وفقًا لأهداف "رؤية 2030". حيث سيستمر المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في تحقيق أهدافه فيما يتعلق بزيادة الغطاء النباتي، ومكافحة التلوث، والمحافظة على الموائل البرية، للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للبيئة والمجتمع في المملكة العربية السعودية.
للتفكير في مستقبل البيئة وضرورة الحفاظ عليها. يأتي السؤال كيف يمكن للاحتفال باليوم الوطني، أن يكون منصة للتوعية بقضايا البيئة وتعزيز الاستدامة.
التحديات البيئية تواجه المملكة العربية السعودية مثل التصحر، والتي تشكل تهديدًا اقتصاديًا كبيرًا، حيث يتم تكبد خسائر تصل إلى 13 مليار دولار سنويًا نتيجة للعواصف الرملية. ومبادرة "السعودية الخضراء" تأتي كجزء من استراتيجية تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في المملكة خلال العقود القادمة، مما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ويسهم في مكافحة التصحر وتخفيض درجات الحرارة وحماية التنوع البيئي.
حيث تكون زراعة الأشجار مستدامة باستخدام مياه معالجة وحصاد الأمطار، مع اعتماد تقنيات صديقة للبيئة واستمطار صناعي للمساهمة في الحفاظ على الموارد المائية. تم إطلاق العديد من المشاريع والبرامج ضمن مبادرة "السعودية الخضراء" التي ستوفر فرص عمل، وتعزز النمو الاقتصادي، وستلعب المتنزهات الوطنية دورًا هامًا كمصدر اقتصادي في مختلف المناطق. وأيضا الأشجار المزروعة ستتكيف مع الظروف المناخية المحلية، وستساهم في مكافحة التغير المناخي وتعزيز تماسك التربة وامتصاص الكربون، مما يجعل زراعتها وسيلة فعالة لمواجهة التحديات البيئية.
احتفالات اليوم الوطني السعودي تزخر بالبهجة والسرور، وتتضمن عروضًا مذهلة يقدمها سلاح الجو الملكي، إلى جانب عروض الألعاب النارية الساحرة التي تزين سماء المملكة، والحفلات الفلكلورية المليئة بالأغاني والألحان الوطنية، إلى جانب المعارض الثقافية والفنية التي تبرز الثراء الثقافي والتراث الغني لهذا البلد السخي لذلك في احتفالات المملكة باليوم الوطني الثالث والتسعين لقيامها، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى المشاريع الطموحة البارزة التي تلمس روح التطور الحضاري في السعودية، وتتوقع مستقبلًا مشرقًا بيئيًا لشعبها.
مشروع حديقة الملك سلمان هو واحد من مشاريع الرياض الكبرى الأربعة التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في 19 مارس 2019، بمبادرة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء. حيث يهدف هذا المشروع إلى تقديم خيارات متعددة في مجالات الرياضة والثقافة والفنون والترفيه لسكان الرياض وزوارها، مساهماً في تحسين جودة الحياة في المدينة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 لبناء مجتمع حيوي وصحي ورفع تصنيف الرياض عالميًا.
شركة "سير" تُعتبر العلامة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في المملكة، وتعكس هذه الخطوة التزام المملكة بتحقيق رؤيتها لعام 2030 من خلال تطوير وتقوية الصناعة المحلية بشكل عام، وتعزيز صناعة السيارات الكهربائية وملحقاتها على نحو خاص.
في سياق حديثنا عن الاحتفالات باليوم الوطني الثالث والتسعين، يبرز مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية كمثال بارز على جهود المملكة في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وقد تم تحقيق إنجاز كبير في هذا المشروع، حيث تم تخفيض تكلفة شراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية إلى مستوى قياسي يبلغ 1.04 سنتاً أمريكياً لكل كيلو وات بالساعة، مما يجعلها الأقل تكلفة على الصعيد العالمي.
إن اليوم الوطني السعودي هو فرصة للتواصل ما بين الهوية الوطنية والمسؤولية البيئية من خلال التوعية وتبني أساليب حياة مستدامة، ولعل المملكة العربية السعودية تشكل نموذجًا إيجابيًا للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، لتستمر في الاحتفاء بأرضها وتراثها للأجيال القادمة.
أعرف أيضا:
"نحلم ونحقق" الهوية الجديدة لليوم الوطني السعودي الـ 93
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
