طقس العرب – يخلط كثير من الناس بين أعراض الإنفلونزا الموسمية وأعراض التسمم الإشعاعي، خصوصًا في المراحل الأولى من الإصابة، إذ تتشابه بعض المؤشرات الجسدية بين الحالتين، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص الصحيح، خاصة في حال وقوع حوادث نووية أو تسرب إشعاعي لاقدر الله. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الفروق الجوهرية بين الحالتين بناءً على معلومات من مصادر طبية وعلمية موثوقة، مثل "المعهد الوطني الأمريكي للسرطان".
التسمم الإشعاعي، أو ما يُعرف بـ"متلازمة الإشعاع الحاد" (Acute Radiation Syndrome - ARS)، يحدث عند التعرض لجرعة عالية من الإشعاع المؤين خلال فترة زمنية قصيرة، مثل دقائق أو ساعات. غالبًا ما ينتج هذا النوع من التسمم عن حوادث نووية، أو انفجارات إشعاعية، أو تسرب مواد مشعة دون حماية كافية.
تبدأ الأعراض الأولية عادة بعد دقائق إلى ساعات من التعرض وتشمل:
غثيان مفاجئ
قيء متكرر
صداع حاد
إسهال
شعور عام بالإرهاق والدوخة
وقد تهدأ هذه الأعراض مؤقتًا خلال "فترة كامنة"، لكنها تعود لاحقًا بصورة أكثر حدة، متمثلة في:
تساقط الشعر
نزيف من الأنف أو اللثة
التهابات متكررة بسبب ضعف المناعة
انخفاض كبير في خلايا الدم البيضاء
وفي بعض الحالات، فشل أعضاء داخلي أو الوفاة خلال أسابيع
الإنفلونزا هي عدوى فيروسية موسمية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتنتقل بسهولة من شخص إلى آخر. تبدأ أعراضها عادة بعد يوم إلى أربعة أيام من الإصابة، وتستمر من خمسة إلى ثمانية أيام.
أبرز أعراضها تشمل:
حمى وارتفاع في درجة الحرارة
قشعريرة وآلام عضلية
سعال جاف أو رطب
احتقان في الأنف والحلق
صداع وتعب عام
وفي بعض الحالات: غثيان أو قيء، خصوصًا عند الأطفال
الإنفلونزا نادرًا ما تسبب مضاعفات خطيرة في الأشخاص الأصحاء، باستثناء كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
الالتباس يحدث في مرحلة الأعراض المبكرة، إذ يشترك التسمم الإشعاعي مع الإنفلونزا في بعض العلامات، أبرزها الغثيان، القيء، الصداع، والتعب العام. إلا أن هناك ثلاث فروق جوهرية:
سرعة ظهور الأعراض: في التسمم الإشعاعي، تظهر الأعراض خلال دقائق أو ساعات من التعرض. بينما في الإنفلونزا، تظهر بعد فترة حضانة تمتد من 1 إلى 4 أيام.
وجود محفّز خارجي: في حال التسمم، يكون هناك سبب واضح مثل حادث نووي أو تسرب إشعاعي. أما في الإنفلونزا، فتنتشر العدوى عبر الهواء أو الملامسة.
تطور الحالة: التسمم الإشعاعي يتجه نحو مضاعفات خطيرة خلال أيام إلى أسابيع. بينما الإنفلونزا تتحسن تدريجيًا في معظم الحالات.
يُنصح بالتوجه فورًا إلى الجهات الصحية المختصة إذا ظهرت أعراض مفاجئة (غثيان، قيء، صداع، تعب شديد) خلال ساعات من احتمالية التعرض لمصدر إشعاعي، خاصة في أماكن العمل المرتبطة بالمجال النووي أو في مناطق قريبة من منشآت نووية.
أما في حالة الإنفلونزا، فيُفضل طلب المساعدة في حال استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام، أو ظهور صعوبة في التنفس، أو علامات عدوى في الرئة.
رغم التشابه الظاهري في الأعراض المبكرة، إلا أن التسمم الإشعاعي يمثل تهديدًا صحيًا مختلفًا تمامًا عن الإنفلونزا. التشخيص السريع والتفريق بين الحالتين لا يُنقذ المصاب فحسب، بل يمنع أيضًا تفشي خطر أكبر قد يؤثر على المجتمع بأكمله.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول