طقس العرب - ان كمية الأمطار الكلية التي تهطل في منطقة معينة لا تعكس دائمًا شدة تأثيرها على الأرض أو مدى تشكّل السيول. فالأمر يعتمد بشكل رئيسي على معدل غزارة الهطول، أي كمية المطر التي تسقط خلال وحدة الزمن في منطقة معينة، وهو ما يحدد قدرة الأرض على امتصاص المياه والتصرف الطبيعي لها.
تخيل قارورة مليئة بالماء، إذا فرغت محتواها دفعة واحدة على سطح الأرض، ستتجمع المياه بسرعة كبيرة أما إذا تم صب الماء تدريجيًا وببطء على نفس السطح، فسيتمكن الجزء الأكبر من الماء من الامتصاص والتصريف، هذه النظرية البسيطة تساعد على فهم لماذا قد تؤدي كمية قليلة من الأمطار سيول قوية، بينما لا تسبب كمية أكبر من الأمطار تهطل على مدى ساعات طويلة أو أيام نفس التأثير.
على سبيل المثال، قد تهطل 40 ملم من الأمطار على منطقة ما خلال يومين كاملين دون أن تتسبب في أي سيول جارفة، لأن الأرض قادرة على امتصاص المياه تدريجيًا. بالمقابل، يمكن أن يؤدي هطول 20 ملم فقط خلال نصف ساعة إلى حدوث سيول جارفة وفجائية، نتيجة زيادة معدل الغزارة وعدم قدرة الأرض على استيعاب المياه بسرعة.
لذلك، يُنصح دائمًا بالانتباه إلى حالات الهطول المطري المكثف الذي يشمل حالات عدم الاستقرار الجوي خصوصًا في المناطق المنخفضة والأودية، حيث تتضاعف مخاطر السيول المفاجئة نتيجة السرعة العالية لهطول المطر في مثل هكذا حالات.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول