إبحث في المقالات

مشاركات أنت الراصد

شاركنا حالة الطقس في منطقتك وكن انت الراصد...☀️🌧❄️

حمل التطبيق
6:40 PM
M.alshishany

M.alshishany ‏🌸

2021-10-10

كان وحيد أمه ولمّا مرض مرضًا شديدًا، وأحسّ بدنوّ أجله لم يخطر بباله حينذاك غير الحزن الذّي سيصيب أمّه إذا مات.. فأرسل لها كبشًا عظيمًا و رساله، و كتب إليها في الرّساله: " أمّاه، إنّ هذه الدّنيا آجال مكتوبه، و أعمار معلومه، فإن بلغكِ تمام أجلي فإذبحي هذا الكبش، ثم أطبخيه، و إصنعي منه طعامًا، ثم نادي في الناس أن يحضروا جميعًا إلّا من فقد عزيزًا..!! " فلمّا بلغها نبأ موته، حزنت حزنا شديداً و عمدت إلى تنفيذ وصيّته، فصنعت بالكبش كما طلب، و نادت في النّاس كما أوصى.. و لكنّها تفاجأت أنّ أحداً لم يحضر ليتناول طعامها، فعلمت أنّه ما من أحد إلا وقد فقد عزيزاً.. ففهمت مراد إبنها من وصيّته تلك.. و قالت: رحمك الله من إبن، لقد كنت لي بارّاً في موتكَ كما كنتَ في حياتكَ. المصائب دومًا تقع، فهذه الدّنيا ليست دار لقاء و إنّما دار فقد.. و ليست دار إقامه و إنما محطّة عبور.. نحزن لأنّنا بشر.. و ننكسر لأنّنا بشر.. و لكن علينا أن نتأدّب مع الله حين يمضي قدره.. إن السّخط لا يغيّر القدر..!! و لكنّ الرّضى يزيد في الأجر، ألم يخبرنا ربّنا عن بيت الحمد . هذه هي الدنيا.. مزيج من كلّ شيء، من الخير و الشّر، و من الحياه والموت، ومن الحرب والسّلم، ومن العدل والظّلم..!! و من الصّحه والمرض، و من الزواج و الطّلاق، ومن الإجتماع و الفراق..! هكذا كانت قبلنا وهكذا ستبقى بعدنا.. علينا أن نكون واقعيّين و نحياها كما هي.. وعلينا أن نحمد الله على العافيه ونتأدّب مع الله حين يمضي قدره .