العربية
طقس العرب - تعتبر الظواهر الجوية الضارة من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في العصر الحديث، وتشمل هذه الظواهر ارتفاع درجات الحرارة، وتغيرات مفاجئة في الطقس، والأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وغيرها من الأحداث التي تؤثر إلى حد بعيد على البيئة والاقتصادات الوطنية.
مع تزايد هذه الظواهر الجوية الضارة، أصبح من الضروري البحث عن وسائل فعالة للتنبؤ بها والتعامل معها وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي بقوة، حيث يمكن أن يساعد على تحسين توقعات الظواهر الجوية والتعامل معها بشكل أفضل.
أحد الحلول التي تم توصل إليها من قبل الشركات الكبرى وخبراء البيئة البارزين هي استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة للتصدي لتحديات تغير المناخ وتوفير بيئة أفضل للعالم، ويعكف الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات وتوليد توقعات دقيقة وتقديم استراتيجيات فعالة لمكافحة التغير المناخي.
وفي مؤتمر غلاسكو البيئي في نوفمبر 2021، تمت مناقشة مجموعة من التدابير لمكافحة التغير المناخي باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي حيث يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في هذا السياق.
إن توفير بيئة أفضل للعالم يبدأ بالتنبؤ والوقاية من آثار التغير المناخي، ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الجوية والمناخية بدقة فائقة وتوفير توقعات تساعد على تجنب الكوارث البيئية مثل الفيضانات والجفاف علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تطوير استراتيجيات مستدامة للزراعة وإدارة المياه وتحسين استخدام الموارد البيئية.
شهدنا في السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في تقلبات الطقس وتفاقم الظواهر الجوية الضارة مثل العواصف وحرائق الغابات والجفاف ولهذا السبب، أصبح الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية موضوع اهتمام كبير لشركات التكنولوجيا العملاقة وخبراء البيئة، ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة قوية للتنبؤ بتأثيرات هذه الظواهر والعمل على تقليل تداولها.
تلعب التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي دورًا كبيراً في التنبؤ بالأحوال الجوية السيئة مثل الأمطار الغزيرة والأعاصير، ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة تلوث الهواء وتحليل البيانات الجوية بشكل أفضل وأيضًا، تُستخدم أدوات التصوير والتحليل الجوي لحماية المساحات الطبيعية مثل الغابات والأراضي الرطبة، وتُمكِن التحليلات الآلية للصور من الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار من رصد تأثيرات التغير المناخي على البيئة، وتُستخدم أيضًا تلك التقنيات لزراعة الشتول في مناطق صعبة الوصول لتحسين البيئة.
علاوة على ذلك، يُمكِن للذكاء الاصطناعي أن يُقدِّم حلاً للتلوث الهوائي والتغير المناخي، ويمكن استخدامه في تطوير السيارات ذاتية القيادة وتقليل انبعاثات الغازات السامة من مصادرها المختلفة.
كشفت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن أن تخزين ومعالجة البيانات اللازمة ستستهلك كميات هائلة من الطاقة، حيث يصدر من هذا الاستهلاك حوالي 284 ألف كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون. تقديرات أخرى تشير إلى أن التكنولوجيا الرقمية قد تشكل نحو ثمانية في المائة من الاستهلاك العالمي للطاقة بحلول عام 2030، وهذا الوضع يثير مخاوف من زيادة استهلاك الوقود الأحفوري؛ وبالتالي زيادة الانبعاثات الضارة في الجو.
على الرغم من هذه التحديات، يشير الخبراء إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا وحدها لن يكون كافيًا لحل هذه المشكلة في المستقبل. لذا، قد اقترح معهد "الذكاء الاصطناعي الآن" مبادئ خضراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وهذه المبادئ تتطلب الشفافية الكاملة بشأن تأثير الكربون واستهلاك الطاقة والتأثير البيئي لشركات التكنولوجيا وزيادة على ذلك، تشجع على تكامل التكنولوجيا وتنظيمها بشكل فعال للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
على الرغم من التحديات، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يوفر أيضًا فرصًا كبيرة لمكافحة التحديات البيئية وتحقيق تقدم في حماية البيئة وبشكل عام، يُمكِن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية في مكافحة التأثيرات البيئية الضارة والمساهمة في الحفاظ على كوكب الأرض وتقليل تداول الظواهر الجوية الضارة.
اعرف أيضا:
الذكاء الاصطناعي: كيف يعمل وما هي تأثيراته على المجتمع؟
الروبوتات والطقس: مستقبل تكنولوجيا الطقس وكيف ستغير حياتنا
يمكن للعلماء الآن قراءة أفكارك: الذكاء الاصطناعي يحول أفكار البشر إلى نصوص فورية
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
