العربية
طقس العرب - عندما نتحدث عن أسرع الحيوانات في العالم، قد يفترض البعض أن الفهد هو الحائز على المرتبة الأولى. وعلى الرغم من وجود الفهد في هذه القائمة، إلا أنه ليس الأسرع على الإطلاق. تجذب القطط السريعة، مما يجعلنا ننسى بعض الأنواع الأخرى التي تتحرك بشكل أسرع بكثير من الفهد، حيث يمكن لبعضها التنقل بسرعات تتجاوز ثلاث مرات أو حتى أكثر من سرعة الفهد.
يجب أن نأخذ في اعتبارنا أولاً أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تعيق قدرتنا على تحديد الحيوانات الأسرع في العالم بدقة تامة، فعلى سبيل المثال، تأثير سرعة الرياح عند قياس سرعة الحيوان يلعب دورًا مهمًا.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الحيوان في ذروة طاقته عند وقت القياس، أو ربما قد يكون مفتقدًا للطاقة. ومع مراعاة تلك العوامل، تمكن العلماء بنجاح من إعداد قائمة نسبياً دقيقة لأسرع الحيوانات في العالم. إليكم النتائج التي توصلوا إليها:
تُعتبر هذه الصقور واحدة من أكثر الطيور الجارحة انتشارًا في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. تفضل الصقور شاهين المناطق ذات المساحات الكبيرة المفتوحة، مثل السواحل حيث تكثر طيور الشاطئ. ومع ذلك، يمكن العثور عليها في مختلف المناطق من القطب الشمالي حتى الصحاري.
تعيش هذه الصقور حتى في المدن الكبرى، حيث تجدها على الجسور وناطحات السحاب. واشتهرت بسرعتها الهائلة خلال الهبوط أثناء الطيران، حيث يمكن لهبوطها أن يصل إلى أكثر من 300 كيلومترًا في الساعة، مما يجعلها ليست فقط أسرع طائر في العالم بل أيضًا أسرع حيوان على وجه الأرض.
تعتبر صقور الشاهين واحدة من أكبر وأقوى أنواع الصقور. وتتميز بأجنحة طويلة ذات نهاية مدببة وذيل نسبياً قصير. وتتميز الأجنحة والرأس بلون أزرق داكن، بينما تظهر الأجنحة من الجهة السفلية بظلال وخطوط سوداء. ويكون تاج الرأس بلون داكن، ولديها شارب أسود. تتراوح أحجام الصقور البالغة من حوالي 36 إلى 49 سم (من 14.2 إلى 19.3 بوصة).
وتعتمد استراتيجية صقور شاهين في الصيد على الطيران على ارتفاع عالٍ ثم الانقضاض بسرعة على فريستها. وتضرب الفريسة بمخالبها المشدودة وتقتلها. تشمل فرائس هذه الصقور البط ومجموعة متنوعة من الطيور المغردة وطيور الشاطئ والحمام والأرانب، حيث تعتبر الطيور المائية غالبًا من ضمن فرائسها.
وفي منتصف القرن العشرين، شهدت أعداد صقور الشاهين انخفاضًا حادًا، وأصبحت هذه الطيور الجميلة من الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تم تحقيق تقدم كبير في إنقاذ هذه النوعية بفضل برامج الإبقاء على الأنواع المهددة بالانقراض. هذه البرامج ساهمت في زيادة أعداد صقور الشاهين في الولايات المتحدة وكندا.
وبفضل هذه الجهود، يُعتبر تعداد صقور الشاهين في الوقت الحاضر كبيرًا في هذين البلدين. وفي بعض مناطق العالم، قد يكون هناك بالفعل عدد أكبر من صقور الشاهين مما كان موجودًا في السابق قبل تدهور أعدادها خلال القرن العشرين.
ولاحظ أن مدربي الصقور يفضلون استخدام صقور الشاهين في الرياضة لعدة قرون، وقد تم تدريب هذه الصقور لمشاركتها في صيد الفريسة بشكل تقليدي.
يُقال إن صقر الشاهين يمكنه الطيران بسرعة تصل إلى 322 كيلومترًا في الساعة، وهذا صحيح إلى حد ما. ومع ذلك، يُشير الأخصائيون إلى أن هذه السرعة ليست الحد الأقصى للصقر الشاهين عند الطيران على مستوى ثابت. في الواقع، يمكن أن تتراوح سرعته عند الطيران على مستوى ثابت بين حوالي 46 إلى 96 كيلومترًا في الساعة، وهذا يعتبر سريعًا بالنسبة للطيور.
ما يميز صقر الشاهين هو قدرته على الوصول إلى أقصى سرعته عندما يقوم بالسقوط المعروف باسم "الانحدار"، وهذه الحركة تتمثل في الانخفاض السريع نحو فريسته أثناء الصيد. خلال هذه العملية، يمكن لصقر الشاهين بالفعل بلوغ سرعات تصل إلى 322 كيلومترًا في الساعة، مما يجعله واحدًا من أسرع الكائنات على وجه الأرض.
