العربية
طقس العرب - قد يجلس بعض الأشخاص مساءً في الخارج طوال أيام الصيف ولا يعانون من لدغات البعوض، بينما يعاني البعض الآخر من لدغات البعوض رغم حرصهم على تجنبها قدر الإمكان، فلماذا ينجذب البعوض الماص للدماء لبعض الأشخاص دوناً عن غيرهم؟
يتعلق الأمر في الغالب بالمشهد الكيميائي غير المرئي للهواء من حولنا. يستفيد البعوض من هذا المشهد باستخدام سلوكيات ومستشعرات خاصة لديه للعثور على الضحايا بتتبع الآثار الكيميائية الدقيقة التي تصدر عن أجسادهم.
يعتمد البعوض على وجه الخصوص على ثاني أكسيد الكربون للعثور على ضحاياه، عندما نتنفس ونخرج ثاني أكسيد الكربون مع الزفير، فإنه لا يختلط على الفور مع الهواء. يبقى مؤقتًا في شكل أعمدة يتتبعها البعوض مثل فتات الخبز.
لماذا يُصدر البعوض صوتاً مزعجاً عند الاقتراب من آذان البشر
يبدأ البعوض في توجيه نفسه نحو أعمدة ثاني أكسيد الكربون تلك ويستمر في الطيران عكس اتجاه الريح لأنه الاتجاه الذي يستشعر فيه زيادة التركيز، ويمكن للبعوض أن يحدد الأهداف من مسافة تصل إلى 164 قدمًا (50 مترًا).
عندما يقترب البعوض من الهدف بحوالي 3 أقدام (1 متر)، يتمكن من تحديد ما إذا كان الشخص المستهدف مناسباً أم لا، ويستخدم البعوض مستشعرات التذوق على الأقدام لتحديد ما إذا كان الإنسان، أو أي حيوان يحمل دمًا مناسباً للحصول على وجبة دماء مغذية.
تعتقد بعض الدراسات أن فصيلة الدم (O) هي المفضلة لدى البعوض، إلا أن الخبراء لم يجدوا أي بحث مقنع يربط فصيلة الدم وعوامل الجذب لدى البعوض. بدلاً من ذلك، يعتقد الخبراء أن العوامل الأخرى، مثل العوامل الوراثية وحتى النظام الغذائي للشخص، تلعب دورًا أكبر في مدى "شهية" البعوض تجاه الشخص.
يأخذ البعوض في الاعتبار الكثير من العوامل التي تختلف من شخص لآخر، بما في ذلك درجة حرارة الجلد ووجود بخار الماء واللون.
يعتقد العلماء أن أهم العوامل التي يعتمد عليها البعوض عند اختيار شخص ما كضحية هي المركبات الكيميائية التي تنتجها مستعمرات البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد، حيث تقوم البكتيريا بتحويل إفرازات الغدد العرقية لدينا إلى مركبات متطايرة يتم نقلها عبر الهواء إلى نظام حاسة الشم على رأس البعوض.
هذه المركبات الكيميائية معقدة، وتتضمن ما يزيد عن 300 مركب مختلف، وهي تختلف من شخص لآخر بناءً على التنوع الجيني والبيئة. حتى أن نسب المواد الكيميائية التي تصنعها الميكروبات على الجلد يمكن أن تختلف بين الأب والابن الموجودان في نفس المنزل. كما أن المستعمرات الميكروبية التي تعيش على الجلد يمكن أن تختلف بمرور الوقت لدى الشخص نفسه، خاصة إذا كان هذا الشخص مريضًا.
على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم تنوع أكبر في ميكروبات الجلد يتلقون لدغات بعوض أقل من الأشخاص الذين لديهم ميكروبات جلدية أقل تنوعًا. يمكن أن تفسر الاختلافات الدقيقة في تكوين المركبات الكيميائية الناتجة عن هذه الميكروبات الاختلافات الكبيرة في عدد اللدغات التي يتلقاها كل شخص.
إضافة لما سبق، فالبعوض يحب اللون الأسود، لذلك ضع في اعتبارك ارتداء ملابس بلون أفتح للتقليل من لدغ البعوض في الصيف.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
