تتوالى ركلات الترجيح في كأس العالم لكرة القدم 2022 الجارية في قطر، أحدثها كانت المبارة التاريخية بين المغرب و اسبانيا في لعبة كتبت تاريخاً جديداً وشهد عليه آلاف الجماهير في الملعب والملايين حول العالم في المنازل.
امتلأ الاستاد بصخب المشجعين من البداية إلى النهاية حيث كافح المغرب مع إسبانيا إلى طريق مسدود، وخلق الفرص لمضاهاة الفائزين بكأس العالم 2010.
سيطر الإسبان على الاستحواذ كما هو متوقع، حيث احتفظوا بالكرة بنسبة علت على %70 وقاموا بتمريرات أكثر بثلاث مرات من نظرائهم المغاربة. ومع ذلك، كان لدى المغرب فرص أوضح لكنه كان قادرًا على توجيه تسديداته إلى المرمى مرتين فقط في المباراة.
من ناحية أخرى، سجلت إسبانيا عشر تسديدات مع تسديدة واحدة فقط على المرمى، مما أظهر ضعف جودة اللمسات الأخيرة في المباراة. هتف مشجعو المغرب من البداية إلى النهاية، وأغرقوا نظرائهم الإسبان لجعل ملعب المدينة التعليمية موطناً لأسود الأطلس. ومع ذلك، تمكن كلا الجانبين من تقديم عروض قوية للغاية في الدفاع لإبعاد بعضهما البعض والوصول بالمباراة إلى ركلات الترجيح.
أداء شجاع من أسود الأطلس
تألقت المغرب في دور المجموعات، حيث احتلت صدارة المجموعة السادسة التي تضم بلجيكا وكرواتيا وكندا حيث حققوا انتصارين على كندا وبلجيكا ليتصدروا مجموعتهم ويلعبوا في دور الـ16 مع إسبانيا.
من ناحية أخرى، كانت إسبانيا ممتنة لأدائها ضد كوستاريكا الذي جعلها تسجل أهدافًا كافية لدرء ألمانيا، وضعهم ذلك في موقف صعب للغاية ضد المغرب، الذين أثبتوا أنهم الخيول السوداء في البطولة.
بعد مباراة صعبة للغاية شهدت تبادل كلا الفريقين للهجمات والأخطاء والتدخلات والهجمات المرتدة، دخلت المباراة في الوقت الإضافي. ومع ذلك، لم يكن هناك شيء قادر على الفصل بين الفريقين مما قاد بالمباراة لركلات الترجيح حيث يتألق المغاربة. أظهر الحارس المغربي ياسين بونو تألقاً وأداء يليق بأسود الأطلس وبدا مرتاحاً مع صده كل ركلة جزاء لإسبانيا.
قام لويس إنريكي مدرب فريق لاروخا بإحضار بابلو سارابيا ليرى بقية المباراة بينما كان يستعد لركلات الترجيح، لكن سارابيا الذي اشتهر ببراعته في ركلات الجزاء، أضاع أول ركلة جزاء في المباراة عندما اصطدمت ركلته بالعارضة. أدى ذلك إلى موجة من الإحباط لباقي الفريق لم يتمكنوا من التخلص منها، حيث أوقف بونو ركلتي جزاء إضافيتين لمنح فريقه فرصة للقتال.
في غضون ذلك، سجلت المغرب ثلاثة أهداف بطريقة جميلة وصدّ الاسبان ركلة واحدة فقط، مما دعم ثقتهم في حسم النتيجة. تتطلع المغرب الآن إلى مواجهة إما البرتغال أو سويسرا وربما تكسر اللعنة الأفريقية في عدم الوصول إلى الدور نصف النهائي.