العربية
طقس العرب - دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات فورية وجذرية بشأن التغير المناخي، مؤكدًا أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في شهر يوليو/تموز الحالي يشير إلى دخولنا في "عصر الغليان العالمي".
في نيويورك اليوم الخميس، أعرب غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه حيال موجات الحر المرعبة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، مشيرًا إلى أننا نشهد نهاية "عصر الاحتباس الحراري" ودخول "عصر الغليان العالمي".
وأكد أن تغير المناخ أمرٌ مُرَعِّبٌ، وأن ما نشهده الآن هو مجرد بداية، مما يستدعي ضرورة وضع "أهداف طموحة جديدة" تتعلق بتقليل الانبعاثات من قبل أعضاء مجموعة العشرين.
وفي هذا السياق، دعا غوتيريش إلى ضرورة أن تقدم البلدان المتقدمة خريطة طريق واضحة وموثوقة لزيادة تمويل التكيف للتغير المناخي بحلول عام 2025. كما شدد على أن الأهداف المتعلقة بالطاقة المتجددة يجب أن تكون طموحة وتساهم في الحد من ارتفاع درجة حرارة العالم بحدود 1.5 درجة مئوية.
وأوضح أنه يتعين ضمان التزام البلدان المتقدمة بتحقيق صفرية صافية في انبعاثات الكربون في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2040. كما دعا إلى ضرورة التزام الدول بالوعود التي قطعتها فيما يتعلق بتقديم التمويل الدولي لمكافحة التغير المناخي.
ورجّحت الأمم المتحدة بأن شهر يوليو/تموز الحالي سيكون أكثر الشهور حرارةً على الإطلاق، في ظل انتشار موجات الحر عبر مناطق واسعة من الكوكب.
كما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس هذه التوقعات، وصرحت بأنه "من المرجح جداً أن يكون يوليو/تموز 2023 هو أكثر الشهور سخونةً على الإطلاق".
أثّرت تداعيات موجة الحر التي تفاقمت بفعل احترار المناخ العالمي على مناطق مختلفة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية خلال هذا الشهر. كما تسببت الحرائق الغابات في خسائر هائلة في كندا وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
وبخلاف الأرقام الرسمية، تُشير البيانات المناخية غير المباشرة، مثل حلقات الأشجار التي تحدد عمرها، إلى أن درجات الحرارة المُسجلة في يوليو/تموز 2023 قد تكون "غير مسبوقة في تاريخنا في آخر بضعة آلاف من السنوات"، وفقًا لتصريحات مدير "كوبرنيكوس" كارلو بونتيمبو.
وأضاف بونتيمبو أن هذه الدرجات الحرارة قد تكون قياسية حتى "منذ نحو 100 ألف عام"، مما يُظهر خطورة الوضع الحالي والتأثيرات القوية للتغير المناخي على الكوكب.
مع تسجيل ارتفاعٍ بلغ نحو 1.2 درجة مئوية من الاحترار المناخي العالمي منذ أواخر القرن التاسع عشر، نتيجة احتراق الوقود الأحفوري، أصبحت موجات الحر أكثر سخونةً وأطول مدةً وأكثر تواتراً، إلى جانب تكثف ظواهر الطقس القاسية الأخرى مثل العواصف والفيضانات.
في ظل تعرض مساحات واسعة من الولايات المتحدة لموجة حر غير مسبوقة، صرح الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي يُشكِّل "تهديدًا وجوديًّا".
وقال بايدن من البيت الأبيض: "لا أعتقد أن أحدًا يمكنه أن ينكر الآن تأثير التغير المناخي"، وأفصح عن اتخاذ إجراءات لضمان سلامة الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق من خلال زيادة تمويل خدمات الأرصاد الجوية.
وأضاف أن الحرارة هي "القاتل الأول المتعلق بالطقس" في الولايات المتحدة، ويتسبب في مصرع حوالي 600 شخص سنويًا.
يشير العلماء إلى ضرورة تكيّف العالم مع ارتفاع درجات الحرارة والتداعيات الأخرى الناجمة عن الانبعاثات، ويُؤكدون أنه يجب تقليص تلوث الكربون بشكل كبير خلال هذا العقد لتجنب السيناريوهات الأكثر صعوبة في المستقبل.
صرح الأمين العام لمنظمة الأرصاد البيتيري تالاس بأن "الظروف الجوية القاسية التي أثّرت على ملايين الأشخاص في يوليو/تموز تُظهر بالأسف الواقع القاسي لتغير المناخ وتمثل نبذة موجزة عن المستقبل".
وأضاف أن "ضرورة تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى... العمل من أجل المناخ لم يعد فقط خيارًا، بل أصبح ضرورة".
أكد أعضاء مجموعة "ورلد ويذر أتريبيوشن" التي تضم علماء في مجال المناخ هذا الأسبوع أن موجات الحر في أجزاء من أوروبا وأميركا الشمالية كانت شبه مستحيلة من دون تغير المناخ. يُذكر أن هذه المجموعة تهدف إلى توضيح الصلة بين الأحداث الجوية الشديدة والتغير المناخي.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
