قبة الموت الحرارية حين تتحوّل موجات الحر في أوروبا إلى خطر قاتل

2025-06-25 2025-06-25T13:31:56Z
عامر المعايطة
عامر المعايطة
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - مع بداية فصل الصيف من كل عام ومع انسحاب الهواء البارد نحو الدائرة القطبية الشمالية وزيادة عملية تسخين الشمس لسطح الأرض، تزداد حرارة الهواء في المناطق المدارية وشبه المدارية وبالتالي تقل كثافته بشكل أكبر ويبدأ بالتمدد نحو العروض الشمالية.

 

إن استمرار عملية التسخين للهواء القريب من سطح الأرض وتواجد كتلة ضخمة من الهواء الساخن فوق منطقة معينة لعدة أيام أو حتى أسابيع، يؤدي إلى ارتفاع كبير ومستمر في درجات الحرارة، ومع تواجد مرتفع جوي جوي في طبقات الجو العالية يتشكل ما يسمى بالقبة الحرارية.

 

شرح موسع عن القبة الحرارية ؟

تتشكل القبة الحرارية عندما يتموضع مرتفع جوي قوي في طبقات الجو العالية، ولأن الهواء الساخن القريب من سطح الأرض كثافته أقل يبدأ بالصعود إلى الأعلى، ويعمل المرتفع الجوي المتواجد في طبقات الجو العالية والذي يترافق مع رياح هابطة كحاجز صاد للهواء القادم من سطح الأرض ويجبره مرة أخرى على الهبوط وبالتالي هواء ساخن متواجد على سطح الأرض وهواء ساخن هابط من طبقات الجو العالية وذلك يعني تراكم الحرارة وتتشكل القبة الحرارية والتي تجلب درجات حرارة مرتفعة وموجات حارة في المناطق المتأثرة.

 

كيف تتحول القبة الحرارية إلى خطر قاتل في الدول الغربية 

 

 أولاً: ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة

تؤدي القبة الحرارية إلى حبس الهواء الساخن في طبقات الجو السفلى، مما يرفع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة، قد تتجاوز 40°C في مناطق غير مهيأة لمثل هذا الحر.
 

ثانياً: عدم اعتياد السكان على موجات الحر

كثير من الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وألمانيا وهولندا، لم تُصمم بنيتها التحتية للتعامل مع موجات حر شديدة، حيث الكثير من المنازل والمكاتب لا تحتوي على تكييف، وأنظمة النقل العام قد تتعطل بفعل التمدد الحراري، بالاضافة أن المستشفيات قد تواجه ضغطاً على أقسام الطوارئ بسبب ضربات الشمس والاجهاد الحراري.
 

ثالثاً: ظاهرة "الجزيرة الحرارية "

في المدن الكبرى، مثل باريس أو مدريد، ترتفع درجات الحرارة أكثر بسبب الأسطح الإسفلتية والإسمنتية التي تحتفظ بالحرارة، بالاضافة الى قلة المساحات الخضراء و كثافة المباني والازدحام السكاني.
 

رابعاً: نقص التهوية وضعف إدارة الحرارة

ارتفاع الحرارة يترافق أحياناً مع رطوبة عالية، مما يقلل قدرة الجسم على التبريد عبر التعرق، و تمنع القبة الحرارية تشكّل الغيوم وهطول الأمطار مما يؤدي إلى جفاف وتدهور جودة الهواء.

 

في صيف 2003 تأثرت القارة الأوروبية بموجة حر شديدة وطويلة تأثرت بها أكثر من 12 دولة، أبرزها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وقَدّرت الدراسات إجمالي الوفيات بـ 70,000 شخص خلال الفترة الممتدة من يونيو إلى أغسطس 2003 معظمهم بين كبار السن خصوصاً الذين يعيشون بمفردهم أو في مساكن لا تحتوي على تهوية جيدة.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
منطقة تمطر فيها السماء على مدار العام هل تعرفها ؟

منطقة تمطر فيها السماء على مدار العام هل تعرفها ؟

هل بدء فصل الصيف بشكل فعلي ؟ طقس حار متوقع في المملكة في عطلة نهاية الأسبوع

هل بدء فصل الصيف بشكل فعلي ؟ طقس حار متوقع في المملكة في عطلة نهاية الأسبوع

زخات أمطار صيفية تترافق بالرعد في 4 دول عربية خلال عطلة نهاية الأسبوع

زخات أمطار صيفية تترافق بالرعد في 4 دول عربية خلال عطلة نهاية الأسبوع

أزمة كهرباء خانقة تهدد 6 دول عربية تزامناً مع لهيب صيف 2025

أزمة كهرباء خانقة تهدد 6 دول عربية تزامناً مع لهيب صيف 2025