أزمة كهرباء خانقة تهدد 6 دول عربية تزامناً مع لهيب صيف 2025

طقس العرب - تستعد 6 دول عربية لمواجهة أزمة كهرباء خانقة خلال أشهر الصيف القادمة، بالتزامن مع ارتفاع متوقع في درجات الحرارة وزيادة مضطردة في الطلب على الطاقة. وتشير التوقعات إلى أن هذه الأزمة قد تتفاقم نتيجة تراكم مشكلات هيكلية تتعلّق بالبنية التحتية، ونقص الوقود، والتوترات السياسية، إضافة إلى تحديات مالية وإدارية، ويتزامن ذلك مع توقعات ببلوغ درجات الحرارة حاجز الـ 50 درجة مئوية في بعض الدول مثل العراق والكويت، وقد تتجاوز ذلك بقليل. 

الكويت: أزمة رغم الاستيراد ووجود فائض نظري

رغم أن القدرة الإنتاجية للكهرباء في الكويت تصل إلى 20.5 غيغاواط، إلا أن ذروة الطلب المتوقع خلال الصيف تُقدّر بـ19 غيغاواط، ما يضع المنظومة تحت ضغط شديد بسبب تهالك المحطات وبطء تنفيذ مشاريع التوسعة.

وتشير مصادر رسمية إلى أن الكويت قد تلجأ إلى تخفيف الأحمال ما بين ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا في شهري يوليو وأغسطس، رغم وجود ربط كهربائي مع هيئة الربط الخليجي يوفر 500 ميغاواط إضافية.

العراق: أزمة وقود تُهدد نصف التوليد 

في العراق، تتفاقم أزمة الكهرباء نتيجة انخفاض إمدادات الغاز الإيراني من 50 إلى 20 مليون متر مكعب يوميًا، مما أدى إلى تراجع الإنتاج من 28 إلى 20 ألف ميغاواط، مع احتمالية هبوطه إلى 16 ألفًا قريبًا.

ويبلغ الطلب الفعلي في ذروة الصيف نحو 55 ألف ميغاواط، أي أن العراق يواجه عجزًا كهربائيًا يتجاوز 27 ألف ميغاواط، وسط تأخر تنفيذ اتفاقيات بديلة لاستيراد الغاز من تركمانستان.

سوريا: الاعتماد على الطاقة الشمسية في مواجهة الانهيار 

في سوريا، لا يتجاوز الإنتاج اليومي 2600 ميغاواط مقابل طلب يصل إلى 9 آلاف، ما أجبر السكان على الاعتماد شبه الكامل على مولدات الديزل والطاقة الشمسية المنزلية، وتتطلع الحكومة السورية إلى مشروع ربط مع تركيا قد يرفع الإنتاج إلى 5 آلاف ميغاواط، لكن دخوله حيز التشغيل لن يكون قبل نهاية الصيف الحالي، ما يترك البلاد في مواجهة صيف قاسٍ.

لبنان: كهرباء حكومية لـ 6 ساعات فقط 

يعاني لبنان من عجز مزمن في الوقود، ما يقيّد إنتاج المحطات إلى حدود 2000 ميغاواط فقط، مقابل طلب يصل إلى 5 آلاف. وتعتمد أغلب المناطق على مولدات خاصة، مع تغذية حكومية لا تتجاوز 4 إلى 6 ساعات يوميًا.

ويُجمع المسؤولون على أن الأزمة لا يمكن حلّها دون إعادة هيكلة كاملة للقطاع وتوفير تمويل مستدام، وهو أمر غير متاح في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها البلاد.

 اليمن: 20 ساعة انقطاع يوميًا وتحذير من كارثة إنسانية 

في اليمن، تكاد محطات الكهرباء في عدن ومحافظات الجنوب تتوقف عن العمل، مع انقطاع يصل إلى 20 ساعة يوميًا. ويحذر مسؤولون من كارثة إنسانية إذا لم تُؤمّن كميات كافية من الوقود خلال الصيف، وفي ظل تضرر الشبكة الوطنية من الحرب والغارات، لا تصل الكهرباء الحكومية سوى لـ10% من السكان، بينما يعتمد نحو 75% منهم على الطاقة الشمسية.

السودان: حرب داخلية تُعمق الانهيار الكهربائي 

يعاني السودان من بنية تحتية متهالكة، واعتماد محدود على الطاقة الكهرومائية. ومع اشتداد الحرب الداخلية، تُعاني محطات التوليد من غياب الصيانة والوقود، ما أدى إلى انقطاعات تصل إلى 14 ساعة يوميًا في بعض مناطق الخرطوم، وتشير تقارير رسمية إلى أن قطاع الكهرباء انهار فعليًا بفعل النزاع، مع غياب التمويل وتوقف الاستثمارات.

ما بعد الأزمة؟

تتكرر أزمة الكهرباء عامًا بعد عام في العديد من الدول العربية، ما يكشف عن خلل بنيوي عميق لا يمكن حله عبر المسكنات المؤقتة، ويؤكد الخبراء أن تجاوز هذه الأزمات يتطلب:

• تنويع مصادر الطاقة والوقود
• تحسين الكفاءة التشغيلية
• تعزيز مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي
• تحديث شبكات التوزيع والنقل
• مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية