كيف تؤثر الدوامة القطبية على الطقس في السعودية؟
طقس العرب – يترقب خبراء الطقس حول العالم آخر التطورات للدوامة القطبية فوق القطب الشمالي، الظاهرة الجوية الأهم في تحديد قوة وشدة الشتاء على نطاق عالمي، بما في ذلك تأثيراتها غير المباشرة على المملكة العربية السعودية، فما هو وضع الدوامة حالياً، وكيف يمكن لمؤشر القطب الشمالي أن يحدد حرارة شتاء السعودية؟
ما هي الدوامة القطبية؟
الدوامة القطبية هي كتلة ضخمة من الهواء البارد جداً تدور حول القطب الشمالي على ارتفاعات عالية، وتعمل كغطاء يحبس البرودة حول القطب خلال فصل الشتاء، وتتحكم في توزيع الهواء البارد على شمال الكرة الأرضية.
الوضع الحالي للدوامة القطبية
مؤشر القطب الشمالي محايد (Neutral AO) حالياً، الدوامة مستقرة جزئيًا، الهواء البارد محصور شمالاً، لكن تزداد المؤشرات على ضعفها لاحقاً لتصبح سالبة (-AO)، مايرفع من احتمالية تسرب الهواء القطبي قد يتسرب جنوباً، وقد تصل تأثيراته إلى السعودية.
ماذا يعني مؤشر القطب الإيجابي، السلبي أو المحايد؟
إيجابي (+AO): الدوامة قوية، الهواء البارد يبقى شمال القطب، وشتاء السعودية معتدل ومستقر.
سلبي (-AO): الدوامة ضعيفة، الهواء القطبي قد يتسرب جنوباً، ما يزيد احتمال موجات برد شديدة تصل أحياناً لشمال ووسط المملكة.
محايد (Neutral AO): الدوامة مستقرة جزئيًا، الهواء البارد محصور شمالاً لكن قد تتسرب كتل باردة بشكل متقطع، والشتاء غالباً معتدل مع فترات برد محدودة في الشمال والمرتفعات.
تأثير الدوامة القطبية على السعودية
حتى مع بعدها الجغرافي، يمكن للدوامة القطبية التأثير غير المباشر عبر تعزيز المرتفع السيبيري البارد، مسبّباً انخفاضاً ملحوظاً في الحرارة، نشاطاً للرياح الباردة والجافة، وأحياناً موجات صقيع نادرة على شمال المملكة، مع احتمالية وصول بعض الكتل الباردة للمرتفعات الوسطى والشمالية في حالات استثنائية.
متى يظهر تأثير الدوامة القطبية على السعودية؟
رغم بعد السعودية الجغرافي عن القطب الشمالي، يمكن للدوامة القطبية أن تؤثر بشكل غير مباشر على الطقس في السعودية عبر تعزيز المرتفع السيبيري البارد، عادةً يظهر التأثير خلال فترات منتصف الشتاء (ديسمبر - يناير- فبراير)، خصوصاً إذا ضعفت الدوامة أو كان مؤشر القطب الشمالي سلبي (-AO).
في هذه الحالات، يلاحظ انخفاض ملموس في درجات الحرارة على شمال السعودية وأحياناً الوسطى، مع نشاط الرياح الباردة والجافة، واحتمالية حدوث صقيع على المرتفعات. أما خلال الخريف أو الشتاء المبكر، فإن التأثير غالباً يكون محدوداً ونادراً.
باختصار: كلما ضعفت الدوامة أو تشوه مؤشر القطب، زادت فرص تسرب الهواء البارد نحو السعودية، خصوصاً في منتصف الشتاء.
الخلاصة
الدوامة القطبية هي "المتحكم الخفي" في السعودية:
- قوية ومتماسكة (إيجابي +AO): شتاء معتدل ومستقر.
- ضعيفة أو مشوهة (سلبي -AO): فرص أكبر لتسرب الهواء البارد وموجات برد نادرة.
- محايدة (Neutral AO): شتاء غالباً معتدل مع فترات برد محدودة.