تطبيق طقس العرب - تشهد الدوامة القطبية الشمالية في الأسابيع الماضية حالة مناخية تُسمّى بالاحترار المفاجئ، والتي أفضت إلى حدوث انقسامات متعددة بها، وأفرز ذلك تكدسًا كبيرًا للهواء القطبي على الولايات المتحدة وحدوث موجات من البرد، والتي رافقها درجات حرارة متدنية للغاية وثلوج كثيفة.
وتشير نواتج المحاكاة الحاسوبية إلى أن تبعات الاحترار الحاصل في الدوامة القطبية خلال الأسابيع الماضية ستظهر جليًا على أجواء شرقي القارة الأوروبية بما فيها تركيا، إذ يُتوقع اندفاع كتلة هوائية قارسة البرودة وذات أصول قطبية من سيبيريا وروسيا مباشرة نحو شرقي أوروبا، وتفرز بمشيئة الله موجة قارسة البرودة في الأيام الأخيرة من هذا العام.
وفي التفاصيل، تُشير التوقعات إلى تمركز مرتفع جوي ضخم في مناطق واسعة من غرب وشمال غرب القارة الأوروبية، مما يجبر كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة على الاندفاع نحو مناطق واسعة من شرق أوروبا الأيام القادمة وخلال نهاية العام، وتتوضع فوق الأراضي التركية، حيث يُتوقع أن تتسبب بأجواء قارسة البرودة وانخفاض حاد على درجات الحرارة لتكون ما دون الصفر المئوي بعدة درجات، ويترافق ذلك مع تساقط كثيف للثلوج في العديد من المناطق، لا سيما فوق المرتفعات. كما يُتوقع أن تؤدي هذه الكتلة القطبية إلى اضطرابات ملحوظة على الحياة اليومية وحركة النقل، في ظل نشاط كبير للرياح واضطراب حركة الملاحة البحرية في البحر الأسود.
وفي هذا السياق، قال المختصون الجويون في طقس العرب إن هذه ليست المرة الأولى التي تصل بها مثل هذه الكتل الهوائية القطبية إلى شرق أوروبا، ولكن لا تتعمق إلى البحر الأبيض المتوسط، بل تكرر ذلك مرات عدة في السنوات الماضية، وعبر الأرشيف المناخي تاريخيًا حدث ذات الأمر عدة مرات. ويرجع ذلك إلى موقع المرتفع الجوي المسبب بوصول هذه الكتلة الهوائية إلى شرق أوروبا، إذ يقع المرتفع الجوي في زاوية لا تسمح بتعمق الكتلة الهوائية القطبية بالشكل الكافي لتصل شرق البحر الأبيض المتوسط وتنتج منخفضًا عميقًا.
وبالرغم من ذلك، إلا أن تبعات هذه الكتلة الهوائية ستطال سوريا ولبنان (كما يحصل كل عام)، فيما تبقى بعيدة عن الأردن وفلسطين، وبالتالي يُتوقع تساقط الثلوج فوق العديد من المرتفعات الجبلية في سوريا ولبنان بما فيها أعالي العاصمة دمشق.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول