"ممنوع دخول الرجال" .. قرية في كينيا للنساء فقط فما هو سرّها؟

2023-12-16 2023-12-16T15:50:07Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - على بُعد نحو 400 كيلومترًا شمال العاصمة النيجيرية نيروبي، تتجمع مجموعة من النساء النيجيريات اللاتي اخترن الفرار من تجارب التعنيف الجنسي والجسدي، وقررن العيش بعيدًا عن واقع يسيطر عليه الرجال، في قرية أُطلق عليها اسم "أوموجا"، وهو مصطلح يعني "الوِحدة" في اللغة المحلية.

 

قرية "أوموجا" .. قرية للنساء فقط

كانت هذه القرية الصغيرة، التي كانت تأوي 15 امرأة فقط في الماضي، مأوىًا آمنًا لكل امرأة تسعى للعيش بأمان وتحقيق التحرر من الخوف الذي يرافقها بسبب وجود الرجال في حياتها.

 

في الوقت الحالي، أصبحت نساء هذه القرية وجهة سياحية مشهورة في نيجيريا، حيث يتوافد العديد من الزوار الراغبين في فهم حياة النساء بدون وجود الرجال. يسعى الزوار لاكتشاف كيف نجحن في إقامة نظامهن الخاص وكيف نجحن في تنفيذ مشاريع صغيرة تساعدهن في تأمين متطلبات حياتهن اليومية ورعاية أطفالهن الذين يعيشون معهن في نفس المجتمع.

 

تأسست قرية "أوموجا" هرباً من الاعتداء والاغتصاب

تأسست قرية "أوموجا" في عام 1990 على يد المرأة النيجيرية ريبيكا لولوسولي. نشأت الفكرة بعد أن تمكنت ريبيكا ومجموعة من 15 امرأة من النجاة من تعرضهن للاعتداء الجنسي من جانب جنود بريطانيين في قبيلة "سامبورو" حيث كن يعيشن. قررن البحث عن مأوى آمن بعيدًا عن الرجال.

كانت هذه الخطوة تعكس محنة ريبيكا التي تعرضت للضرب والاعتداء من قبل رجال القبيلة بسبب الاعتداء الذي تعرضت له من الجنود البريطانيين. خلال علاجها في المستشفى، جاءت لها فكرة إنشاء مجتمع جديد للنساء يكون مأمنًا وبعيدًا عن التحديات التي يمكن أن تواجههن من قبل الرجال.

تحولت "أوموجا" إلى مأوى للنساء اللواتي يبحثن عن حماية من تعنيف الأزواج، ومحاولات الاغتصاب، وعادات ختان الإناث الواسعة الانتشار في قبيلة سامبورو. يعيش النساء في هذه القرية الصغيرة بدون وجود رجال، حيث يقمن بأنشطة مختلفة مثل تربية الماشية والدواجن، وصنع الحلي والديكور التقليدي، وبيعها للزوار.

 

 

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "The Guardian"، تكشف جين، البالغة من العمر 38 عامًا والتي تعيش في قرية "أوموجا"، عن تجربتها المأساوية حيث تعرضت للاعتداء الجنسي الوحشي من قبل ثلاثة رجال مجهولين أثناء قيامها برعاية الماعز والأغنام التابعة لزوجها وحمل الحطب.

شعرت جين بالخجل والخوف من الحديث عن هذه التجربة، خاصةً مع التساؤلات المستمرة من قبل الآخرين حول سبب جروحها البليغة والحالة النفسية الصعبة التي تعاني منها. تعبر جين عن معاناتها قائلة: "عندما أخبرت زوجي بالاعتداء الذي تعرضت له، هاجمني بالعصا، ولذلك قررت الهروب والعيش في هذه القرية مع أطفالي".

واليوم، أصبحت جين واحدة من النساء اللاتي يعملن في تربية الماشية ويعيشن في سلام، رفقة نحو 45 امرأة أخرى ونحو 200 طفلًا، دون وجود رجال.