على الرغم من أن الفهد ليس أسرع حيوان في العالم، إلا أنه بالتأكيد يُعتبر أسرع حيوان بري في العالم. يمكن للفهد بسهولة تحقيق سرعات قصوى تصل إلى 60 أو حتى 70 ميلاً في الساعة (ما يعادل 97 إلى 113 كيلومترًا في الساعة) على مسافات قصيرة. يتفوق الفهد بسهولة على الحيوانات السريعة الأخرى مثل خيول السباق. عادةً ما تطارد الفهود فريستها بسرعة تصل إلى نصف هذه السرعة فقط، وبعد المطاردة يحتاج الفهد إلى حوالي نصف ساعة لالتقاط أنفاسه قبل أن يبدأ في تناول الفريسة.
تتميز هذه القطط بالرشاقة عند السرعات العالية، وهي قادرة على القيام بمنعطفات سريعة ومفاجئة أثناء البحث عن الفريسة. أجساد الفهود تتكيف بشكل فريد لمساعدتها على الوصول إلى أعلى سرعات، بدءًا من أطرافها الطويلة والنحيلة ووسائد الأقدام الصلبة، وحتى العمود الفقري المرن الذي يمنحها خطوات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، تُعرف الفهود بمعاطفها السمراء المغطاة بالبقع السوداء، وكل فهد لديه نمط بقع فريد يساعد في التعرف على الأفراد. تمتد الخطوط السوداء البارزة من الزوايا الداخلية لأعينهم إلى جانبي أفواههم، ونهايات ذيولهم الكثيفة مزينة بحلقات سوداء.
بصر الفهد الممتاز يساعده على البحث عن الفريسة خلال النهار، ويتميز بقدرته على رؤية الأمور بوضوح. بالمقابل، يصعب على الفريسة رؤية الفهد بسبب معطفه المرقط الذي يمتزج بشكل مثالي مع العشب الطويل الجاف في السهول.
يشمل نظام غذاء الفهد الحيوانات الصغيرة إلى المتوسطة الحجم، مثل الأرانب البرية والظبي والنو الأزرق (أو الثيتل الإفريقي) والغزلان. نظرًا لحجمها وقوتها ومهاراتها المفترسة وتصنيفها كأسرع حيوان بري في العالم، يُعتبر بعض العلماء الفهود جزءًا من "القطط الكبيرة"، وتتضمن هذه المجموعة أيضًا النمور والأسود والجاغوار. وعلى عكس بقية الأعضاء في هذه المجموعة، لا يمكن للفهود الزئير، ولكن يمكن لها أن تصدر أصواتًا أخرى مثل خرير النهر.
تحديد السرعة القصوى للفهد يعتبر أمرًا صعبًا للغاية. وقد قام أحد أنصار الحفاظ على البيئة بإجراء تجربة قياسية حيث قام بتثبيت قطعة من اللحم على الجزء الخلفي من سيارة وقاد بها، ثم قام بمطاردتها فهد كان يربيه. وقد سُجِّلت خلال هذه التجربة سرعة تقريبية بلغت حوالي 103 كيلومترًا في الساعة.
علاوةً على ذلك، قام فهد في حديقة حيوان سينسيناتي بقطع مسافة تقدر بحوالي 98 كيلومترًا في الساعة عام 2012.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الأرقام لا تعكس بالضرورة سرعة الفهود البرية. ولكن عندما وضع العلماء أطواق تحديد المواقع على الفهود البرية، وجدوا أن معدل السرعة القصوى يتراوح عادة بين 53 كيلومترًا في الساعة. لذلك يبدو أن الفهد يُفضل التحكم في سرعته والقدرة على المراوغة بسهولة على الفريسة بدلاً من السير بأقصى سرعة ممكنة.
وفقًا لدراسة صدرت في عام 2016، تبين أن جميع الخفافيش البرازيلية خفيفة الذيل التي شملتها الدراسة استطاعت الطيران بسرعة تجاوزت 88 كيلومترًا في الساعة. من بين هذه الخفافيش، وصلت خمسة منها إلى سرعة 113 كيلومترًا في الساعة، وواحدة منها حققت سرعة قدرها 161 كيلومترًا في الساعة تقريبًا، مما يجعلها أسرع حيوان طائر تقريبًا في العالم.
وبالرغم من هذه النتائج المبهرة، فإن بعض العلماء عبَّروا عن شكوكهم بشأن الرقم القياسي، حيث اقترحوا أن الخفافيش ربما استفادت من جاذبية الأرض أو تأثير الرياح في تحقيق هذه السرعات الكبيرة. ومع ذلك، أعرب مؤلفو الدراسة عن ثقتهم في نتائجهم وقياساتهم.
