العربية
طقس العرب - أعلنت شركة الخطوط الحديدية السعودية (سار) يوم الأحد عن بدء تجارب القطار الهيدروجيني في المملكة، مما جعلها تتصدر جميع الدول العربية في استخدام وقود نظيف في وسائل النقل، وذلك ضمن جهود البلاد للحد من البصمة الكربونية، وأعلن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن التشغيل التجريبي لأول قطار يعمل بالهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط سيبدأ الأسبوع المقبل، وأعرب عن أمله في أن تشهد المنطقة أوّل قطار يعمل بالهيدروجين في الأشهر القادمة، وتم توقيع اتفاقية بين "سار" وشركة ألستوم الفرنسية لإجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة لتجهيز هذا النوع من القطارات لتناسب البيئة والأجواء السعودية، استعدادًا لإدراجها في الخدمة في المستقبل.
وخلال افتتاح فعاليات أسبوع المناخ لعام 2023 في العاصمة الرياض، أعرب الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، عن التزام المملكة العربية السعودية بالتقدم في مجال العمل المناخي واعتماد نهج شامل، وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية استخدام الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يشجع على استفادة من جميع التقنيات المتاحة ومصادر الطاقة والفرص التي يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف المناخية.
وأثنى الأمير في كلمته الافتتاحية على استضافة المملكة للنسخة الثانية من أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدًا أن ذلك يعكس التزام المملكة الثابت بالبحث عن حلول للتحديات المناخية الراهنة.
انطلقت يوم الأحد فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 في العاصمة السعودية الرياض، ونظم هذا الحدث بالتعاون بين المملكة العربية السعودية وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؛ حيث إن الهدف منه هو تسليط الضوء على التحديات والحلول في هذه المنطقة التي تُعد واحدة من أكثر المناطق تعرضًا لتأثيرات تغير المناخ.
واستمر أسبوع المناخ في الرياض من 8 إلى 12 أكتوبر، حيث سيتم مناقشة التحديات والفرص المتاحة للعمل البيئي والدعم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويهدف ذلك إلى تعزيز الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتسريع تنفيذ اتفاقية باريس، ويُتوقع أن يسهم هذا الحدث في الاستعداد لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) الذي سيُعقد في نهاية هذا العام في الإمارات.
تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ، حيث يُتوقع زيادة درجات الحرارة بنسبة تصل إلى 20% عن المتوسطات العالمية؛ حيث إنها تعاني بالفعل من ندرة المياه، ومن المتوقع أن تتسبب الزيادة في درجات الحرارة في تفاقم مشكلة الجفاف الحاد والمستدام في هذه المنطقة؛ وإن استخدام تقنيات النقل النظيف مثل القطار الهيدروجيني يمكن أن يؤدي دورًا حاسمًا في التقليل من هذه الآثار.
أعلنت الشركة الحكومية في بيان نقل عن وكالة الأنباء السعودية أنها ستبدأ التجارب في أكتوبر الجاري، دون تحديد تاريخ محدد بدقة مؤكدة، وتلك الخطوة تمثل البداية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتشغيل القطارات الهيدروجينية حيث تعكس التزام المملكة ومبادرتها نحو تبني تقنيات النقل المستدام.
وأشار وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية النقل الوطنية وتحقيق أهداف التحول إلى نظام نقل أكثر استدامة باستخدام أحدث التقنيات الذكية.
وأكد الجاسر، الذي يشغل رئاسة مجلس إدارة "سار"، أن الشركة ملتزمة بالمساهمة في تنفيذ مبادرة السعودية الخضراء التي تنبثق من رؤية 2030، والتي تهدف إلى زيادة استخدام الطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الكربون وحماية البيئة.
ويُعتبر القطار الهيدروجيني من أبرز الابتكارات في مجال النقل المستدام حيث يمكن توليد الطاقة اللازمة لتشغيله دون إطلاق أي انبعاثات كربونية، ومن المتوقع أن يعزز تطوير شبكة السكك الحديد وتجديد البنية التحتية في المملكة العربية السعودية، وأيضا يسهم في دعم البيئة الاقتصادية وتيسير التدفقات الاستثمارية، وتهدف الخطط التوسعية المستقبلية إلى زيادة طول شبكة السكك الحديد بأكثر من 8 آلاف كيلومتر إضافي، لتعزيز قدرات نقل الركاب والبضائع عن طريق القطارات وتنفيذ تكنولوجيا حديثة وحلول تقنية متقدمة تُسهم في تقليل الأثر البيئي لنقل السكك الحديد، ويتوقع المسؤولون أن تعزيز تلك الجهود من تنافسية المنتجات المحلية تعزز تنفيذ "رؤية 2030". والتي تتضمن توجيه الاستثمارات وتنمية مختلف القطاعات الصناعية والتجارية، بالإضافة إلى دعم السياحة وصناعة الترفيه.
وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر اقتصاد عربي، وتمتلك حالياً ثلاث شبكات للسكك الحديد تمتد لمسافات تزيد عن 5500 كيلومتر، حيث تشمل قطار الشرق وقطار الشمال وقطار الحرمين السريع وخلال العقد الماضي، نجحت في نقل أكثر من 33 مليون مسافر وأكثر من 70 مليون طن من البضائع.
هذا يعني أن البنية التحتية للسكك الحديد نجحت في نقل أكثر من 6 ملايين رحلة بالشاحنات، مما أدى إلى تخفيض عدد الحوادث على الطرق وتقليل نسبة الوفيات بأكثر من خمسين في المئة خلال الخمس سنوات الماضية.
افتتح سمو #وزير_الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان #أسبوع_المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023م، بكلمته الافتتاحية.
Opening #MENAClimateWeek, the Minister of Energy, HRH Prince Abdulaziz bin Salman, addressed attendees.#MENAClimateWeek pic.twitter.com/I4eua1TKpX
— وزارة الطاقة (@MoEnergy_Saudi) October 8, 2023
في عام 2018، أعلنت المملكة العربية السعودية عن مشروع كبير لبناء شبكة سكك حديدية تربطها بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتربط المدن والموانئ ومراكز الصناعة، ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية إستراتيجية تهدف إلى متابعة التقدم وبناء الاقتصاد المستدام.
ومن الجدير بالذكر أن السعودية والإمارات، أكبر منتجين للنفط والغاز في منظمة أوبك، تتنافسان لتصبحا مصدرين للهيدروجين النظيف ومع التزايد في البحث عن بدائل ذات أثر بيئي أقل، تسعى المملكة إلى تطوير صناعة الهيدروجين، ولا ترغب في تفويت الفرصة للتصدير إلى الأسواق العالمية والحفاظ على إيرادات ضخمة من هذا القطاع.
تتقدم السعودية بخطوات حثيثة نحو بناء مصنع ضخم بتكلفة تبلغ خمسة مليارات دولار، سيعتمد بشكل تام على الطاقة المتجددة من الشمس والرياح، وسيكون واحدًا من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر في العالم عند افتتاحه في مدينة نيوم المخطط لها في عام 2025.
وتشير البيانات الحالية إلى أن تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين النظيف تكون أقل بقليل من 5 دولارات وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهذا المشروع سيكون نقطة محورية في رحلة نيوم لتصبح وجهة عالمية رئيسية لتقديم الحلول البديلة التي تجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم لتسريع التقدم البشري؛ حيث إن إنتاج الهيدروجين النظيف يتم باستخدام الطاقة المتجددة عوضا عن الوقود الأحفوري.
اعرف أيضاً:
انطلاق أسبوع المناخ بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023 بالسعودية
محمد بن سلمان ولي العهد ومبادرة السعودية الخضراء
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
