العربية
طقس العرب - مع توسع طموح الإنسان نحو استكشاف الفضاء والتحرك نحو النجوم، تطرح أسئلة جديدة حول مستقبلنا، ومن بين هذه الأسئلة، يبقى الأمر الوحيد الذي لم يجرى اختباره بعد هو قدرتنا على التكاثر وتنمية أجيال جديدة في بيئة ذات جاذبية منخفضة وإشعاعات خارج الغلاف الجوي للأرض؛ ومن هنا جاءت تجربة العلماء، والتي تتمثل بعنوان أجنة فئران في الفضاء.
أظهرت تجربة أجراها باحثون في محطة الفضاء الدولية أن أجنة فئران نمت بشكل طبيعي، مما يشير إلى إمكانية تكاثر البشر في الفضاء، وفقاً لعلماء يابانيين في أغسطس 2021، قام الباحثون، بما في ذلك الأستاذ تيروهيكو واكاياما من مركز التكنولوجيا الحيوية المتقدمة في جامعة "ياماناشي" وفريق من وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، بإرسال أجنة فئران مجمدة إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام صاروخ.
وفي المحطة، أُذِيب الأجنة باستخدام جهاز خاص، وتمت عملية زرع لها لمدة 4 أيام، وأشار الباحثون إلى أن الأجنة التي نمت في ظروف جاذبية منخفضة تطورت بشكل طبيعي إلى كيسات أريمية والدراسة التي نُشرت عبر موقع مجلة "آي ساينس" العلمية في 28 أكتوبر 2023، أظهرت أن الجاذبية ليس لها تأثير كبير على تكاثر الفئران، حيث لم تحدث تغييرات كبيرة في حالة الحمض النووي والجينات بعد تحليل الكيسات الأريمية (الخلايا التي تتطور إلى جنين ومشيمة)، والتي أرجعت إلى المختبرات على الأرض.
جامعة "ياماناشي" ومعهد ريكن الوطني للبحوث يؤكدان في بيان مشترك أهمية هذه الدراسة كونها أول بحث يظهر أن الثدييات قد تستطيع التكاثر في الفضاء، وتعتبر هذه التجربة العالمية الأولى لتطوير أجنة ثدييات في مرحلة مبكرة في ظروف الجاذبية الصغرى التي تتم داخل محطة الفضاء الدولية.
ويشددون على أهمية تطوير كيسات أريمية ضمن جاذبية صغرى في محطة الفضاء الدولية في المستقبل، لفحص إمكانية ولادة الثدييات بهدف التحقق من طبيعتها، وهذا البحث يكتسب أهمية كبيرة في سياق المهام الفضائية المستقبلية.
في إطار برنامج "أرتميس"، تخطط وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لإعادة إرسال بشر إلى القمر لاكتساب معرفة حول كيفية العيش فيه على المدى البعيد، والاستعداد للرحلة المستقبلية إلى المريخ في أواخر ثلاثينيات القرن الحالي.
هذه التجربة الاستثنائية التي قادها العالم البيولوجي الجزيئي تيروهيكو واكاياما من جامعة ياماناشي، أظهرت النتائج مبهرة في قدرة أجنة الفئران، على الأقل في المرحلة الأولى، على البقاء على قيد الحياة في بيئة الفضاء.
وفي حديثه لمجلة نيو ساينتست، قال واكاياما:
"ربما يكون من الممكن في المستقبل أن يحدث الحمل خلال رحلات فضائية إلى المريخ، حيث يمكن أن تستغرق الرحلة أكثر من ستة أشهر، ونحن نجري أبحاثًا مكثفة للتأكد من قدرتنا على إنجاب أطفال بأمان إذا ما حان الوقت للقيام بذلك."
ومن الجدير بالذكر أن السؤال حول إمكانية تطور أجنة الثدييات في بيئة الجاذبية الصغرى كان محور اهتمام العلماء لفترة طويلة، وقد سبق للفريق بقيادة واكاياما أن قام بأبحاث في عام 2009، وأظهرت أن المحاكاة للجاذبية الصغرى تؤثر سلباً على نمو الأجنة.
ولكن تركزت التجارب الحالية على التطور المبكر للأجنة، حيث تم تخصيب أجنة الفئران وتطويرها إلى مرحلة مكونة من خليتين، ومن ثم تجميدها ونقلها إلى محطة الفضاء الدولية للزراعة؛ حيث إن بقاءهم على قيد الحياة يمثل إشارة إيجابية، ويجب أن نأخذ في اعتبارنا أيضًا تأثيرات أخرى محتملة قد تكون مسؤولة عن هذا الانخفاض في معدل البقاء في الفضاء.
وهناك الكثير من العمل المستقبلي يتعين القيام به لفهم ما إذا كان الحمل في الفضاء ممكنًا أو ويجب أن نأخذ في الاعتبار تأثيرات الإشعاع العالي في الفضاء، والذي يزيد بكثير عن مستوياته على الأرض وهناك العديد من الجوانب الأخرى التي يجب مراعاتها، بما في ذلك توقف التطور في مرحلة الكيسة الأريمية وتأثير القتال على نمو جنين الثدييات في الفضاء. وعلى الرغم من التقدم الحالي، يتعين دراسة أعمق لتأثيرات الفضاء على نمو الأجنة والثدييات بشكل عام.
اعرف أيضا:
لماذا حيوان التجارب العلمية هو الفأر؟
كيف يعمل نظام ستارلينك للإنترنت؟
الذكاء الاصطناعي يساعد على تقدير أعمار النجوم لدى الفلكيين
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
