العربية
طقس العرب - في عالم يسعى إلى التحول نحو الاستدامة والبحث عن بدائل للوقود الأحفوري، يثير إيلون ماسك رئيس شركة "تسلا" الدهشة مجددا وهذه المرة، ليس عبر تصميم سيارات كهربائية ذكية أو مشاريع الفضاء الطموحة، بل من خلال تصريح يصف به معدنًا بأنه "النفط الجديد" وهذا التصريح لم يثر فقط عجب العلماء ورواد الأعمال، بل أشعل نقاشًا حول ما إذا كان هناك معدن يمكن أن يحل محل النفط الأحفوري كمصدر رئيسي للطاقة في المستقبل.
ما هو هذا المعدن الجديد الذي أثار إعجاب إيلون ماسك؟ وما هي الأسباب التي تجعله يصفه بـ "النفط الجديد"؟
تعتبر بطاريات الليثيوم أيون تشكل القلب النابض لصناعة السيارات الكهربائية، حيث إنها تؤدي دورًا حيويًا في تحول الصناعة نحو الاعتماد على الطاقة الكهربائية وإيلون ماسك، يصف هذه البطاريات بأنها "النفط الجديد"، وفقًا لتقرير نشرته "ياهو فايننس". تلك التصريحات تأتي في سياق الجهود الكبيرة التي تبذلها شركته في بناء مصفاة لاستخراج الليثيوم على سواحل ولاية تكساس، وهي منشأة تهدف إلى تعزيز مكانة "تسلا" كأكبر شركة لتكرير الليثيوم وإنتاج بطارياته في أمريكا الشمالية.
الليثيوم، أو العنصر ذو العدد الذرّي 3، يُعد عنصرًا متعدد الاستخدامات ومتنوع الاستفادة، ويجد استخدامًا في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من صناعة الطائرات وبعض أنواع البطاريات، وصولًا إلى مجال الصحة النفسية، وفي السياق الطبي، يُستخدم مركب كربونات الليثيوم كوسيلة علاجية شائعة للاضطراب ثنائي القطب، حيث يؤدي دورًا مهمًا في تحقيق استقرار المزاج ومعالجة التقلبات النفسية المميزة لهذا المرض.
اكتشف عالم الطبيعة البرازيلي ورجل الدولة، جوزيه بونيفاسيو دي أندرالدا إي سيلفا، معدن البتليت أو سيليكات الليثيوم والألومنيوم على جزيرة يوتيس السويدية في السبعينيات من القرن التاسع عشر، وذلك وفقًا للمعلومات المقدمة من قبل الجمعية الملكية للكيمياء حيث ان المعدن يظهر بلون يتراوح بين الأبيض والرمادي، ولكن عند تعريضه للحرارة يشتعل بلون قرمزي مشرق.
في عام 1817، اكتشف الكيميائي السويدي يوهان أوغست أرفويدسون أن المعدن الذي سُمي بالبتليت يحتوي على عنصر غير معروف في تلك الفترة، وعلى الرغم من أنه لم يتمكن من عزل العنصر بشكل تام، إلا أنه نجح في عزل أحد مركباته.
وأتى اسم الليثيوم من الكلمة اليونانية "ليثوس" والتي تعني "حجراً" واستغرق وقتًا حتى عام 1855 لعزل الليثيوم تمامًا، حينما تم تمرير تيار كهربائي عبر كلوريد الليثيوم من قبل الكيميائيين أوغستوس ماتثيسين من بريطانيا وروبرت بنسن من ألمانيا، وذلك لاستخلاص العنصر النقي.
الشركة قامت بتخصيص مبلغ قيمته 365 مليون دولار لتطوير المصنع، وتم الآن تعديل تاريخ الإنتاج المخطط له في عام 2025 ليصبح في النصف الثاني من عام 2024، مما يمكنها من إنتاج كميات كافية من الليثيوم المستخدم في البطاريات لتلبية احتياجات مليون سيارة كهربائية سنويًا.
سوق الليثيوم المخصص للبطاريات يُعد ضخمًا بلا شك وبالإضافة إلى استخدامه في صناعة السيارات الكهربائية، يجب أيضًا أخذ الأجهزة الإلكترونية المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في الاعتبار، حيث تعتمد بشكل كبير على بطاريات الليثيوم أيون.
إيلون ماسك لاحظ هذا الأمر، ووصف عملية استخراج الليثيوم الواسعة النطاق في تكساس بأنها "آلة لصناعة النقود"، مما يظهر التزامه بتلبية الطلب المتزايد على البطاريات بكفاءة.
إن وصف إيلون ماسك الليثيوم بـ "النفط الجديد" يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للموارد والتكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة، وإذا تمكنا من تطوير واستخدام الليثيوم بشكل فعال ومستدام، فإننا قد نجد أنفسنا على أعتاب مستقبل يعتمد بشكل أقل على الوقود الأحفوري وأكثر على المصادر المتجددة والمستدامة للطاقة.
اعرف أيضا:
ابتكار تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
جوجل تطلق أول هاتف معزز بالذكاء الاصطناعي
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
