١٤٠ عامًا من الأعاصير والعواصف في سلطنة عمان

2023-10-23 2023-10-23T10:54:32Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانع مُحتوى

طقس العرب - سلطنة عمان، هي إحدى الوجهات الرائعة على الشاطئ العربي، ولكنها أيضًا لها تاريخ طويل من مواجهة الأعاصير والعواصف المدارية على مدار ما يقارب 140 عامًا، تعتبر سلطنة عمان واحدة من أكثر الدول العربية تعرضًا للأعاصير والعواصف المدارية؛ حيث إنها تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وتجد نفسها بانتظام تحت تأثير هذه الظواهر الطبيعية القوية؛ بسبب امتداد سواحلها على مسافة طويلة على طول بحر العرب.

 

بحر العرب وعلاقته بحدوث الأعاصير

يعتبر بحر العرب، جزء من المحيط الهندي والواقع شمال خط الاستواء وغرب الهند، وشهد على مدار السنوات نشأة معظم الأعاصير المدارية التي تعرف بقوتها وتأثيرها الواسع وأسباب الأضرار الناتجة عن هذه الأعاصير في شبه الجزيرة العربية ترجع بشكل رئيسي إلى الفيضانات التي تصاحب هذه الظواهر الطبيعية، والتي قد أسفرت عن خسائر مادية ضخمة وفقدان مئات الأرواح على مر العقود السابقة، بتكلفة تصاعدت إلى مليارات الدولارات.

إعصار غونو، الذي ضرب عُمان في عام 2007، يعد واحدًا من أخطر الأعاصير التي أثرت في المنطقة؛ حيث إنه تسبب في خسائر مادية بقيمة 4 مليارات دولار، وخلف أكثر من 50 حالة وفاة وأيضا بين عامي 1890 و1996، ضربت 36 عاصفة مناطق مختلفة في عُمان، وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تكون بعض العواصف الأرضية مستثناة من السجلات التاريخية؛ بسبب ندرة المراكز السكانية في تلك المناطق.

وتُظهر الإحصائيات أن حوالي 48.5% من العواصف تتلاشى قبل الوصول إلى اليابسة، أو تتجه بعيدًا عن الشواطئ، بينما تتجه واحدة من كل 3 عواصف نحو شبه الجزيرة العربية، ويُلاحظ أن العواصف لا تتشكل في غرب بحر العرب؛ بسبب درجات حرارة سطح البحر الباردة نتيجة للرياح القوية الموسمية والهواء الجاف الناجم عن شبه الجزيرة العربية.

وبشكل عام، تتأثر سلطنة عُمان بالعواصف بمعدل مرة كل 3 سنوات، مع تركيز أغلبها بين ولايتي مصيرة وصلالة، وتكون هذه الأحداث عادة قبل يونيو/حزيران، أو بعد أكتوبر/تشرين الأول؛ حيث إن كل حوالي 5 سنوات، تتأثر منطقة ظفار في جنوب عمان بالعواصف، بينما تلامس العاصمة العمانية مسقط هذه الظواهر مرة واحدة تقريبًا كل 10 سنوات.

 

 

منذ قرن وأكثر... الأعاصير على مدى 140 عامًا

على مدى القرن الماضي وأكثر، شهدت سواحل عُمان عددًا متزايدًا من الأعاصير المدمرة التي تركت آثارًا لا تنسى على هذه الأرض الجميلة؛ وفي النقاط التالية سوف نعرض تسلسلاً زمنياً للأعاصير عبر السنوات:

 

  • في الثاني من يونيو 1881، اجتاحت عاصفة مناطق جزيرة مصيرة، واختفت تدريجيًا على سواحل جنوب شرق عمان.
  • في عام 1890، خلفت عاصفة أخرى 757 ضحية حينما غمرت مدينة مسقط العمانية بأكملها.
  • عام 1959، تسببت عاصفة أخرى في غرق سفينة قبالة سواحل عمان، مما أسفر عن فقدان جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 141.
  • من عام 1943 حتى عام 1967، ساهمت الأعاصير المدارية بنسبة تقارب 25% من إجمالي الأمطار الساقطة في منطقة صلالة.
  • في يونيو 1977، هبت عاصفة عاتية على جزيرة مصيرة، تسببت في وفاة 105 أشخاص، مما جعلها الأسوأ من نوعها ككارثة طبيعية في عمان خلال القرن العشرين.
  • في عام 1979، بدأت العواصف الشديدة في اليابسة تلفت انتباه الجميع.
  • في ديسمبر 1998، وقتلت حطام آخر متعلقة بالعواصف 18 شخصًا، وفي عام 2002، أسفرت عاصفة أخرى عن وفاة 9 أشخاص، وتسببت في خسائر مالية بلغت 25 مليون دولار.

 

أقوى إعصار التي ضربت عمان 

عام 2007، شهدت عمان هجوم إعصار غونو الذي يُعد من أخطر وأقوى الأعاصير التي ضربت المنطقة وإعصار غونو وصلت شدته إلى الدرجة الخامسة، مما تسبب في ارتفاع مذهل لأمواج البحر إلى مستويات تجاوزت 12 مترًا، وأدى إلى حدوث فيضانات هائلة تعطّلت نتيجتها حركة المرور، وتضررت البنية التحتية، وشهدنا سقوط الأشجار وجرف السيارات وحتى غمر بعض المباني، وهذه الكارثة الطبيعية خلفت أضرارًا فادحة تُقدر بنحو 4 مليارات دولار، وأودت بحياة حوالي 50 شخصًا، مما يجعلها الأسوأ في تاريخ عمان من ناحية الكوارث الطبيعية ولاحقًا، توجهت أمواج إعصار غونو نحو ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، متسببة في أضرار جسيمة هناك أيضًا.

