العربية
طقس العرب - شهد عام 2023 زخمًا متزايدًا في مجال الاستكشاف الفضائي، حيث تميز هذا العام بالاكتشافات والإنجازات التي لفتت الأنظار وأدهشت البشرية. من بين هذه الإنجازات تصدرت المهمات الفضائية البعيدة، والتنبؤ بتوقيت حدوث العواصف الشمسية، واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لاستكشاف محتمل للحياة في أنحاء الكون البعيد.
وفيما يلي نستعرض أبرز الاكتشافات التي تخص علوم الكون والفضاء التي حدثت هذا العام.
في الأول من يوليو، تم إطلاق القمر الصناعي إقليدس Euclid من صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX في محطة كيب كانافيرال بفلوريدا. يهدف القمر الصناعي، المجهز بكاميرات فضائية تلسكوبية، إلى الكشف عن أصل الكون في مدة مهمة تستمر ست سنوات. يتجه القمر الصناعي حاليًا نحو نقطة L2 Lagrange، التي تبعد حوالي 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض.
من المقرر أن يلتقط القمر الصناعي صورًا لأكثر من ثلث السماء خارج درب التبانة باستخدام كاميراته العالية الدقة. سيقوم أيضًا بإجراء تحليل طيفي للأشعة تحت الحمراء لمئات الملايين من المجرات والنجوم في نفس المنطقة.
سيستفيد العلماء من البيانات التي يجمعها القمر الصناعي لاختبار نظريات الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، وكذلك للكشف عن تطور المجرات والثقوب السوداء فائقة الكتلة. مدة المهمة الفضائية للقمر الصناعي إقليدس ستستمر حتى عام 2029 على الأقل، وتوقعت وكالة الفضاء الأوروبية، التي تمول المشروع، أن تكون جودة الصور أربع مرات أفضل من تلك الملتقطة من الأرض.
في 11 أغسطس، تحطمت المركبة الفضائية الروسية غير المأهولة "لونا -25" بعد خروجها عن السيطرة، وتم اصطدامها على سطح القمر، وفقًا للمسؤولين. كانت هذه أول مهمة لروسيا لهبوط مركبة على سطح القمر منذ ما يقرب من 50 عامًا.
كان من المخطط أن تكون "لونا -25" أول مركبة تهبط على الإطلاق في القطب الجنوبي للقمر. ومع ذلك، فشلت المهمة بعد مواجهة المركبة لمشاكل خلال انتقالها إلى مدار القمر قبل الهبوط. كان من المقرر أن تقوم المركبة باستكشاف جزء من القمر يُعتقد أنه قد يحتوي على مياه متجمدة وعناصر ثمينة.
في 23 أغسطس، نجحت المركبة الفضائية الهندية "تشاندريان-3" في الهبوط بنجاح على سطح القمر. يعتبر هذا الإنجاز محطة تاريخية للهند، حيث أصبحت رابع دولة في العالم تنجح في هبوط مركبة على سطح القمر، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين. يأتي هذا النجاح بعد محاولة فاشلة قبل أربع سنوات.
تُعد هذه المهمة الفضائية الناجحة جزءًا من برنامج فضائي هندي مزدهر. تكلفت المهمة حوالي 74.6 مليون دولار، وهي تمثل إنجازًا مهمًا للهند في مجال الاستكشاف الفضائي.
في 2 سبتمبر، أطلقت الهند مسبار "أديتيا-إل1" في خطوة مهمة جديدة في مجال استكشاف الفضاء، حيث يستهدف دراسة الشمس. جاء هذا الإطلاق بعد أسبوع من نجاح الهند في إنزال مركبة غير مأهولة عند القطب الجنوبي للقمر.
يُعتبر "أديتيا-إل1" أول مركبة فضائية هندية مخصصة لدراسة الشمس، وبذلك تنضم الهند إلى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية في استكشاف الشمس. إذا نجحت المهمة، ستكون المهمة الهندية هي أول مهمة آسيوية تصل إلى المدار حول الشمس.
تم تصميم المسبار ليقطع مسافة تصل إلى 1.5 مليون كيلومتر على مدى أربعة أشهر، ويهدف إلى الوصول إلى منطقة في الفضاء تُعرف بساحة الانتظار، حيث تسهم توازنات الجاذبية في الحفاظ على موقع الأشياء دون استهلاك كبير للوقود.
