طقس العرب – لم يكن التاريخ الإنساني يومًا خاليًا من الأزمات الكبرى، فقد شهد البشر على مرّ العصور سلسلة من الكوارث والأوبئة التي تركت بصماتها العميقة على المجتمعات، وأعادت تشكيل ملامح العالم في فترات زمنية محددة، حتى باتت بعض تلك الفصول تُصنّف على أنها من أسوأ ما مرّ على البشرية.
في عام 1347م، اجتاح وباء الطاعون الأسود أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا الصغرى، وتسبب في وفاة نحو ثلث سكان تلك المناطق، وهو ما يعادل عشرات الملايين من الأرواح. وقد أدى هذا الوباء إلى انهيار سكاني واقتصادي غير مسبوق، حتى أُطلق عليه لقب "الموت العظيم".
وفي عام 1918م، وبينما كان العالم يلتقط أنفاسه بعد الحرب العالمية الأولى، تفشّى وباء الإنفلونزا الإسبانية بشكل سريع ومفاجئ. وقد أصيب به أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، أي ما يقارب ثلث سكان الأرض آنذاك، وراح ضحيته نحو 50 مليون إنسان خلال أقل من عامين. وقد فاقت آثار هذه الجائحة الحروب والكوارث التقليدية من حيث الانتشار وسرعة العدوى.
ورغم هول ما سبق من أوبئة جارفة، إلا أن التاريخ يُخفي في طيّاته كوارث أخرى أشد فتكًا أو أوسع تأثيرًا، مثل المجاعات العالمية، والحروب النووية، والانهيارات المناخية أو البيئية، والتي قد تُهدد الحضارة الإنسانية بأكملها في حال خروجها عن السيطرة.
فالطبيعة لا تزال تذكرنا بين الحين والآخر بأنها تملك قوة تفوق كل ما أنتجه الإنسان من نظم، وعلينا أن نقرأ دروس الماضي بوعي، لنستعد لتحديات المستقبل بجدية.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول