رصد سديم البحيرة من قصر الخرانة.. نافذة على أعماق الكون

2025-05-27 2025-05-27T07:02:30Z
الجمعية الفلكية الأردنية
الجمعية الفلكية الأردنية
مُدون في طقس العرب

طقس العرب-من قلب الصحراء الى أعماق السماء، وفي ليلة صافية تزينت فيها سماء الصحراء الأردنية بنجومها المتلألئة، تمكن فريق من المصورين الفلكيين من الجمعية الفلكية الأردنية ومركز الفلك الدولي من رصد وتصوير سديم البحيرة (Lagoon Nebula) من موقع قصر الخرانة التاريخي، الذي يبعد قرابة 60 كيلومترًا شرق العاصمة عمّان، تأتي هذه الصورة الايقونية في إطار جهود علمية وفلكية لاكتشاف جمال الكون من أرض الأردن وتعزيز السياحة الفلكية.

سديم البحيرة، الواقع في كوكبة القوس، هو سحابة هائلة من الغاز والغبار الكوني، تُعد واحدة من أبرز مناطق تشكل النجوم النشطة في مجرتنا. بفضل كتلة السديم العالية وتكاثف غازاته، تنشأ بداخله نجوم فتية تُشع طاقة عالية تؤين غاز الهيدروجين المحيط بها، مما يمنح السديم توهجه الوردي الساحر، ويجعل منه هدفًا مثاليًا لهواة التصوير الفلكي.

رُصد السديم على بعد 4100  سنة ضوئية من الأرض، وبقدر ظاهري يبلغ 4.6، وهو قابلًا للرؤية بالعين المجردة على شكل غيمة باهتة لكن في ظروف فلكية مثالية، وبفضل انخفاض مستوى التلوث الضوئي في الموقع، حيث ثم قياسه باستخدام أجهزة قياس التلوث الضوئي الدقيقة وكانت درجته حوالي  20.69، مما عززت الظروف المناسبة لالتقاط صور عالية الجودة للسديم وتفاصيله، وكذلك صورة سديم اخر يظهر في أعلى الصورة يسمى مسييه 20 ، او سديم تريفيد ، أي المقسم إلى ثلاثة اقسام ، وهو عبارة عن تجمع نجمي مفتوح وسديم إشعاعي، كما تتواجد فيه منطقة مظلمة في الوسط تقسم السديم إلى ثلاثة مناطق، كان سديم تريفيد موضوع دراسة أجراها علماء الفلك باستخدام تلسكوب هابل الفضائي عام 1997، مستخدمين مرشحات تعزل الانبعاثات من ذرات الهيدروجين، وذرات الكبريت المؤينة، وذرات الأكسجين المؤينة بشكل مزدوج.

قام برصد وتصوير السديم عمار السكجي، باستخدام التلسكوب المحوسب،  فيما تولى أنس صوالحة وهيثم حمدي مهمة معالجة الصور، حيث تم تكديس ومعالجة مئات الصور لهذا السديم، حيث أظهر العمل المشترك تفاصيل دقيقة ومبهرة لبنية السديم وتدرجات ألوانه، مما أضاف بُعدًا جماليًا وعلميًا للمشهد.

يعكس هذا الرصد أهمية استغلال المواقع الطبيعية والاثرية والتاريخية في الأردن لأغراض علمية وفلكية وثقافية، ويعزز الفلك السياحي، حيث يلتقي الإرث الحضاري بالرصد الفلكي، في صورة توثق العلاقة بين الإنسان والكون عبر الزمان والمكان.

إن توثيق مثل هذه الظواهر من مواقع أردنية يسهم في تعزيز الوعي بأهمية علم الفلك، ويشجع الأجيال الجديدة على التفاعل مع السماء لقراءة أسرارها، واستلهام الدروس من اتساعها وعظمتها.

 

شاهد أيضا:

من سماء الأردن: رصد وتصوير نجم “تي الإكليل الشمالي” المتوقع انفجاره قريبا

الجمعية الفلكية الأردنية ترصد هلال جمادى الآخرة 1446

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
هكذا بدا هلال الليلة الثانية من ذي الحجة في سماء الأردن!

هكذا بدا هلال الليلة الثانية من ذي الحجة في سماء الأردن!

الحج يبدأ رحلته الانتقالية من لهيب الصيف إلى برودة الشتاء

الحج يبدأ رحلته الانتقالية من لهيب الصيف إلى برودة الشتاء

أول دراسة عربية.. تأثير تغير المناخ على توزيع الزواحف والثعابين في الأردن وبلاد الشام

أول دراسة عربية.. تأثير تغير المناخ على توزيع الزواحف والثعابين في الأردن وبلاد الشام

استمرار تأثر المملكة بكتلة هوائية معتدلة الحرارة الخميس والجمعة

استمرار تأثر المملكة بكتلة هوائية معتدلة الحرارة الخميس والجمعة