في 7 سبتمبر، أطلقت اليابان صاروخًا من طراز H-IIA يحمل مركبة استكشاف القمر، بهدف أن تكون خامس دولة تنجح في الهبوط على سطح القمر في أوائل العام المقبل. أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية أن الصاروخ انطلق من مركز تانيجاشيما الفضائي في جنوب البلاد بنجاح وقام بإطلاق مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر.
تهدف اليابان إلى وضع مركبة الفضاء المسماة "مون سنايبر" في نطاق 100 متر من الموقع المستهدف على سطح القمر. من المتوقع أن تبدأ المهمة، التي تبلغ تكلفتها 100 مليون دولار، عملية الهبوط بحلول فبراير 2024 بعد قطع مسافة طويلة بتوجيه توجيه دقيق لتحقيق توفير الوقود.
في مجال الرحلات الفضائية البشرية، تم كسر رقمين قياسيين لعدد الأشخاص في الفضاء والمدار في نفس الوقت. في 25 مايو من هذا العام، كان هناك 20 شخصًا في الفضاء في نفس اللحظة، حيث كان 11 منهم على متن محطة الفضاء الدولية، و3 على محطة تيانغونغ الفضائية الصينية، و6 على مركبة فيرجن غالاكتيك VSS Unity الأمريكية.
وخمسة أيام لاحقًا، في 30 مايو، تم كسر الرقم القياسي لعدد الأشخاص في المدار في نفس اللحظة، حيث كان هناك 17 شخصًا في المدار في وقت واحد، بما في ذلك 6 على محطة تيانغونغ الفضائية الصينية، و7 على محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى 4 أفراد من طاقم رحلة أكسيوم 2 أيضًا على محطة الفضاء الدولية.
يُشار إلى أن رحلة أكسيوم 2 تديرها شركة أكسيوم سبيس بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، وتم إطلاقها على متن صاروخ سبيس إكس فالكون 9، وتهدف إلى البحث في مجالات متنوعة مثل مرض السرطان والبذر السحابي وتأثير الجاذبية الصغرى في الفضاء. وشملت هذه المهمة أيضًا أول رائدة فضاء سعودية تصل إلى محطة الفضاء الدولية.
أعلنت المملكة العربية السعودية عن إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023. ستنضم ريانة برناوي وعلي القرني إلى طاقم مهمة "AX-2" الفضائية.
بدأت المهمة AX-2 في 21 مايو، حيث أطلقت المركبة الفضائية من فلوريدا، وتم الإعلان عن نجاح التحامها بمحطة الفضاء الدولية بعد نحو 16 ساعة من الانطلاق. قام الرائدان السعوديان بإجراء 14 تجربة علمية في الفضاء قبل عودتهما إلى الأرض وهبوطهما في المحيط الأطلسي قبالة سواحل ولاية فلوريدا.
يتضمن البرنامج أيضًا تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي. أعلنت الهيئة السعودية للفضاء في 31 مايو أن المركبة الفضائية هبطت في مياه المحيط الأطلسي، وأشارت إلى نجاح الرحلة العلمية والإسهام في الأبحاث التي تخدم البشرية وتعزز قدرات المملكة في مجال الرحلات الفضائية.
نجحت الإمارات خلال سنوات قليلة في تحقيق طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء، حيث تحولت هذه الطموحات إلى واقع ملموس من خلال إنجازات غير مسبوقة. يأتي ذلك ضمن جهود وكالة الإمارات للفضاء، التي شاركت في العديد من الأبحاث والدراسات والتجارب المهمة، مما أسفر عن تحقيق إنجازات تعد فخرًا للجميع.
شارك سلطان سيف النيادي في البعثة الـ69 إلى محطة الفضاء الدولية في أبريل الماضي، حيث قام بالخروج إلى الفضاء الخارجي لأداء مهام صيانة وتحديث للمحطة الفضائية. وشملت المهام الخارجية إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب ألواح شمسية جديدة على المحطة، وكان ذلك ضروريًا لضمان استدامة محطة الفضاء الدولية وتوفير الطاقة الشمسية اللازمة.
عاد النيادي إلى الأرض في 4 سبتمبر برفقة طاقم Crew 6، بعد أداء أول مهمة عربية في تاريخ الفضاء. خلال رحلته، شارك في نحو 200 تجربة علمية على متن محطة الفضاء الدولية، وكانت فترة تواجده في الفضاء لمدة 186 يومًا، مما يجعله أطول رائد فضاء عربي في الفضاء.
المصدر: akhbarelyom
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
