العربية
طقس العرب - عندما تتحطم طائرة، يُعد مسجل الرحلة (الصندوق الأسود) أمرًا بالغ الأهمية لتجميع الأخطاء التي أدت إلى وقوع كارثة، والآن يحصل كوكب الأرض على صندوق أسود خاص به في حال حصل دمار ما للكوكب.
فقد قرر باحثون من جامعة تسمانيا بناء صندوق فولاذي بحجم حافلة مدرسية، في ولاية تسمانيا الأسترالية الواقعة على جزيرة قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، وسيعمل الصندوق إلى حد كبير مثل مسجل رحلة الطائرة الذي يسجل حتى اللحظات الأخيرة للطائرة قبل تحطمها.
وبالرغم من أنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة، مثل ما إذا كانت الأرض بحاجة حقًا إلى الصندوق الأسود وكيف ستفكه الأجيال القادمة، إلا أن الصندوق سيتم تصميمه بحسب القائمين عليه "لمحاسبة القادة"، وستحمل بياناته الأحداث بشكل محايد في حال تضررت الحضارة الإنسانية.
يقول العلماء إن تغير المناخ هو أحد أخطر التهديدات التي تواجه البشرية، فهو يؤدي إلى تفاقم التفاوتات الاقتصادية والصحية، ويزيد من تواتر وشدة الكوارث الطبيعية، ويهدد الإمدادات الغذائية في العالم.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، توصل المفاوضون في قمة المناخ COP26 في غلاسكو إلى إجماع على أنه يتعين على جميع البلدان التصرف بسرعة أكبر لمنع ارتفاع كارثي في درجات الحرارة العالمية، وحذر العلماء من أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، سيزيد بشكل كبير من الكوارث مثل نقص المياه وموجات الحرارة القاتلة وانهيار النظام البيئي، وقد اقتربنا بالفعل من هذه الدرجة حيث ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 1.1 درجة مئوية.
يقول منشئو مشروع صندوق الأرض الأسود (Earth's Black Box) إنه سيقوم عبر الانترنت بجمع القياسات اليومية، بما في ذلك:
وسيوثق الصندوق ويحفظ مجموعة من التحديثات والتحليلات العلمية الفورية حول القضايا المناخية التي يواجهها العالم وتخزينها بأمان للأجيال القادمة.
وبذلك يسجل الصندوق تقاعس القادة في العالم عن العمل من أجل حماية الأرض من تغير المناخ والمخاطر الأخرى الناتجة عن الأنشطة البشرية المدمرة وكل خطوة نتخذها تجاه كارثة انهيار حضارتنا.
سيكون الصندوق بطول 10 أمتار وعرض 3 أمتار، و مصنوع من الصلب بسمك 8 سم، وقد يكتمل بناؤه بعد منتصف العام المقبل، وقد بدأ العلماء بالفعل في جمع المعلومات، وسيتم في النهاية تخزين البيانات على محرك أقراص ثابت عملاق آلي يعمل بالطاقة الشمسية مع القدرة على جمع المعلومات لمدة 50 عامًا تقريبًا.
وقد تم اختيار ولاية تسمانيا الأسترالية لتكون موطنا للصندوق نظرًا لسلامتها النسبية من الناحية الجيوسياسية والبيئية، وسيتم تصميم الصندوق ليكون مرنًا ضد التهديدات بما في ذلك الأعاصير والزلازل، وستكون جدرانه منحدرة لحمايته من المخربين.
يرى عالم المناخ في جامعة ستانفورد، نوى ديفينبو، إنه على الرغم من أن آثار تغير المناخ خطيرة للغاية على البشر والنظم البيئية، إلا أنه من الخطأ الحقيقي الخلط بين ما إذا كان تغير المناخ يشكل خطر الانقراض على البشر أم لا، وشدد البروفيسور ديفينبو أن هناك القليل من الأدلة على أن الاحتباس الحراري يهدد بقاء النوع البشري.
وأضاف: أن السيناريو الأكثر احتمالا إذا لم يقلل البشر بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فسيكون عالما تختفي فيه بعض الأماكن تحت مستوى سطح البحر، ويصبح العديد من الأماكن الأخرى حارة للغاية بحيث لا يستطيع البشر العيش فيها بشكل مريح، ومخاطر مثل موجات الحرارة والجفاف والعواصف التي أصبحت أكثر شيوعًا.
لكن القائمين على مشروع الصندوق الأسود يؤكدون على أهمية الصندوق في "تقديم حساب محايد للأجيال القادمة عن الأحداث التي قد تؤدي إلى دمار الكوكب، وإلهام المجتمع الحالي للعمل وبشكل عاجل لتلافي النهاية الكارثية التي نحدد نحن نهايتها".
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
