العربية
طقس العرب - تعد أكياس البلاستيك واحدة من أكثر المواد تأثيرًا على البيئة وواحدة من أكثرها شيوعًا في حياتنا اليومية، وعلى الرغم من أنها تبدو عنصرًا يوميًا بسيطًا ومفيدًا في الواقع، فإن هناك علاقة معقدة وعجيبة تجمع بين أكياس البلاستيك والبيئة، وهذه العلاقة تجلب تأثيرات كبيرة على كوكبنا وحياة الكائنات فيه.
تعتبر أكياس البلاستيك إحدى المنتجات الشائعة والمفيدة في حياتنا اليومية، إذ تُستخدم للتغليف بطريقة مريحة واقتصادية. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن البلاستيك، والذي يُصنف عادة ضمن أخطر 20 مادة في عمليات التصنيع، يحمل مخاطر بيئية جسيمة.
إن تصنيع أكياس البلاستيك يشكل عبئًا بيئيًا كبيرًا؛ نظرًا للموارد الهائلة المستهلكة والطاقة المستخدمة في عملية إنتاجه، ويتطلب تصنيع البلاستيك استخراج وتكرير النفط، مما يتسبب في تلويث بيئي واستنزاف الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك العمليات تساهم في انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤدي دورًا في تغير المناخ.
وبعد الاستخدام، تُلقى الأكياس البلاستيكية بشكل شائع في البيئة، أو تتطاير فيها، مما يتسبب في تلويث بيئي وأضرار كبيرة. حيث إن الأكياس البلاستيكية التي تنتهي في المحيطات تشكل تهديدًا خاصًا للحياة البحرية، ويمكن للكائنات البحرية ابتلاعها أو التعلق بها، مما يؤدي إلى إصابتها أو حتى وفاتها.
معظم أنواع البلاستيك لا يتحلل بسرعة، وتبقى في البيئة لفترات طويلة وبالنظر إلى هذا التحلل البيولوجي البطيء، يمكن أن تتراكم مخلفات البلاستيك بشكل كبير، مما يؤدي إلى تلويث بيئي جسيم.
أصبحت أكياس البلاستيك مصدرًا رئيسيًا للتلوث في المساحات المفتوحة داخل وخارج المدن، بما في ذلك الشواطئ والمساحات العامة حيث ينتج هذا التلوث نتيجة لوزنها الخفيف والاستهلاك الزائد لها، بالإضافة إلى قدرتها على البقاء، دون أن تتحلل.
ترتبط أكياس البلاستيك بكل ما تصادفه في طريقها، مما يؤدي إلى تشوه البيئة، ويمكن أيضا أن تعيق نمو النباتات من خلال منع وصول أشعة الشمس والهواء إليها.
تطاير الأكياس البلاستيكية في المراعي والمناطق البرية يؤدي إلى نفوق الحيوانات وتأثير في إنتاجيتها، ويمكن أن تتسبب هذه الأكياس في انسداد القنوات الهضمية للحيوانات، ومشاكل صحية.
وصول الأكياس البلاستيكية إلى البحار والمحيطات يعرض الحيوانات البحرية للخطر، ويمكن أن تبتلع الكائنات البحرية الأكياس، أو تتعثر بها، مما يتسبب في نفوق العديد من هذه الكائنات أو تأثير في إنتاجيتها.
تمنع أكياس البلاستيك الشعاب المرجانية من الحصول على الضوء والمواد الغذائية اللازمة، مما يؤدي إلى تدهور حالتها.
زيادة البلاستيك في التربة يجعلها غير صالحة للزراعة، وقد تتسبب في تلوثها بمواد كيميائية خطرة.
حرق أكياس البلاستيك يتسبب في تلويث الهواء بالعديد من الغازات والمركبات السامة التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وتسبب العديد من الأمراض.
مع مرور الوقت، بدأت الجهود في معظم أنحاء العالم للتصدي لتأثير الأكياس البلاستيكية على البيئة، وتتضمن هذه الجهود تشجيع استخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام وتحفيز إعادة التدوير، بالإضافة إلى تشريعات تحظر الأكياس البلاستيكية في بعض المناطق، وتفرض ضرائب على استخدامها.
الخيار الأمثل هو استخدام حقائب التسوق القابلة لإعادة الاستخدام؛ نظرًا لمتانتها العالية وإمكانية استخدامها بشكل متكرر على مدى فترة عمرها الطويلة.
وهذا يعني أنه لن تكون بحاجة إلى استهلاك المزيد من الموارد في كل مرة تقوم فيها بنقل البضائع إلى منزلك، بل ستقوم ببساطة بإعادة استخدام المنتج نفسه، وهذا النهج البيئي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الهدر واستهلاك الموارد الطبيعية.
على سبيل المثال، يمكن لحقيبة الجوت القابلة لإعادة الاستخدام أن تستخدم لمدة لا تقل عن 4 سنوات، وخلال هذه الفترة يمكن تجنب استخدام 600 كيس بلاستيكي مرة واحدة.
يجب أن ندرك أن هناك علاقة عجيبة بين أكياس البلاستيك والبيئة، وإن فهم هذه العلاقة والعمل نحو تقليل تأثيراتها يمكن أن يساهم في الحفاظ على كوكبنا وحماية البيئة للأجيال القادمة.
اعرف أيضا:
بريطانيا... آيس كريم الفانيليا مصنوع من البلاستيك المعاد تدويره
اليابان تستضيف كأس العالم لجمع النفايات.. ودولة عربية تشارك
الرابط العجيب بين المطر وشوربة العدس
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
