هل الاستحمام بالماء البارد في الشتاء مضر؟

2023-11-20 2023-11-20T18:50:56Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانع مُحتوى

طقس العرب - في الفصل الشتاء، يثار التساؤل حول مدى ملاءمة الاستحمام بالماء البارد في ظل درجات الحرارة المنخفضة. هل يمكن أن يكون الاستحمام بالماء البارد مفيدًا أم ضارا؟ ويشد انتباه الكثيرين إلى الفوائد المزعومة للاستحمام بالماء البارد، من تحفيز جهاز المناعة إلى تحسين الدورة الدموية وتعزيز الشعور باليقظة.

ومع ذلك، تظل هناك مخاوف بشأن تأثير هذه العملية على الصحة، خاصةً في فصل الشتاء حيث يمكن أن يكون تأثير الماء البارد على درجة حرارة الجسم مقلقا.

وفي هذا المقال، سنلقي نظرة من كثب على الأبحاث العلمية وآراء الخبراء لاستكشاف مدى تأثير الاستحمام بالماء البارد في الشتاء على الصحة العامة هل هو سلوك مفيد للجسم، أم قد يكون ضارًا، خاصةً للأفراد الذين يعانون حالات صحية محددة؟ 

 

 

الاستحمام بالماء البارد بين الفوائد والأضرار

يشير الرياضي الهولندي ويم هوف إلى أن الماء البارد قد يكون له فوائد في تقليل التوتر وزيادة مستويات الطاقة، ولكن هل هذه الادعاءات صحيحة؟

في مقال نُشر في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكدت ليندسي بوتومز أن متابعي برنامج "فريز ذي فير" الذي قدمه "ويم هوف" على "بي بي سي" (BBC) قد يشككون في فعالية الحمام البارد حيث يقول هوف، الذي حقق رقمًا قياسيًا في السباحة تحت الجليد، وسجل في موسوعة غينيس:

"الاستحمام بالماء البارد يوميًا يجعلك في منأى عن زيارة الطبيب"، حيث يُفترض أن يساعد على تقليل التوتر وزيادة مستويات الطاقة.

 

ومع ذلك، تشكك بوتومز في صحة هذه الادعاءات، وتشير إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد مدى دقة هذه الفوائد.

 

فوائد الاستحمام بالماء البارد

تشير الأبحاث إلى أن الاستحمام بالماء البارد قد يحمل بعض الفوائد الصحية، ورغم نقص الدراسات في هذا المجال، إلا أن أكبر دراسة حتى الآن، التي شملت 3000 شخص في هولندا، توصلت إلى أن الأفراد الذين اعتادوا اتخاذ حمام بارد يوميًا بعد استحمام دافئ لفترات قصيرة (30 ثانية أو 60 ثانية أو 90 ثانية) لمدة شهر، كانوا يغيبون عن العمل بنسبة أقل بنسبة تصل إلى 29% مقارنة بالذين اعتمدوا فقط على الحمام الدافئ، ومن المهم أن يُشير إلى أن مدة الاستحمام بالماء البارد لم تؤثر في معدل الغياب بسبب المرض.

على الرغم من هذه النتائج الإيجابية، يظل السبب الدقيق الذي يجعل الحمام البارد وسيلة لتجنب الإصابة بالأمراض غير واضح. هناك اقتراحات بأن الحمام البارد قد يعزز جهاز المناعة، حيث أظهرت دراسة تشيكية أن البقاء في الماء البارد لمدة ساعة في الأسبوع لمدة 6 أسابيع، يمكن أن يعزز جهاز المناعة بشكل طفيف لدى الشباب الرياضيين ومع ذلك، يتطلب فهم أوسع لهذه الفوائد وتأثيرات الحمام البارد على جهاز المناعة إجراء المزيد من الأبحاث.

 

 

ويُشير "هوف" إلى أن الاستحمام بالماء البارد يساعد على تعزيز نشاط نظام القلب والأوعية الدموية، حيث انه عند اتخاذ حمام بارد، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يُنشِّط الجهاز العصبي، المسؤول عن رد الفعل التلقائي للجسم في حالات التوتر أو الراحة.

ويسلط الضوء على هرمون النورأدرينالين الذي يطلق أثناء الاستحمام بالماء البارد، مساهمًا في زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وبعض الأبحاث تشير إلى تحسين الدورة الدموية خلال حمام الثلج، حيث يؤدي التعرض للماء البارد إلى انقباض الأوعية الدموية في الجلد، مما يُقلِّل من تدفق الدم، وعند الخروج من الماء البارد، يبدأ الجسم في تسخين نفسه.

ويُشير "هوف" في برنامجه إلى أهمية زيادة مدة الاستحمام بالماء البارد يوميًا ومع ذلك، أشارت دراسة هولندية إلى أن مدة الحمام البارد لا تؤثر على صحة الجسم، مما يعني أن حمامًا باردًا لمدة 15 ثانية عند درجة حرارة 12 درجة مئوية قد يكون كافيًا للاستفادة من الفوائد المحتملة.

