العربية
طقس العرب - ربما قمت بخداع أحدهم ذات يوم، بخدعة النوم بعين واحدة، إليك الحقيقة الصعبة، أحدهم على هذا الكوكب ينام بالفعل بعين واحدة وبنصف دماغ .. من بين جميع المخلوقات على وجه الأرض، تتميز الدلافين اللطيفة بقدرتها على النوم بعين واحدة فقط، والمريب في الأمر أنها قد تنهي حياتها إذا نامت بكلتا العينين!
نوم الدلافين يتم بطريقة فريدة، حيث تنام هذه المخلوقات البحرية بعين واحدة، ويبقى جزء من دماغها مستيقظًا وعينها المفتوحة تتيح لها رصد البيئة والتفاعل مع أي تهديد محتمل، بينما يستمر الجانب الآخر من دماغها في النوم، وتظل العين المقابلة مغلقة. وبعد مضي حوالي ساعتين، يتبدل الوضع بحيث يستريح الجانب الذي كان مستيقظًا ويتحول الجانب الآخر إلى حالة السكون التام، مما يؤدي إلى استراحة الدماغ بأكمله.
تعتبر الدلافين من الثدييات، وتشترك مع الإنسان في العديد من الخصائص. تمتلك الدلافين بنية عظمية، وتتمتع بدم حار، وتتميز بجهاز تنفس فريد يمنحها القدرة على البقاء تحت الماء لفترات طويلة دون الحاجة إلى أخذ أكسجين. يمكن للدلافين البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى حوالي 30 دقيقة وأكثر، ويعتمد ذلك على جهاز تنفسها الذي يتكون من رئتين. بفضل هذا الجهاز، يستطيع الدلفين استنشاق وتنفس الهواء بشكل مشابه لرئتي الإنسان.
على الرغم من الشبه البيولوجي بين الإنسان والدلافين، إلا أن هناك اختلافًا بارزًا في عملية التنفس. فبينما يتمتع الإنسان والثدييات الأخرى بالقدرة على التنفس بشكل لا إرادي على سطح الأرض، يتعين على الدلافين اتخاذ قرار نشاط التنفس بشكل واعٍ.
يتطلب لدى الدلافين أن تكون واعية لاتخاذ قرار بمتى يجب عليها التنفس، وهو أمر يحدث مئات المرات خلال حياتها. يقوم نظام خلايا مستقبلة في دماغ الدولفين بتنبيهها عندما تحتاج إلى الأكسجين، مما يتيح لها فتح فتحة في قمة رأسها، وهي عبارة عن رفرف جلدي يفتح ويغلق للتنفس وإصدار الأصوات. يعكس هذا النهج الفريد لعملية التنفس لدى الدلافين حاجتها المستمرة للتأكد من الحصول على الأكسجين الضروري للبقاء على قيد الحياة.
على الرغم من الشبه الكبير بين الإنسان والدلافين، يظهر أن هناك اختلافًا كبيرًا في عملية التنفس. يبدو أن الدلافين تحتاج إلى البقاء واعيةً بشكل دائم لتحديد متى يمكنها التنفس، وإلا فإنها ستواجه خطر الوفاة. ببساطة، يجب عليها أن تظل في حالة تأهب لاتخاذ قرار بشأن عملية التنفس. وهو ما يعني بشكل مبسط أن "البقاء متنبهًا يعني البقاء على قيد الحياة". وهذا يشكل تحديًا كبيرًا، حيث يحتاج الدماغ البشري إلى فترات من اللا وعي لضمان أداء وظائفه بشكل صحيح.
لفهم كيف تدير الدلافين عملية التنفس والنوم، قام العلماء بدراسة الدلافين باستخدام تخطيط لكهربية الدماغ (EEGs)، حيث يتم وضع أقطاب كهربائية على الرأس لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ. أظهرت النتائج أن خلال دورة النوم، يظل نصف دماغ الدولفين في حالة "إغلاق" بينما يظل النصف الآخر "نشطًا". ولاحظ الباحثون أن الدلافين تظل في هذه الحالة لمدة تقرب من ثماني ساعات في اليوم.
فيما يتعلق براحة الدلافين، فإن الحالة التي يختبرونها أثناء فترة النوم قد تكون شبيهة بالوعي الجزئي الذي نشعر به قبل أن ننام، حيث نكون على وشك الغفوة ولكن لا نزال قادرين على التفاعل مع البيئة المحيطة بنا. بالتالي، قد تعتبر فترة نوم الدلافين حالة شبيهة بالوعي تسمح لها بالبقاء في حالة يقظة تكفي للتفاعل مع البيئة إذا كان ذلك ضروريًا.
إقرأ أيضًا: طائر يعيش في إفريقيا يفهم لغة البشر... من هو هذا الطائر؟
المصدر: مواقع إلكترونية
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
