العربية
طقس العرب - تعرضت العاصمة الرياض مع ساعات عصر ومساء يوم الأربعاء 15 مارس 2023، وخاصة الأجزاء الشمالية والشرقية منها لحالة قوية من عدم الاستقرار الجوي، تشكلت على إثرها سُحب المُزن الركامي في سماء العاصمة السعودية، وهطلت أمطار غزيرة مع تساقط زخات كثيفة من البَرَد رغم دفئ الأجواء ودرجات الحرارة المُرتفعة. فكيف ساهم دفئ الأجواء في تكون العواصف الرعدية والبردية التي أثرت على الرياض؟
بردية كثيفة .. ومشاهد من احياء شمال #الرياض pic.twitter.com/WbbCc71esS
— طقس العرب - السعودية (@ArabiaWeatherSA) March 15, 2023
أشار فريق طقس العرب إلى أن الأسباب العلمية وراء الاضطرابات الجوية التي أثرت على الرياض يعود لاقتراب كُتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا من الغلاف الجوي، وكان العكس تماماً يحدث في طبقات الجو القريبة من سطح الأرض، حيث سيطرت في ذات الوقت كُتلة هوائية دافئة للغاية في طبقات الجو المُنخفضة.
وقد سجلت العاصمة الرياض في ذلك اليوم درجة حرارة عُظمى وصلت إلى حوالي 30 درجة مئوية مما تسبب باحداث تسخين مُرتفع لسطح الأرض والذي ساهم في عمليات رفع الهواء الدافئ لطبقات الجو العليا التي تتواجد بها كُتلة هوائية باردة جداً.
ونتيجة لقوة التيارات الهوائية الدافئة الصاعدة وتوافر كميات من الرطوبة في الغلاف الجوي مع تواجد لمُنخفض سطحي حراري ساهم في تسهيل عملية رفع الهواء الدافئ للإعلى والذي تصادم مع الكتلة الهوائية الباردة، مما تسبب بتشكل غيوم ركامية سميكة، ونتيجة الفروقات الحرارية تشكلت عواصف رعدية يُمكن وصفها بالقوية، مما أدى لهطولات مطرية غزيرة ومصحوبة بزخات كثيفة من البَرَد.
حتى يتكون البَرَد داخل السُحب الركامية يحتاج إلى عِدة عوامل ومنها: التقاء كتلتين هوائيتين مُختلفتين في الخصائص أحداها باردة والأُخرى دافئه، او في المنخفضات الجوية والجبهات الهوائية الباردة، او من خلال تكون السُحب الحملية (كما حصل فوق سماء العاصمة الرياض)، حيث تنمو السُحب في طبقات الجو كافة وتصل إلى مستويات شاهقة وتُصبح ركامية ذات امتداد رأسي شاهق، عندها تكون درجة الحرارة في ذلك المُستوى أقل من درجة التجمد.
وقد ساهمت درجات الحرارة المُرتفعة بتوافر تيارات هوائية دافئة للأعلى، وعند وجود تيارات هوائية صاعدة (طاقة رفع) فأنها تمنع قطرات الماء الموجودة في السُحب من النزول الى سطح الارض وتقوم برفعها الى طبقات الجو العليا التي تكون فيها درجة الحرارة أقل من الصفر المئوي، وعند ذلك تبدأ القطرات المائية بالتجمد (تتحول من الحالة السائلة للصلبة) مكونة بلورات جليدية صغيرة تحاول النزول الى سطح الارض ولكن بسبب صغر حجمها وقدرة التيارات الهوائية الصاعدة على حملها فانها تُرفع مجدداً الى طبقات الجو العليا عندها تكتسي بطبقات جليدية جديدة وعند تكرار العملية عِدة مرات فأن التيار الصاعد يُصبح غير قادر على حملها وبالتالي تسقط لسطح الارض.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
