العربية
طقس العرب - نعيش في عصر تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة، وهذا يطرح تساؤلًا هامًا هل يمكن لنوافذ منازلنا أن تصبح مصدرًا للطاقة؟ تحويل نوافذ البيوت إلى مصدر للطاقة قد يبدو أمرًا مستقبليًا، ولكنه أصبح واقعًا يمكن تحقيقه بفضل التقنيات الحديثة، وفي هذا المقال، سنبحث في كيفية تحويل نوافذ المنزل إلى مصادر للطاقة والفوائد المحتملة لهذا التحول.
تهدف شركة "يوبكويتس إنيرجي" إلى تطوير تكنولوجيا تمكن نوافذ المباني من جمع الطاقة الشمسية بفعالية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وهذا يمثل تقدمًا هائلا في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، حيث يمكن لهذه النوافذ أن تؤدي دورًا حاسمًا في توفير الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون، ويعكف الفريق العلمي والهندسي في الشركة على تحقيق هذا الهدف الطموح، ويأملون تحقيق تغيير جذري في صناعة البناء والطاقة.
تتعاون شركة "يوبكويتس إنيرجي"، الشركة الناشئة الرائدة في مجال علوم المواد، مع شركة "أندرسن"، العملاقة في تصنيع النوافذ والأبواب، في مشروع طموح لتحويل النوافذ إلى مصادر للطاقة الشمسية حيث تستخدم الشركة تقنية فريدة تعتمد على المواد شبه الموصلة وتطبيقها كطلاء رقيق على النوافذ، وإن سمك هذا الطلاء يبلغ نانومتر واحداً فقط، والأسلاك الدقيقة تربط النوافذ الشمسية بأنظمة كهربائية تمكن من استخدام الطاقة المستمدة من الشمس.
وأعربت الرئيسة التنفيذية لشركة "يوبكويتس إنيرجي"، سوزان ستون، عن أهمية التمويل الجديد، مشيرة إلى أنه سيتم استخدامه لزيادة معدل الإنتاج والتركيز على البحث والتطوير، وتطمح الشركة إلى توفير هذا الطلاء في كل مكان بحلول عام 2024، وبسبب ذلك، فإنها تخطط لتحويل المباني بأكملها إلى مصادر للطاقة الشمسية وكما تستهدف الأسواق السكنية، مما يجعل استثمار شركة "أندرسن" لها أهمية استراتيجية خاصة، حيث تم تجاوز إيرادات شركة "أندرسن" 3 مليارات دولار في عام 2021.
شركة "يوبكويتس إنيرجي" تسعى إلى توزيع طلائها الشمسي الجديد على نوافذ المباني بشكل شبه غير ملحوظ، وقد أبدت شركة "أندرسن" إعجابها الخاص بهذه الفكرة، حيث يمكن دمج الطلاء الشمسي بشكل شبه مخفي في إطار النافذة، وبينما تطور شركات منافسة تقنيات نوافذ شمسية أخرى، إلا أنه يصعب قبولها كبدائل للنوافذ التقليدية؛ بسبب تباينها في الشفافية واللون والضباب وكفاءة الطاقة؛ وبهذا يجب أن تظهر النوافذ الشمسية كأنها نوافذ تقليدية لتحقق انتشارًا واسعًا، حيث يكمن جمالها في الضوء الطبيعي الذي تسمح بتسليمه.
تم تجديد الاستثمار بقيمة 30 مليون دولار لتجهيز الشركة بعد أكثر من عقد من العمل، وذلك لتمويل تحسينات واستعدادات الشركة لبدء عمليات التصنيع.
وتأسست شركة يوبكويتس إنيرجي في عام 2011، وتطوّرت تقنيتها بناءً على الأبحاث التي أُجريت في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT) و"جامعة ولاية ميشيغان" (Michigan State University) عن طريق علماء ومهندسين ومنذ ذلك الوقت، أصبحت معالجة تغير المناخ أمرًا ذا أولوية عالية في نظر المزيد من المستثمرين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
واستنادًا إلى هذا الإدراك المتزايد لأهمية مكافحة تغير المناخ، يعتمد مستثمرو يوبكويتس إنيرجي على هذا الإحساس لتعزيز الطلب على منتجاتها، على الرغم من تكلفتها العالية، ومن المتوقع أن تكون ألواح النوافذ الكهروضوئية بالطاقة الشمسية أكثر تكلفة بنسبة تقدر بحوالي 30% مقارنة بالزجاج العادي عند زيادة الإنتاج.
وعلاوة على ذلك، يُعتبر الزجاج الشمسي أقل كفاءة من الألواح الشمسية التقليدية التي تصل كفاءتها إلى 22% كحد أقصى، وهذا هو مقياس كمية الضوء الشمسي الواقع على سطح اللوحة الشمسية والذي يتحول إلى كهرباء.
حيث إن جزءاً من هذه الكفاءة المنخفضة يعزى إلى تصميم النوافذ بشكل عمودي، بينما تُثبت الألواح الشمسية على نحو أفقي، مما يتيح لها إمكانية جمع مزيد من الضوء الشمسي المباشر.
وأوضحت ستون:
"لكننا نعمل على تمكين سطح النافذة الذي كان غير مستغل بشكل فعال ليصبح مصدرًا لتوليد الكهرباء. لقد كان الزجاج دائمًا عبئا، ونحن هنا نعمل جاهدين على تفعيل قدراته."
وبحلول عام 2050، تسعى شركة يوبكويتس إنيرجي إلى تركيب مليار قدم مربع من زجاج النوافذ على الصعيد العالمي.
إن تحويل نوافذ منزلك إلى مصدر للطاقة هو خطوة ممكنة ومفيدة للبيئة ولميزانية الأسرة، ويمكن أن تقدم هذه الابتكارات فوائد عديدة، بدءًا من توفير الطاقة وانتقالًا إلى تحسين البيئة وجمال المنزل ومع تقدم التكنولوجيا وزيادة الوعي بأهمية الاستدامة، ويصبح تحويل نوافذ المنزل إلى مصادر للطاقة خيارًا مثيرًا وواعدًا للمستقبل.
اعرف ايضا:
توصيل البريد بواسطة قارب يعمل بالطاقة الطاقة الشمسية
ماسك يصف هذا المعدن بـ"النفط الجديد"!
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