 

 

إعصار "فيت" و"كيلة" و"مكونو"

إعصار فيت

في يونيو 2010، بدأ تكوّن إعصار فيت في بحر العرب، واستمر في التطور بسرعة نتيجة انخفاض الضغط الجوي فوق البحر، وفي اليوم التالي من تكوّنه، وصلت سرعة رياحه إلى 235 كم/ساعة، وتم تصنيفه كإعصار من الدرجة الرابعة.

تجنبت السلطات العمانية كارثة محتملة، وقامت بإجلاء سكان جزيرة مصيرة والمدن الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد إلى أماكن داخلية آمنة، وعلى رغم قوة إعصار فيت، إلا أنه أسفر عن خسائر وأضرار أقل بقليل مما كان متوقعًا، حيث بلغت تكلفة الأضرار نحو 780 مليون دولار، وأودت بحياة 24 شخصًا أثناء مروره شرق عمان.

إعصار كيلة

وبالنظر إلى سنوات لاحقة، في عام 2011، أسفرت العاصفة كيلة عن وفاة 19 شخصًا أثناء مرورها قرب الساحل الجنوبي لسلطنة عٌمان، وتسببت في أضرار تقدر بنحو 80 مليون دولار.

وفيما يتعلق بعام 2014، تم اكتشاف دليل على فيضان كبير في رأس الحد بشرق عمان، ربما نتيجة لكارثة تسونامي أو عاصفة شديدة وأيضًا في عام 2014، أسفر إعصار نيلوفر عن وفاة 4 أشخاص بسبب زخات المطر.

وفي 21 مايو 2018، ضرب إعصار مكونو مناطق في جنوب شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في اليمن وعمان والسعودية، وأثر أيضًا على الجزر في مساره، مثل جزيرة سقطرى، وانطلق الإعصار بسرعة رياح تجاوزت 126 كم/ساعة، وأثار أمواجاً بارتفاع يصل إلى 8 أمتار، وبالرغم من قوته، أسفر إعصار مكونو عن وفاة 13 شخصًا في اليمن وعٌمان.

وفي عام 2019، تأثرت سلطنة عمان بالعاصفة الإعصارية الفائقة "كيار"، التي تعتبر أول عاصفة كبيرة تأثر بمنطقة المحيط الهندي الشمالي منذ إعصار غونو، وكلمة "كيار" تعني "النمر" أو "النمرة" في اللغة البورمية.

 

إعصار شاهين

في الثاني من أكتوبر 2021، وصل إعصار شاهين إلى السواحل السلطنة، مخلفًا خسائر بشرية وأضرارًا مادية كبيرة، الأمر الذي دفع السلطات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل هذه الأضرار، بما في ذلك تعطيل العمل لمدة يومين وتدخل القوات المسلحة لأعمال الإنقاذ ويوم 4 أكتوبر 2021، أصدر سلطان عمان هيثم بن طارق، أمرًا بتشكيل لجنة وزارية مختصة لتقييم الأضرار وتقديم الدعم والمساعدة في أقرب وقت ممكن، وقد تسارعت جهود إصلاح البنية التحتية واستعادة الخدمات المتضررة.

في الرابع من أكتوبر 2021، أعلن المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في سلطنة عمان عبر بيان رسمي نهاية التأثيرات المباشرة للحالة المدارية (إعصار شاهين) وفي الخامس من أكتوبر 2021، أعلنت سلطنة عمان عن وفاة 11 شخصًا واختفاء 9 آخرين، بالإضافة إلى نجاة 654 شخصًا آخرين جراء تأثير إعصار شاهين الذي اجتاح البلاد خلال الثلاثة أيام الماضية.

 

على مر 140 عامًا من التحديات والصمود، تظل سلطنة عمان أحد الأمثلة الملهمة على كيفية التعامل مع الأعاصير والعواصف المدارية وبفضل جهودها في تحسين بنيتها التحتية وتطوير استراتيجيات مبتكرة، تستمر البلاد في التعايش مع هذه الظواهر الطبيعية وتقديم دروس قيمة لبقية العالم حيال كيفية التصدي للتحديات المناخية.

 

أعرف أيضا:

الأعاصير ومواسمها واستراتيجيات للحفاظ على السلامة

بالرغم من أنه كارثة طبيعية هل هنالك فوائد للفيضانات

 


المصادر:

aljazeera

ngalarabiya

mawdoo3

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
بالفيديو | تحذير من تسونامي مع ثوران بركان في إندونيسيا

بالفيديو | تحذير من تسونامي مع ثوران بركان في إندونيسيا

الجمعية الفلكية الأردنية تقوم ببث حي ومباشر لكسوف الشمس الكلي اليوم

الجمعية الفلكية الأردنية تقوم ببث حي ومباشر لكسوف الشمس الكلي اليوم

بغداد الساعة 9:15 م | سحابة رعدية تؤثر على بعض مناطق العاصمة مرفقة بأمطار غزيرة

بغداد الساعة 9:15 م | سحابة رعدية تؤثر على بعض مناطق العاصمة مرفقة بأمطار غزيرة

السعودية | المناطق المشمولة بفرص الأمطار الرعدية خلال الأيام القادمة(تفاصيل)

السعودية | المناطق المشمولة بفرص الأمطار الرعدية خلال الأيام القادمة(تفاصيل)