العربية
طقس العرب - تخزين مياه الأمطار هو إجراء حيوي يساهم في حل الكثير من التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها مجتمعاتنا حالياً، وفي هذا العصر الذي يشهد تغيرات مناخية جذرية وندرة الموارد المائية، يصبح تخزين مياه الأمطار أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن البيئة وتلبية احتياجات البشر والحياة البرية، ومن خلال تبني أساليب مبتكرة وفعالة لتخزين مياه الأمطار، يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة واستقرارًا للأجيال القادمة.
إن فكرة تخزين مياه الأمطار للاستفادة منها لاحقًا تمتلك تاريخًا طويلاً يمتد إلى ما قبل العصر الروماني، وهذا المفهوم كان جزءًا أصيلًا من تقاليد جمع المياه والاستفادة منها، إلا أنه تلاشى بعدما تم توفير إمدادات المياه عبر الأنابيب الرئيسية.
ومع تصاعد الضغط على موارد المياه العذبة، بدأ الاهتمام بأنظمة إعادة تدوير مياه الأمطار يتزايد مجددًا، فقد شهدت مبيعات أوعية جمع المياه نموًا ملحوظًا، خاصةً بعد فرض حظر استخدام خراطيم المياه، وتشير التقديرات إلى أنه يمكن تجميع حوالي 24000 لتر من مياه الأمطار سنويًا من سطح المنزل العادي.
على الرغم من أن استرداد تكاليف تلك الأنظمة يستغرق وقتًا طويلاً يصل إلى 12 عامًا، إلا أنها تعتبر "خطوة صائبة بيئيًا" حسب تقييم جاكوب تومبكينز، المدير الإداري لشركة Water wise. ويشدد على أنها ليست فقط بسيطة واقتصادية، بل تتيح لك جمع المياه بوسائل بسيطة مثل الدلاء وأوعية الري، وذلك إذا كنت تنوي استخدامها فورا ويضيف:
"تفضل النباتات استخدام مياه الأمطار، حيث تكون هذه المياه أقل قلوية من مياه الصنبور." ويشجع على دمج أكثر من مجموعة واحدة لزيادة سعة التخزين.
إن تجميع وتخزين المياه التي تهطل من السماء يمكن أن يوفر مصدرًا قيمًا من المياه يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من الأغراض، وفيما يلي سنلقي نظرة على أسرع الطرق لتخزين مياه الأمطار واستفادة منها بكفاءة.
إحدى أسهل وأكثر الأساليب انتشارًا في العديد من المناطق هي تجميع مياه الأمطار من سطوح المباني، ويعتمد هذا الأسلوب على تصميم المبنى بزاوية مائلة تمكن المياه من بالانحدار نحو أي جانب من جوانب المبنى حيث يتم تركيب مزاريب وأنابيب جانبية لتوجيه المياه نحو خزانات مخصصة لتنقية وتنظيف المياه، وتحتوي هذه الخزانات على مواد مثل البحص والفحم وغيرها، والتي تقوم بتنقية المياه وبعد ذلك، تُنقل المياه إلى مكان تخزينها بعد تنقيتها.
تُجهز الخزانات المستخدمة لتخزين المياه بعوازل تقيها من تأثير أشعة الشمس، ويتم ضمان إحكام إغلاقها بعناية لضمان عدم تسرُّب أي مواد ضارة أو أتربة إليها، ويُمكن استفادة من هذه المياه في أغراض متنوعة مثل غسل الملابس، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنقية هذه المياه بمزيد من العمليات لتصبح صالحة للاستخدام في الشرب وتحضير الطعام.
في نظام نولا لتجميع مياه الأمطار، يتم بناء حوائط حجرية في مناطق تساقط الأمطار، ويتم زراعة الأشجار على هذه الحوائط لتقليل تأثير أشعة الشمس وتفريق تجمع المياه وبعد ذلك، وبعد ذلك يتم إلقاء بعض الأعشاب الطبية التي تساهم في تنقية المياه المتجمعة، ويُستخدم هذا المورد المائي في سقاية المزروعات وتزويدها بالمياه اللازمة.
تعتمد هذه الطريقة على إنشاء خزانات صغيرة نسبياً على الأراضي الصخرية أو الرملية، وتستخدم هذه الخزانات لجمع مياه الأمطار وتنقيتها، وتتميز هذه العملية بإهدار كمية قليلة جداً من المياه، ومن ثم يتم نقل هذه المياه بعد تنقيتها إلى خزانات نظيفة ومحكمة الإغلاق للاستفادة منها في وقت لاحق.
يتضمن هذه الأسلوب تجميع مياه الأمطار باستخدام قنوات رفيعة ووضعها على الأرض في المناطق التي يتساقط فيها المطر وبفعل تأثير الجاذبية، وتتدفق المياه في هذه القنوات؛ ومن ثم تخزن في خزانات كبيرة توجد تحت الأرض، وقبل وصولها إلى هذه الخزانات، تمر المياه عبر بعض محطات التنقية البسيطة.
وتعتمد هذه الأنظمة على جمع المياه من أسطح الأبنية وتوجيهها إلى أحواض تخزين، وتستخدم غالبًا في المباني الصناعية والتجارية، وتسمح بتجميع كميات كبيرة من المياه في وقت قصير.
تعتمد هذه الطريقة على استخدام أنابيب ومزاريب لتجميع مياه الأمطار، حيث تتصل هذه المزاريب بخزانات صغيرة، وعندما يمتلئ الخزان الأول بالمياه، يتم التوجيه المياه الزائدة إلى خزان آخر، وهكذا
وهذا النهج يُعتبر مثاليًا لتنقية المياه، حيث إن التحول بين الخزانات يساهم في انتزاع الشوائب وترسيبها في الخزان.
إن تخزين مياه الأمطار هو عملية أساسية للمحافظة على الموارد المائية والحفاظ على البيئة باستخدام تلك الأساليب السريعة والفعالة، يمكننا الاستفادة من مياه الأمطار بشكل أفضل وتلبية احتياجاتنا المائية بشكل مستدام.
اعرف أيضا:
أسماء وأنواع المطر عند العرب قديماً
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