 

الحياة في قرية "أوموجا"

مساحة قرية "أوموجا"، التي يمنع فيها دخول الرجال، قد لا تكون كبيرة، ولكنها مثالية للنساء اللواتي اخترن قيادة هذا المكان، تحت إشراف ريبيكا لولوسولي، الرئيسة الذي تحدد القوانين في هذه القرية.

تم تحديد حدود أرض قرية "أوموجا" بواسطة سياج مكون من الأشواك، ويتم حراستها بواسطة ثلاثة رجال تم تعيينهم من قبل سكان القرية لحمايتهن من محاولات الاعتداء التي تأتي من الرجال الذين لا يقبلون فكرة تخصيص مكان للنساء بعيدًا عن سيطرتهم.

عند دخولك لـ "أوموجا"، ستجد مجموعة من النساء اللواتي يرتدين ملابس زاهية تعكس ثقافة المنطقة، حيث تقوم بعضهن ببيع الحلي المصنوعة يدوياً على الحصائر، بينما تعمل أخريات في تربية الماشية، وهناك فئة أخرى تهتم برعاية الأطفال.

تشمل المرافق داخل هذه القرية، التي أصبحت وجهة سياحية مشهورة، مدرسة خاصة لتعليم الأطفال ومركز صحي وورش عمل تعليمية للحرف اليدوية.

بالإضافة إلى ذلك، تنظم بعض النساء في بعض الأحيان ورشات عمل للنساء اللواتي يعيشن في قبيلتهن الأصلية، بهدف توعيتهن حول حقوقهن ومناقشة قضايا هامة مثل الختان الذي يؤدي إلى تشويه الأعضاء التناسلية وكذلك قضايا التعنيف الأسري والزواج في سن مبكرة.

 

قرية "أوموجا" تغير القوانين

خلال عام 2020، قدمت النساء اللواتي يعيشن في قرية "أوموجا" طلبًا لتسجيل الأرض التي يعيشن فيها باسمهن، بهدف ضمان حقهن القانوني في العيش هناك دون أي تهديد بالطرد. تم قبول الطلب، وهذه هي المرة الأولى التي يحق للنساء في قبيلة "سامبورو" النيجيرية الحصول على أراض خاصة بهن، بعدما كان هذا محظورًا وفقًا لقوانين الرجال السائدة.

كانت القبيلة تفرض سابقًا قوانين تضمن زواج الفتيات الصغيرات من رجال يكبرونهن سنًا مقابل المال أو قطعان من البقر، وذلك بموجب اتفاق بين الأباء. في حالة الحمل، كنّ مجبرات على الإبقاء على الطفل، حتى عندما تكن في سن صغيرة للغاية، حيث لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة عندما يكن مضطرات لتربية أطفالهن والعمل في الأرض لمساعدة أزواجهن.

اليوم، قامت هذه القرية بتغيير كل هذه القوانين، حيث أصبحت النساء يعيشن بالطريقة التي تناسبهن. وتشير ناغوسي، وهي امرأة في منتصف العمر ولديها خمسة أطفال، إلى أنها "تعلمت كيفية القيام بأشياء كان يُعتبر ممنوعًا على النساء عملها عادةً. يسمح لي بكسب مالي الخاص، وعندما يشتري السياح بعض الحلي مني، أشعر بالفخر".

 


المصدر: shafaq

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
السعودية | شاهد... هل الفيضان التاريخي لسد وادي فاطمة أمر طبيعي؟

السعودية | شاهد... هل الفيضان التاريخي لسد وادي فاطمة أمر طبيعي؟

السعودية | متداول... ما صحة ما تداول حول خروج نافوره تفيض بالماء من "بئر حاء" داخل المسجد النبوي؟

السعودية | متداول... ما صحة ما تداول حول خروج نافوره تفيض بالماء من "بئر حاء" داخل المسجد النبوي؟

الإمارات | منخفض الغدير يرحل عن أجواء البلاد وتسجيل كميات جيدة من الأمطار في هذه المناطق

الإمارات | منخفض الغدير يرحل عن أجواء البلاد وتسجيل كميات جيدة من الأمطار في هذه المناطق

السعودية | شاهد... منظر جميل للإبل عند قطع أحد الأودية

السعودية | شاهد... منظر جميل للإبل عند قطع أحد الأودية