العربية
طقس العرب - كان الناس قديماً يستخدمون نبات الأسل لفرش ارضيات الغرف، حيث كانت الأرضيات تسوى بطبقة من طين أبيض وتغطى بنبات الأسل الذي يجدد بين الحين والآخر، وقد تحدث الفيلسوف ايرازموس عن هذا النبات بالقرن الخامس عشر الميلادي ، وقال أنه كانت تفرش به أرضيات الغرف في انجلترا، لكن كان النبات لا يغطي الأرضية بالكامل فتتسرب الأوساخ إلى الطبقة السفلى وتبقى عليها الأوساخ مدة طويلة، ثم استبدل نبات الاسل بالسجاد.
تعود صناعة السجاد إلى ما قبل الإسلام في بواكير الحضارة المصرية، وكان شائعاً لدى القبائل العربية البدوية، والفارسية، وقبائل الاناضول، لكن المسلمين كانوا أول من طور تقنيات التصميم والحياكة فزينوا سجادهم بألوان وزخارف مدهشة، ويعود الفضل لذلك لعلم الكيمياء الذي وضع أساسه العلماء المسلمين، فقاموا بتطوير أصباغًا جديدة لدباغة الجلود وصباغة الأنسجة، ومن أشهر هؤلاء العلماء المعز بن باديس التميمي الصنهاجي في القرن الحادي عشر ، الذي قام بابتكار أنواع من الحبر والأصباغ الملونة، لذلك اشتهر السجاد الإسلامي بألوانه والأشكال الهندسية التي كانت تتوسط السجاد وتحيط بها الزخارف العربية المتناسقة.
ولاقى السجاد الإسلامي رواجًا سريعًا في القارة الأوروبية حتى أصبح رمزاً للمكانة الرفيعة، فكان الملك هنري الثامن يمتلك أكثر من أربعمائة سجادة من العالم الإسلامي، ولكن كان أول اتصال بالسجاد الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي عندما قدّم حفيد وليام الفاتح سجادة إلى الكنيسة مصنوعة من الصوف.
وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي شرع الأوروبيون بتطوير السجاد وقاموا بإنتاج سجاد يحاكي السجاد الإسلامي، إلا أن السجاد المصنوع في العالم الإسلامي احتفظ بتميزه، وبقي السجاد سلعة مميزة يسعى إليه هواة جمع السجاد ومتاحف النسيج والتجار، وأصبحت صناعة السجاد من ضروريات الحياة في العالم الحديث.
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
