العربية
طقس العرب - اكتشف الباحثون الدوليون ارتفاعًا كبيرًا في مستويات الكربون المشع من خلال تحليل حلقات الأشجار القديمة في جبال الألب، وبناءً على الأدلة التي تم العثور عليها، يعزو العلماء هذا الارتفاع إلى حدوث عاصفة شمسية ضخمة منذ ما يقارب 14300 عام، والتي تعد الأكبر من نوعها التي تم توثيقها إطلاقا.
العواصف الشمسية هي اضطرابات تحدث في مجال المغناطيسية الأرضية نتيجة للنشاط الشمسي، وتتضمن غالبًا الفلايرات الشمسية المكثفة وثورانات الكتل الهالية (CMEs). عندما تصل هذه الظواهر الشمسية إلى الأرض، تتفاعل مع المجال المغناطيسي الأرضي، مما يؤدي إلى تقلبات فيه واضطرابات تسمى "عواصف هندسية مغناطيسية".
يتضمن هذا التفاعل تشوهًا في خطوط المجال المغناطيسي للأرض، ويمكن للجسيمات المنبعثة من الشمس خلال هذه الحالات النشطة أن تخترق المجال المغناطيسي، وتدخل الغلاف الجوي العلوي للأرض. هذا يمكن أن يتسبب في ظواهر مثل الشفق القطبي في مناطق عرض أدنى من المعتاد، واضطرابات في شبكات الكهرباء، والاتصالات الساتلية، وأنظمة الملاحة. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تتسبب هذه العواصف في تلف المعدات الإلكترونية الحساسة.
العواصف الشمسية تصنف عادة حسب شدتها، وتصنف العواصف الأكثر شدة بمستوى G5، وتختلف تأثيراتها بناءً على عوامل مثل شدة النشاط الشمسي وحالة المجال المغناطيسي للأرض.
انقطاع الإنترنت عن العالم.. إشاعة أم حقيقة وماذا لو توقف الإنترنت عن العمل حقًا؟
الدورة الشمسية الحالية تصل ذروتها عام 2025 وتوقعات بأن تكون واحدة من أقوى الدورات الشمسية
يؤكد العلماء أن حدوث عاصفة ضخمة بحجم العاصفة التي تم اكتشافها سيكون له تأثير "كارثي" على التكنولوجيا الحديثة، ومن الممكن أن تؤدي هذه العاصفة إلى تدمير أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية، مما ينجم عنه انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي، وتكبد الاقتصاد العالمي خسائر بلغت مليارات الدولارات.
فريق البحث يشير إلى أهمية فهم السلوك الشمسي الشديد والمخاطر التي تنطوي عليها للأرض والعواصف الشمسية أو المغناطيسية نادرة على الأرض، وتحدث عندما تنفجر الشمس، وترسل توهجًا هائلًا أو انبعاثًا كتليًا إكليليًا. إذا حدثت هذه الانفجارات باتجاه الأرض، فستؤدي إلى تدفق كبير من الجسيمات المشحونة يصيب الغلاف المغناطيسي للأرض.
غالبًا ما تكون آثار هذه الظواهر طفيفة جدًا، حيث تتفاعل الجسيمات مع جزيئات الغلاف الجوي؛ مما يؤدي إلى ظاهرة شفق المذهلة وإمكانية التأثير في اتصالات الأقمار الصناعية والراديو في بعض النطاقات، وفي حالة العواصف الشمسية القوية، والتي نادراً ما تحدث لحسن الحظ، يمكن أن تؤدي تأثيرات المجال الكهرومغناطيسي للأرض إلى إنتاج تيارات قد تؤثر في شبكات الطاقة.
ووفقًا للبروفيسور إدوارد بارد، الباحث الرئيسي في كلية فرنسا والمركز الأوروبي للبحث والتدريس في علوم الأرض البيئية (CEREGE). ينتج الكربون المشع في الغلاف الجوي العلوي عندما تتفاعل الجسيمات الكونية مع جزيئات الغلاف الجوي.
ويتم استيعاب الكربون-14 في الكائنات الحية مثل الأشجار والحيوانات؛ ونظرًا لأنه يتحلل بمعدل معروف، يُمكن للعلماء استخدامه لتحديد أعمار هذه الكائنات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الكربون-14 لاكتشاف الانفجارات الشمسية التاريخية المخبأة في حلقات الأشجار القديمة.
تتماشى تراكمات هذا الظاهرة الكونية مع ما يعرف بأحداث مياكي (Miyake Events)، والتي تعتبر عواصف مغناطيسية أرضية ذات شدة غير مسبوقة وبالإضافة إلى هذا الاكتشاف الجديد، تم تحديد تسعة من أحداث مياكي (عواصف شمسية قوية) التي وقعت على مر الخمسة عشر ألف عام الماضية.
وفيما يتعلق بتأكيد العلماء، تم تسجيل أحدث أحداث مياكي المعترف بها في السنتين 993 ميلادياً و774 ميلادياً. ومع ذلك، فإن العاصفة الجديدة التي تم اكتشافها، والتي يعود تاريخها إلى قرابة 14300 عام، تعد الأكبر التي تم اكتشافها إطلاقا.
وفيما يتعلق بذلك، يشير العلماء إلى أن الطبيعة الدقيقة لتلك العواصف ما زالت غامضة بشكل كبير، إذ لم يتم رصدها على نحو مباشر من قبل، وأضاف البروفيسور تيم هيتون:
"نحن غير قادرين على فهم الأسباب وراء حدوث مثل هذه العواصف الشمسية القوية، وليس لدينا معرفة دقيقة بتكرار حدوثها، ونتساءل عما إذا كان بإمكاننا التنبؤ بها بطرق معينة أو لا".
اعرف أيضا:
التلوث الضوئي... تهديد عالمي للكائنات الحية
انقطاع الانترنت عن العالم .. إشاعة أم حقيقة وماذا لو توقف الانترنت عن العمل حقًا؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
