العربية
طقس العرب - جميعنا نُحب النوم الجيد، ولكن ربما لن نستمتع به كثيرًا إذا لم يكن لدينا سيطرة عليه، تخيل أن تغرق في نوم عميق خلال مقابلة عمل مهمة أو في منتصف عرض مهم أو لا قدر الله خلال قيادتك للسيارة!
تخيل أن تستيقظ وتدرك ان نوبات النوم التي لا يُمكن السيطرة عليها تحدث للجميع أيضًا وفي نفس الوقت وفي جميع أنحاء العالم، كيف سيتغير عالمنا إذا اضطررنا حميعًا إلى اتباع نفس جدول النوم؟
في الحقيقة لا يوجد ظاهرة من شأنها أن تتسبب في ثبات جدول النوم لجميع سكان الأرض لننام ونستيقظ في ذات الوقت، ولكن طالما أن الآثار المحتملة لهذا السيناريو تستحق الاكتشاف، دعنا نفكر في الأمر قليلًا، في مجتمع عالمي متزايد التواصل حيث يعمل الجميع معًا في أجزاء مُختلفة من العالم مكانيًا وزمانيًا.
في بادئ الأمر، يبدو أنه إذا نام الجميع في نفس الوقت سيكون ذلك أمرًا رائعًا للوحدة والتواصل العالميين، حيث سيتتبع الجميع جدولًا إنتاجيًا واحدًا، ولكن هل سيكون لذلك تأثير على أجسادنا؟
تنقسم الأرض إلى 24 منطقة زمنية مُختلفة، وإذا قرر جميع سكان الأرض النوم في نفس الوقت فإن التجربة ستكون مُختلفة اعتمادًا على المنطقة التي يعيش فيها الشخص، فعلى سبيل المثال إذا بدأت موجة النوم - غير المُتحكم فيها - الساعة 10 مساءً في مدينة نيويورك ستكون الساعة 11 صباحًا في طوكيو؛ ما يعني أن الناس هناك سينامون في وضح النهار.
ليس سيناريو مثال، ولكن لا بأس؛ يُمكن للبشر التكيث مع النوم أثناء النهار، كما يفعل الناس الذين يعملون في ورديات ونوبات ليلية، إضافةً إلى ذلك فيوجد العديد من الفوائد للعالم أجمع لهذه الفكرة والتي بالتأكيد تفوق الأضرار، أليس كذلك؟
لنقلي نظرة عن قرب؛ الاتصالات العالمية نتيجة لنوم الجميع بنفس المواعيد ستصبح أكثر كفاءة والانتاجية ستصبح أفضل بشكل ملحوظ ومن الممكن الوصول إلى الجميع في نفس الوقت وبنفس المواعيد؛ سيحصل كوكبنا حينها على قدرٍ كبيرٍ من الراحة حيث سيكون هناك استراحة لمدة 8 ساعات كُل يوم من التلوث واستنزاف الموارد
وتقليص إنتاج المحطات الكهربائية في نفس الوقت يوميًا سيؤدي إلى تقليل استخدام الكهرباء على نطاق الكوكب بأكمله. يبدو أن كل ذلك رائعًا، أليس كذلك؟ لو كان الأمر بهذه البساطة.
ولكن، كما ترى، سيعمل نصف العالم ضد دورات نومهم الطبيعية وبالتالي لن تكون القوى العاملة لدينا بالكفاءة المُعتدلة لأن هذا النصف لن يعمل بكامل طاقته.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض الصناعات مثل قطع الأشجار وتنسيق الحدائق والزراعة ستكون جميعها في موقف صعب بسبب نقص الضوء الطبيعي من الشمس، ولدينا أيضًا ما يُسمى "بالفائدة البيئية"؛ التي لن تصمد كثيرًا.
من المؤكد أن كوكبنا سيحصل على 8 ساعات من الراحة، ولكن هذا يعني أن كُل التلوث واستنزاف الموارد لدينا سيتركز في الساعات التي نكون فيها جميعًا مستيقظين، والأمر نفسه ينطبق على استهلاكنا للكهرباء حيث ستحصل شبكة الكهرباء على راحة جيدة لمدة 8 ساعات ولكن ذلك لن يتبعه سوى زيادة عالمية عندما يستيقظ الجميع في نفس الوقت ويبدؤون في استخدام الأضواء والأجهزة الخاصة بهم.
علاوة على ذلك، وبغض النظر عن حقيقة أنه يمكنك الاعتياد على الأمر، فإن العمل "بالليل" ضار جداً بصحتك. لأن محاولة النوم أثناء ساعات النهار تتعارض مع ساعة جسمك البيولوجية؛ ويمكن أن تؤثر على الذاكرة وقدراتك على المعالجة، واستنزاف مخزون الفيتامينات في جسمك، وقد يرتبط ذلك بزيادة حالات الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.
لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالاستياء من استيقاظك المُبكر للذهاب للعمل أو الدراسة، حاول أن تبقى الأمور في نصابها الصحيح، على الأقل يُمكنك التحكم في موعد نومك.
المصدر: whatifshow
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