وفقًا لمقال نُشر في مجلة Discover الأمريكية عام 2000، قام عالم حشرات من جامعة فلوريدا بمحاولة تمثيل سلوك التزاوج في ذبابة الخيل هايبوميترا هيني رايتي. حيث يطارد في هذا السلوك ذكور الفصيلة الإناث ويمسكونهن ويسقطون معًا على الأرض.
لمحاكاة هذا السلوك، قام الباحث بإطلاق حبيبات بلاستيكية من بندقية هوائية، وتمت مطاردة الحبيبات بسرعة وصلت إلى 145 كيلومترًا في الساعة. ومنذ ذلك الحين، لم تجرَ الكثير من الأبحاث في هذا الموضوع، واشتهرت النتيجة بأنها "إنجازًا جديرًا بالاهتمام" ولكنها لم تتم مراجعتها بالشكل اللازم في المؤلفات العلمية.
الحقيقة هي أن جائزة غينيس للأرقام القياسية للطائر الأسرع في التحليق عند مستوى ثابت تذهب إلى طائر القطرس رمادي الرأس، وتحديدًا ذلك الذي تم التقاطه في عاصفة أنتاركتيكا.
ووفقًا للدراسة التي شرحت بالتفصيل كيف تم تحقيق هذا الرقم القياسي، فإن "السرعة النموذجية في الهواء لطائر القطرس الصغير أثناء التحليق مع وجود رياح خلفية تتراوح بين 15 و32 كيلومترًا في الساعة، وتبقى هذه السرعة نسبيًا ثابتة مع زيادة قوة الرياح". وسجلت الدراسة ملاحظة بأن سرعة الرياح في تلك الحالة وصلت إلى ما بين 64 و80 كيلومترًا في الساعة.
تزعم العديد من المصادر أن السمامة بيضاء الحنجرة هي أسرع طائر في مستويات التحليق الثابتة، وأحيانًا يشار إليها أيضًا بالسمامة ذات الذيل الشوكي.
ومع ذلك، يعتبر تحديد الرقم القياسي لسرعة الطيور أثناء التحليق على مستوى ثابت أمرًا صعبًا وغير دقيق بشكل كبير. وبسبب عدم وجود منهجية قياسية وموثوقة لهذا النوع من القياسات، فإن القيم التي تُذكر غالبًا للسرعات تكون غير مؤكدة.
وعلى هذا النحو، يصعب تحديد الطائر الأسرع بشكل دقيق. ولكن تم رصد نموذج واحد من السمامة الشائعة حيث وصلت سرعته أثناء التحليق على مستوى ثابت إلى حوالي 112 كيلومترًا في الساعة.
هذا المخلوق الصغير يمتلك القدرة على الطيران بسرعة تصل إلى 98 كيلومترًا في الساعة لمسافات قصيرة خلال عروض التزاوج، وهذا الإنجاز الطيراني وحده يكفي لإثارة الإعجاب. ولكن طائر الطنان هذا يعتبر مرشحًا ممتازًا ليكون واحدًا من أسرع الكائنات الفقارية فيما يتعلق بمعدل الطول في الثانية.
يُشار في كثير من الأحيان إلى الظبي الأمريكي باعتباره ثاني أسرع حيوان بري على وجه الأرض، وعلى الرغم من أن العديد من تقديرات السرعة تعتمد على دراسات أُجريت في الأربعينيات من القرن الماضي، إلا أنها أشارت إلى أنه يمكن للظبي الأمريكي أن يركض بسرعة تصل إلى 65 كيلومترًا في الساعة.
وهناك معلومات أخرى تشير إلى أن الظبي الأمريكي يستطيع قطع مسافة تقدر بحوالي 11 كيلومترًا في 10 دقائق فقط، مما يعادل تقريبًا 64 كيلومترًا في الساعة، وفقًا لما ورد في موقع Mental Floss الأمريكي.
وفقاً للأبحاث، يُظهر أن فصيلة النو السوداء تتمتع بألياف عضلية خارقة تمكنها من الركض بسرعات عالية على مدى مسافات طويلة. يُعتقد أيضاً أن القوفز، والذي ينتمي إلى نفس الجنس، قد يمتلك هذه الألياف أيضًا، مما يسمح له بالهروب من الحيوانات المفترسة في غابات السافانا الإفريقية.
في نهاية القائمة، توجد العديد من الحيوانات التي تتسابق بسرعات تقريباً متساوية. من بين هذه الحيوانات، نجد الحصان كوارتر، الذي يُعتبر بشكل عام أسرع من خيوله الأصيلة الأكثر شهرة.
خلال مشاركته في سباقات متعددة تُقام على مسافات مختلفة، حقق الحصان كوارتر متوسط سرعة يبلغ 72 كم في الساعة، في حين بلغ متوسط سرعة الخيول الأصيلة 56 كم في الساعة، على الرغم من مشاركتها في سباقات تستمر لمسافات أطول عمومًا. والملفت للانتباه أكثر هو أن الحصان كوارتر تمكن من قطع مسافة تقدر بـ 89 كم في الساعة تقريباً عندما اقترب نهاية السباق.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
