تأثير تغير المناخ على انتشار واحد من أكثر الأوبئة فتكاً في تاريخ البشرية

2020-12-18 2020-12-18T17:34:55Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - في عام 1918م، اجتاح العالم وباء مميت ناتج عن فيروس انفلونزا من سلالة H1N1، وقد أطلق على تلك الجائحة اسم الانفلونزا الاسبانية (Spanish Flu)، حيث أصابت 500 مليون شخص (حوالي ثلث سكان العالم في ذلك الوقت) وقتلت أكثر من 50 مليون شخص، وذلك في أربع موجات متتالية ما بين فبراير 1918م إلى إبريل 1920م، مما يجعلها واحدة من أكثر الأوبئة فتكاً في تاريخ البشرية. 

 

وقد تم الربط بين المناخ وانتشار الوباء من خلال عدة دراسات أظهرت أن الجهاز المناعي لضحايا الإنفلونزا الإسبانية قد ضعف بسبب الظروف المناخية غير الاعتيادية التي سادت في تلك الفترة، حيث استمر الطقس بارداً ورطباً بشكل غير معتاد لفترات طويلة من الزمن خلال فترة الوباء، وأثر ذلك بشكل خاص على قوات الحرب العالمية الأولى التي تعرضت لأمطار متواصلة ودرجات حرارة أقل من المتوسط ​​طوال فترة الحرب، وخاصة خلال الموجة الثانية من الوباء.

 

فعندما تم تحليل البيانات المناخية الدقيقة وسجلات الوفيات التفصيلية في جامعة هارفارد ومعهد تغير المناخ في جامعة مين، تبين وجود تغيراً مناخياً حاداً أثر على أوروبا في الفترة بين عام 1914م - 1919م، مع العديد من المؤشرات البيئية التي أثرت بشكل مباشر على شدة الوباء وانتشاره، خاصة مع الزيادة الكبيرة في هطول الأمطار التي شهدتها جميع أنحاء أوروبا خلال الموجة الثانية من الوباء، من بين شهر سبتمبر إلى ديسمبر من عام 1918م.

 

بعد تحليل البيانات تم اقتراح العديد من التفسيرات للتزامن بين أرقام الوفيات والزيادة في هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، بما في ذلك حقيقة أن درجات الحرارة المنخفضة وزيادة هطول الأمطار وفرت ظروفًا مثالية لتكاثر الفيروس وانتقاله، بينما تؤثر أيضًا بشكل سلبي على أجهزة المناعة للجنود وغيرهم من الأشخاص المعرضين لسوء الأحوال الجوية، حيث ثبت أن المناخ وسوء الأحوال الجوية من العوامل التي زادت احتمالية حدوث العدوى الفيروسية والالتهابات الرئوية التي أثرت على نسبة كبيرة من ضحايا الجائحة.

 

وقد تبين من خلال روايات السكان والسجلات الموثقة أن التغير المناخي الذي استمر ست سنوات أدى إلى حدوث تغيير جذري في الطقس، وذلك بسبب جلبه الهواء البحري البارد إلى أوروبا، حتى وصل الطقس البارد إلى جزيرة جاليبولي في تركيا، حيث عانت فيالق الجيش الأسترالي والنيوزيلندي التي كانت تتواجد هناك في ذلك الوقت من البرد والانخفاض الشديد في درجات الحرارة على الرغم من مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​الاعتيادي السائد في المنطقة.

 

ومن المحتمل أن يكون التغير المناخي قد أثر أيضاً على هجرة الطيور التي تنقل الفيروس وتلوث المسطحات المائية بفضلاتها، مما تسببت في رفع معدلات الإصابة إلى 60٪ في الخريف، كما ارتبط تغير المناخ بزيادة الغبار في الغلاف الجوي والذي نتج عن القتال والقصف المستمر، حيث ساهم وجود الغبار في زيادة النوى التي يتكثف عليها بخار الماء الموجود في الجو عند تكوّن السحب، مما ساهم في زيادة هطول الأمطار.

 

Plus
أخبار ذات صلة
عادات غذائية نمارسها خلال شهر رمضان ضارة بالصحة !

عادات غذائية نمارسها خلال شهر رمضان ضارة بالصحة !

بالفيديو | مفاجأة صادمة .. د.نزار باهبري يؤكد عدم فائدة أدوية السعال والمضادات الحيوية في معالجة وتخفيف أعراض الإنفلونزا وينصح بالماء والعسل

بالفيديو | مفاجأة صادمة .. د.نزار باهبري يؤكد عدم فائدة أدوية السعال والمضادات الحيوية في معالجة وتخفيف أعراض الإنفلونزا وينصح بالماء والعسل

متى موعد الإجازة الرسمية القادمة في المملكة العربية السعودية؟

متى موعد الإجازة الرسمية القادمة في المملكة العربية السعودية؟

تحديث مساء الإثنين || منخفض المطير يتحرك تدريجياً للشرق الليلة و غداً و يتسبب باشتداد الأمطار الرعدية على دول الخليج العربي

تحديث مساء الإثنين || منخفض المطير يتحرك تدريجياً للشرق الليلة و غداً و يتسبب باشتداد الأمطار الرعدية على دول الخليج العربي