 

أضرار الاستحمام بالماء البارد

استحمام المرء بالماء البارد قد يكون تجربة صادمة لبعض الأشخاص، وتؤكد الكاتبة على أن هذا النوع من الاستحمام قد يكون له تأثيرات سلبية على الأفراد الذين يعانون أمراض القلب، فعندما يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم على نحو مفاجئ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل مثل نوبات القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.

ويشير البيان إلى أن الأشخاص الذين يعانون رواسب دهنية في شرايينهم قد يكونون عُرضة للخطر على نحو خاص، حيث قد يتسبب الزيادة السريعة في معدل ضربات القلب في تحرير بعض تلك الرواسب، مما يمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين والتسبب في حوادث قلبية مثل النوبة القلبية.

قال مايك تيبتون، الخبير في فسيولوجيا الإنسان بجامعة بورتسموث، إن الحمام البارد يرتبط بزيادة في معدل التنفس، حيث يساهم في تسريع عملية التنفس نتيجةً لـ "استجابة الغوص" التي تحدث عند غمر الجسم في الماء البارد.

حيث يقوم الجسم تلقائيًا بخفض معدل ضربات القلب وإيقاف التنفس على نحو غريزي، وهو عكس استجابة الكر أو الفر، ويشير هذا التحديد إلى أن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يتسبب في اضطرابات في نظام القلب، وربما الموت المفاجئ، خاصةً عند الغمر في الماء البارد كالسباحة في المياه المفتوحة.

ورغم أن البعض يعتقد أن الاستحمام بالماء البارد له تأثير إيجابي على الصحة النفسية، فإن دراسة هولندية لم تظهر أي تحسن في حالة القلق لدى بعض المشاركين ومع ذلك، أظهر الاستحمام البارد تأثيرًا إيجابيًا في تخفيف أعراض الاكتئاب، حيث ينشط الحمام البارد المستقبلات الحسية الباردة على الجلد، مما يؤدي إلى تحفيز الدماغ وتوجيه نبضات كهربائية إلى الدماغ، مما يعزز المزاج، ويعمل بشكل مضاد للاكتئاب.

في دراسة أجريت على كبار السن، وجد أن غسل الوجه والرقبة بالماء البارد يحسن أداء الدماغ مؤقتًا، ويعزز الذاكرة والانتباه. وبالرغم من أن هناك بعض الأدلة العلمية تدعم ادعاء مايك تيبتون حول "الابتعاد عن زيارة الطبيب" بسبب الاستحمام بالماء البارد، إلا أن الفوائد الصحية والأسباب لم تُحدد بشكل نهائي؛ ولذلك يُنصح بأن يتحلى الأفراد الذين يعانون أمراض القلب بالحذر عند تجربة هذه التقنية.

 

 

هل الاستحمام بالماء البارد في الشتاء مضر؟

رغم أن الاستحمام بالماء البارد في الشتاء قد لا يكون اختيارًا مثاليًا، إذ يعاني الشخص في هذا الفصل من البرد، ولن يساعد الماء البارد في تدفئة الجسم، إلا أن هذه العملية قد تسبب المزيد من البرد، وتستغرق وقتًا أطول لتدفئة الجسم.

وعلى الرغم من قلة الدراسات التي تتناول أثر الاستحمام بالماء البارد في الشتاء، إلّا أنه قد يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، نتيجة انخفاض حرارة الجسم وارتفاع المقاومة الوعائية المحيطية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، يحتاج الأمر إلى المزيد من البحث للتأكد.

ويجب أخذ الحيطة والحذر عند الاستحمام بالماء البارد للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض قلب وأوعية دموية خطيرة.

وبالرغم من تفضيل بعض الأشخاص للاستحمام بالماء الدافئ، يظل هناك فوائد للاستحمام بالماء البارد، مثل زيادة الشعور باليقظة، وتحفيز عمل جهاز المناعة، وتحسين الدورة الدموية، وتخفيف حكة الجلد، وتحسين المزاج، وتسريع عملية الشفاء والتعافي، وتخفيف الألم وآلام العضلات بعد التمارين الرياضية ويفضل استشارة الطبيب المختص قبل الاستحمام بالماء البارد، خاصةً إذا كان هناك أي مشاكل صحية.

 

اعرف أيضا:

هل تحتاج إلى إعادة غسل ملابسك إذا هطل المطر عليها أثناء تجفيفها في الخارج؟

كيف تحافظ على عينيك في فصل الشتاء؟

 


المصادر:

aljazeera

altibbi

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
دراسة: مواليد التسعينيات لديهم أسوأ صحة نفسية .. والتغير المناخي أحد العوامل المسببة لذلك!

دراسة: مواليد التسعينيات لديهم أسوأ صحة نفسية .. والتغير المناخي أحد العوامل المسببة لذلك!

مناطق سياحية عليك زيارتها في عمّان

مناطق سياحية عليك زيارتها في عمّان

ما هو سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عُمان؟ علماء يكشفون السبب

ما هو سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عُمان؟ علماء يكشفون السبب

الأردن | الدفاع المدني يصدر نصائح للسلامة العامة خلال الأحوال الجوية غير المستقرة

الأردن | الدفاع المدني يصدر نصائح للسلامة العامة خلال الأحوال الجوية غير المستقرة