العربية
طقس العرب - في 4 آذار (مارس) 2022، ستشهد البشرية - وللمرة الأولى - تصادم قطعة من الحطام الفضائي بجرم سماوي غير الأرض دون أن يتم توجيهها إليه، حيث تتجه قطعة من صاروخ صيني للاصطدام قريبا بسطح القمر، فما تأثيرات هذا الاصطدام؟ وهل يمكننا مشاهدته من الأرض؟
يُعتقد أن الجسم الصاروخي هو جزء من صاروخ أطلق عام 2014 لايصال مركبة فضائية صينية صغيرة تُسمى (Chang'e 5-T1) إلى القمر، وعلى الرغم من عودة المركبة إلى الأرض بنجاح، إلا أن معزز الصاروخ بقي يتحرك في الفضاء منذ ذلك الحين، وهو يتحرك الآن تحت تأثير الجاذبية القمرية، ويقترب أكثر ليصطدم بسطح القمر في غضون أيام.
من المُتوقع أن يصطدم حطام الصاروخ بسطح القمر بسرعة (9300 كم / ساعة). وستكون تأثيرات الاصطدام ضئيلة، باستثناء حفرة جديدة صغيرة ستتشكل على سطح القمر، وسيكون عرض الحفرة الجديدة حوالي 20 مترا (100 قدم).
ولا يشكل الحادث أي خطر مباشر على البشر أو المركبات الفضائية الأخرى، ولكن مع وجود ما لا يقل عن ست مركبات من المقرر أن تصل إلى القمر هذا العام، يتزايد القلق من أن يصبح سطح القمر مكانا لاغراق الحطام الفضائي، وما سيكون لذلك من تأثيرات على البيئة القمرية.
حدث في السابق العديد من حوادث الاصطدام المتعمدة بسطح القمر، بغرض إنهاء مهمات لمركبات فضائية كانت تدور حول القمر ونفد وقودها، وبعضها كان لعمليات هبوط مخطط لها على القمر لكنها لم تتم بنجاح، وكان بعض التصادمات لأغراض علمية، مثل قصف ناسا لسطح القمر خلال حقبة بعثات أبولو في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بهدف دراسة كيفية انتشار الطاقة الزلزالية الناتجة عن الاصطدامات عبر القمر.
ولكن لم يحدث من قبل أن اصطدمت قطعة قديمة من الحطام الفضائي، والتي هامت في الفضاء لسبع سنوات قبل ان تنحرف في مسار تصادمي باتجاه سطح القمر.
نظرًا لأن التصادم سيحدث على جانب القمر غير المرئي من الأرض ، بالقرب من فوهة بركانية تسمى Hertzsprung، فلن نتمكن من مراقبة الانفجار باستخدام التلسكوبات، ولن يتمكن علماء الفلك من مشاهدة تأثير الاصطدام فور حدوثه، لكن العديد من المركبات الفضائية التي تدور حول القمر ستحاول استكشاف الحدث وآثاره،و قد يتم وضع المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية التابعة لناسا (LRO) و الهندية (Chandrayaan 2) لمراقبة موقع الارتطام.
تُعد النفايات الفضائية في المنطقة المحيطة بالأرض مشكلة معروفة للعلماء، فمنذ بدء عصر الفضاء في عام 1957، تم إطلاق أكثر من 12000 قمر صناعي يدور حول الأرض، وما زال حوالي 5100 منها عاملاً ، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، لكن تُقدر الوكالة أن هناك أكثر من 36000 قطعة من الحطام (أكبر من 10 سم) حول مدار الأرض، وتشمل هذه النفايات الأقمار الصناعية الميتة، وبقايا عمليات الإطلاق السابقة، وتجارب الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية.
الحطام الفضائي حول القمر قليل جدا، لكن العلماء قلقون من أن الحال لن يستمر على هذا النحو. يستخدم فريق بحثي بقيادة فيشنو ريدي، عالم الكواكب بجامعة أريزونا في توكسون، التلسكوبات لتتبع مواقع أكثر من 150 جسمًا في الفضاء تتحرك حول القمر بانتظام، 90٪ على الأقل منها هي من القمامة الفضائية.
وقد تتبع فيشنو وزملاؤه الجسم الذي في طريقه للوصول إلى القمر، وقاموا بتحليل كيفية انعكاس ضوء الشمس عنه للتأكد من أنه مصنوعة من مادة مماثلة للداعم الصاروخي الصيني. (تم تحديد الجسم في البداية على أنه معزز لصاروخ SpaceX ، لكن التحليل أظهر أن خصائصه لا تتطابق مع تلك المركبة).
يُذكر أن معزز الصاروخ الصيني كان يهيم في الفضاء منذ 2014 تحت تأثير جاذبية الأرض وجاذبية القمر، حتى انتهي به الأمر إلى مسار تصادمي مع القمر، وكان بيل جراي، عالم الفلك في ولاية ماين، أول من رصد مسار التصادم، حيث لا توجد منظمة مسؤولة عن تتبع الأجسام البعيدة عن الأرض، فوكالات الفضاء الأمريكية تتبع الأجسام الفضائية الموجودة في مدارات ثابتة، على بعد حوالي 35800 كيلومتر من الأرض، لكن القمر يبعد ما يقرب من 400 ألف كيلومتر، وبالتالي فإن التتبع يتم عادة من قبل مجموعات فردية.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
