صيف 2025 حرارة قياسية وفيضانات مفاجئة هل ينذر ذلك بموسم خريف وشتاء متطرف؟

طقس العرب - بعد انقضاء قرابة الشهر على فصل الصيف الحالي، لا زال النصف الشمالي من الكرة الأرضية يشهد أحداث جوية متسارعة من موجات حر  عالمية و أمطار فجائية غزيرة وفيضانات تجتاح العديد من دول العالم.

وقال المختصون في طقس العرب، أن بعض الأحداث الجوية التي شهدتها دول العالم منذ بداية فصل الصيف الحالي تصنف أنها نادرة وغير معتادة خلال فصل الصيف، ونخص بالذكر موجات الحر القوية و المتتابعة التي شهدتها ولا زالت تشهدها دول أوروبا خاصة الغربية منها، حيث وبعد سيطرة القبة الحرارية على دول غرب أوروبا لفترة طويلة و غير معتادة خلال فصل الصيف، سجلت العديد من المدن الاسبانية والفرنسية درجات حرارة قياسية تجاوزت الـ 40 درجة مئوية في بعض الأيام.

و أثر ذلك على مناحي الحياة من جوانب عدة ربما كان أهمها الصحة العامة من خلال زيادة ملحوظة في حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خصوصًا بين كبار السن، ومن الجانب البيئي أدى ارتفاع الحرارة الملحوظ إلى جفاف وتسارع تبخر المياه من الأنهار والسدود، مما أدى إلى تضرر المحاصيل الزراعية، بينما كان أثر جفاف التربة بفعل ارتفاع الحرارة واضحاً من خلال زيادة حرائق غابات التي اندلعت في بعض المناطق الريفية والجافة.
 

ولا شك أن ارتفاع درجات الحرارة كان له الأثر الكبير على الاقتصاد والطاقة من خلال ارتفاع استهلاك الكهرباء بسبب الاعتماد على أجهزة التكييف، أدى ذلك إلى انقطاعات كهربائية مؤقتة في بعض المدن وتأثير مباشر على قطاع السياحة نتيجة تراجع الحركة في المدن الحارة.
 

فيضانات غير مسبوقة في الولايات المتحدة الأمريكية

وعلى النقيض تماماً كان ولا زال فصل الصيف الحالي مختلف من ناحية الظواهر الجوية التي أثرت على أمريكا الشمالية، حيث لا تزال العديد من الولايات الأمريكية تغرق وبشكل يومي بمياه الأمطار، بفعل الحالات الجوية المتطرفة التي ضربت البلاد الأيام الماضية ولازالت مستمرة، حيث تقبع الولايات المتحدة الامريكية بين نظامين جويين مختلفين من ناحية الخصائص، ففي الشمال تتواجد الكتل الهوائية الباردة التي لا زالت تندفع من القطب الشمالي وكندا نحو أمريكا، لتصطدم هذه الكتل الباردة مع الهواء الحار والرطب المتواجد فوق الولايات الجنوبية مشكلة حالات عنيفة من عدم الاستقرار الجوي و هطول غزير جداً للأمطار كما حدث في ولاية تكساس الأمريكية وعدة ولاية امريكية من ضمنها نيوجيرسي ومدينة نيويورك والتي شهدت في الآونة الاخيرة هطول كثيف للأمطار أدى لغرق أجزاء واسعة من المدينة.
 

ارتفاع حرارة البحر المتوسط وفيضانات أوروبا

ولم تكن القارة الأوروبية بعيدة عن تطرف الطقس خلال الصيف الحالي، فما تلبث أن تبتعد الكتل الحارة عن المنطقة وتنخفض الحرارة، لتتفاجأ العديد من دول غرب ووسط أوروبا باندفاع رياح باردة من الشمال وتشكل حالات مفاجئة من عدم الاستقرار الجوي وتشكل الفيضانات كما حدث في العديد من المدن الاسبانية والفرنسية.

الأردن هل غياب الموجات الحارة صيفاً ينذر بشتاء قارس؟

ويسلط المختصون الجويون في طقس العرب الضوء على طقس القارة الأوروبية خلال الصيف الحالي، حيث تنشط ظاهرة جوية متطرفة يعتقد أن لها الأثر الكبير بحدوث الفيضانات في العدد من المدن الاوروبية خاصة الغربية منها.

هذه الظاهرة تتمثل بموجة حر بحرية غير مسبوقة يعيشها البحر المتوسط، حيث ارتفعت درجة حرارة البحر في بعض أجزائه لأكثر من 30 درجة مئوية، هذه العملية زادت من تدفق بخار الماء من الجنوب نحو أوروبا، مع تواجد كتل هوائية حارة مندفعة من الصحراء الافريقية تزامن ذلك مع اندفاع رياح شمالية باردة في بعض الفترات مما ساعد بشكل كبير على تشكل سحب رعدية قوية ترافقت مع هطول أمطار رعدية شديدة الغزارة أدت لغرق بعض المدن في اسبانيا والعديد من المدن الأوروبية.

موسكو تسجل أعلى حرارة منذ 30 عاماً

ولم تكن بلد الجليد والثلج موسكو بمنأى عن هذا الصيف المتطرف، فقد سجلت العاصمة الروسية درجات حرارة غير مسبوقة تجاوزت الحرارة فيها 35 درجة مئوية لأول مرة منذ 30 عاماً، بعد موجة حر تاريخية ضربت البلاد في بداية شهر يوليو الحالي.

هل تنذر الأحداث الجوية المتطرفة في صيف 2025 بخريف نشط وغير معتاد

ويراقب المتنبئون الجويون في طقس العرب عن كثب، الأحداث الجوية المتسارعة في المنطقة في النصف الشمالي من الأرض، وقد يكون أهمها الارتفاع الغير مسبوق في درجة حرارة مياه البحر المتوسط والتي من المتوقع أن يكون لها أثر كبير على دول المنطقة المطلة على البحر المتوسط، من ناحية تشكل منخفضات عميقة وربما عواصف متوسطة وشبه مدارية بفعل تكدس الرطوبة في الغلاف الجوي.

أيضاً يتم مراقبة استمرار تطور ظاهرة اللانينا في الجزء الاستوائي من مياه المحيط الهادي و هي إحدى الظواهر المناخية وتؤثر بشكل واسع على أنماط الطقس حول العالم عند تطورها خلال فصل الشتاء، حيث ترتبط بشتاء أكثر برودة وجفافاً في بعض المناطق وفيضانات ورطوبة عالية بمناطق أخرى حول العالم.

ونذكّر في طقس العرب، بأهمية متابعة النشرات الموسمية والتي تصدر شهرياً من مركز طقس العرب لمتابعة آخر مستجدات الظروف الجوية خلال الأشهر القادمة، ونؤكد أن الموسم المطري يتأثر بعدة ظواهر جوية منها ظاهرة النينو واللانينا وحرارة البحار المحيطات بالإضافة إلى سلوك معامل التذبذب الشمال AO، وتؤثر هذه الظواهر على سلوك الغلاف الجوي خلال فصل الخريف والشتاء لذا تبقى التوقعات متغيرة بشكل مستمر.