معلومة قد تهمك… كيف تتحول الجبال إلى خطر حقيقي في حالات عدم الاستقرار الجوي ؟

طقس العرب - ينشط في كل عام خلال فصل الخريف ما يسمى بحالات عدم الاستقرار الجوي، ويتزامن حدوث حالات عدم الاستقرار الجوي مع حدوث تقلبات جوية حرارية وتكاثر السحب و ارتفاع فرص هطول الأمطار الرعدية في المناطق التي تتأثر بأحوال جوية غيرة مستقرة.

أولاً كيف تنشأ حالات عدم الاستقرار الجوي ؟

عليماً قال المختصون في طقس العرب، أن حالات عدم الاستقرار الجوي تنشأ بفعل الفروقات الحرارية ما بين طبقات الجو العالية والسطحية، حيث ومع بداية فصل الخريف من كل عام، ومع بداية اندفاع الكتل الهوائية الباردة نحو الجنوب، تحدث فروقات حرارية عند مرور هذه الكتل الهوائية من أماكن تمركز الهواء الحار والرطب من الجنوب.
 

ولأن الهواء الدافئ قليل الكثافة، يصعد لأعلى وعند وصوله إلى طبقات الجو العالية الباردة، يبرد ويتكاثف مشكلاً السحب الركامية، ومع تكرار نفس العملية تزداد كثافة السحب في ظل استمرار تدفق رطوبة مدارية من الجنوب حيث تصبح هذه السحب مشبعة بالرطوبة وتتكون الأمطار وحبات البرد.

وتترافق حالات عدم الاستقرار الجوي عادة مع الظواهر الجوية التالية

• سحب ركامية
• هطول أمطار عشوائية
• حدوث الرعد والبرق
• تساقط البرد
• تشكل الرياح الهابطة

لكن كيف تشكل المرتفعات الجبلية خطراً في حالات عدم الاستقرار الجوي

ما لا تعرفه عن خطورة المرتفعات الجبلية في حالات عدم الإستقرار الجوي
 

خطورة الجبال في حالات عدم الاستقرار الجوي تتمثل في دورها في تعزيز تدفق السيول نحو الأودية،  وتعد المرتفعات الجبلية من أكثر المناطق حساسية في حالات عدم الاستقرار الجوي، إذ تشكل تضاريسها المعقدة عاملاً أساسياً في رفع مستوى الخطورة مقارنة بالمناطق السهلية أو المنبسطة، وتبرز هذه الخطورة بشكل خاص في تسريع تشكل السحب الركامية وزيادة شدة الأمطار، بالإضافة إلى دفع كميات ضخمة من المياه نحو الأودية والسهول المحيطة.

وتالياً عدة أسباب تجعل من المرتفعات الجبلية خطرة في حالات عدم الاستقرار الجوي

1. طبيعة الجبال ودورها في تكوين السحب والأمطار

عندما تصطدم الرياح الرطبة بالمرتفعات الجبلية ترتفع إلى الأعلى فيبرد الهواء ويتكاثف ما يؤدي إلى تشكل سحب ركامية رعدية.
 

2. انحدار التضاريس وزيادة سرعة تدفق المياه

الطبيعة الحادة لانحدارات الجبال تجعل مياه الأمطار تنجرف بسرعة كبيرة إلى أسفل، دون أن تجد فرصة للتسرب إلى باطن الأرض، و هذا الانحدار الحاد يؤدي إلى تضاعف قوة جريان مياه الأمطار، بحيث تتحول إلى سيول جارفة تحمل الصخور والأتربة معها.

3. دور الجبال في تركيز المياه داخل الأودية

المرتفعات عادة ما تحيط بها أودية عميقة، وهذه الأدوية تعمل كمصبات طبيعية لتجمع المياه القادمة من أعالي الجبال، ومع تدفق الأمطار من مختلف المنحدرات نحو الأودية، يحدث ما يشبه تجميع قسري للمياه، ما يزيد من خطورة تشكل السيول المفاجئة والقوية.

4. المخاطر المترتبة على السكان والأنشطة البشرية

السيول المفاجئة يمكن أن تتشكل خلال دقائق معدودة، لتجرف المركبات وتقطع الطرق وتعزل القرى والمناطق السكنية وتؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية. 

لماذا الجبال أخطر من غيرها؟

لأن السيول في المناطق السهلية قد تتجمع ببطء وتكون أقل اندفاعاً، بينما الأمطار في المناطق الجبلية والمنحدرة تتجمع وتتدفق بقوة نحو المناطق المنخفضة.