وطني حبيبي
2020-05-19
لطيف حالياً يطفو على السّطح بعضٌ من تقصيره تجاه زوجته ، في حين أنّ أحوالهم المعيشيّة بدأت تتحسّن وذلك من خلال اعترافه : " .... ولو أني مقصّر معكِ ، بدأت أبرهن على ذلك والأيّام بيننا ، نطوي صفحة الألم وأيامَ القسوة والعذاب " . يحاول الابتعاد عن الاضطراب الذي يلازمه ، ولكنّ ما خطّ اليَرَاعُ الأصمّ من كلمات تسبقه في الإفصاح ، فيردّد عبارة " والحبّ ليس كلمات تقال " خمس مراتٍ ، يُريد بها الهروب من المجهول ولوعة الحرمان التي يستثيرُها البُعد والمعاناة ، ويستخدمها متعكّزاً عليها لحين الابتعاد عن هذا الموقف . فالحنين ينشده البقاء وهو يؤيّد والوقت يُريد التّخلّص ، فيعترف ويقول : " لقد وقفتِ الكلمات في حلقي" وأظنّه تنهّد طويلاً ويحاول استعادة عافيته قبل أن يُكمِل ، ولو كان الأمرُ سهلاً لعاد لوطنه ، وأنهى معناته النّفسيّة ، لأنّ هذا يأتي نتاجاً للشّدّ العاطفيّ الذي جعله في موقف لا يحسد عليه ، فهو في حَيْرَة لا يقوى على اتخاذ قرار لحالته ، فالشّوق يشدّه من جهة ، والحاجة من جهة أخرى . فبعد أن تأكّدَ من بقائه في الغربة وقد سيطر َ على نفسِه واستعادة قواه ، يهرب بأفكار ه سريعًا ويتخلّص من حالة الضّغط والارتباك ، ويدخل في تعريف الزّواج وأهميّة المحافظة على الرّابطة الزوجيّة ، ويبدأ التّلاعب بالعواطف وفي معاني وألفاظ الحبّ وأغراضه ، ويستميل الزّوج ويصرّح بإسمها مباشرة ، لعلّه أراد من ذلك البحث عن طيفها ، وكأنّها تقف أمامه ويخاطبها ، وبكلّ التّفاصيل الزّوجيّة ، يقول : " خُلِقتُ من أجلها ومن أجلها أعيش ".