طقس العرب - يُعد أكسيد النيتروز، المعروف أيضًا بغاز الضحك، أحد أبرز غازات الدفيئة التي تساهم انبعاثاتها في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
حيث توجد الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بتركيزات طبيعية للحفاظ على درجة حرارة ملائمة للحياة على الأرض.
وبدونها، ستنخفض درجة حرارة الكوكب إلى -18 درجة مئوية، مما يجعل الحياة مستحيلة.
مع ظهور الصناعة قبل حوالي مائتي عام، أدى حرق الوقود الأحفوري والعديد من الأنشطة البشرية الأخرى إلى توليد انبعاثات كثيفة من الغازات الدفيئة، مما زاد تركيزها في الغلاف الجوي فوق المعدلات الطبيعية. ونتيجة لذلك، ازدادت قدرة هذه الغازات على امتصاص حرارة الشمس التي تحاول الهروب من الأرض إلى الفضاء خلال الليل، مما يؤدي إلى حبسها داخل الغلاف الجوي.
أما أكسيد النيتروز أو غاز الضحك، ورغم أنه من الغازات الدفيئة القوية والخطيرة، فإنه يحظى بشهرة أقل، ولا نسمع به كثيرًا.
الراتب في خطر والسبب هو التغير المناخي... ولكن كيف؟
الجواب: يُعتبر أكسيد النيتروز، المعروف أيضًا بأكسيد النيتروجين الثنائي أو أحادي أكسيد ثنائي النيتروجين، غازًا مستنفدًا للأوزون وأحد غازات الدفيئة القوية، ويشتهر باسم غاز الضحك لإثارة المنشطة والمثيرة للضحك عند استنشاقه ويُعد هذا المركب الكيميائي، ذو الصيغة الكيميائية N2O، غازًا عديم اللون وغير قابل للاشتعال في حالته الطبيعية.
وتطلقه البكتيريا في التربة والمحيطات، مما يجعله جزءًا من الغلاف الجوي للأرض لفترات طويلة، ويُعد أكسيد النيتروز من الغازات الدفيئة القوية؛ نظرًا لقدراته على حبس الحرارة بمقدار 273 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعله مساهمًا كبيرًا في تغير المناخ.
وفقًا لمبادرة النيتروجين الدولية، لا يحظى أكسيد النيتروز بالاهتمام الذي يستحقه، على الرغم من تأثيره القوي، فهو غاز دفيئة منسي وعلى المستوى الجزيئي، فإن جزيء أكسيد النيتروز أقوى بنحو 300 مرة من جزيء ثاني أكسيد الكربون في تسخين الغلاف الجوي، كما أنه غاز طويل العمر يقضي حوالي 114 عامًا في الغلاف الجوي قبل أن يتفكك، مما يجعله مستنزفًا لطبقة الأوزون.
قدّر علماء الهيئة الحكومية للتغير المناخي أن أكسيد النيتروز يشكل حوالي 6% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأن ثلاثة أرباع هذه الانبعاثات تأتي من قطاع الزراعة، وأظهرت دراسة عام 2020 أن انبعاثات أكسيد النيتروز ارتفعت بنسبة 30% في العقود الأربعة الماضية، متجاوزة معظم سيناريوهات الانبعاثات المحتملة التي وصفتها هيئة المناخ IPCC.
استمرار انبعاثات أكسيد النيتروز يمكن أن يؤخر التعافي الكامل لطبقة الأوزون، ويؤثر سلبًا على إنتاجية المحاصيل بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية وتغير المناخ.
تتركز انبعاثات أكسيد النيتروز في قطاعين رئيسيين: الصناعة والزراعة.
الصناعة: تنتج معظم الانبعاثات أثناء تصنيع أحماض النيتريك والأديبيك حيث يُستخدم حمض النيتريك كمادة أولية لإنتاج الأسمدة التجارية الاصطناعية، بينما يُستخدم حمض الأديبيك في صناعة الألياف الاصطناعية ومواد التشحيم.
الزراعة: الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية يؤدي إلى زيادة كبيرة في انبعاثات التربة المباشرة لأكسيد النيتروز والنباتات لا تستطيع امتصاص النيتروجين من الأسمدة بما يتجاوز حاجتها للنمو، مما يترك حوالي 50% منها لتلوث مصادر المياه أو لتحويلها إلى أكسيد نيتروز بواسطة البكتيريا في التربة.كما أن التعامل مع مخلفات الحيوانات يُنشط البكتيريا التي تنتج المزيد من أكسيد النيتروز وقطاع المواشي، بما في ذلك الأبقار والدجاج والخنازير، ينتج حوالي 65% من أكسيد النيتروز المرتبط بالبشر.
تحذير عالمي : "لم يبقَ أمامنا سوى عامين لإنقاذ الكوكب"
الجواب: على الرغم من تأثيره القوي والمباشر في تغير المناخ، لم يتعامل واضعو السياسات بشكل كافٍ مع انبعاثات أكسيد النيتروز حتى الآن، مما سمح للغاز بالاستمرار في التراكم في الغلاف الجوي.
ويشدد العلماء على أهمية خفض انبعاثات أكسيد النيتروز البشرية المنشأ كجزء من أي استراتيجية عاجلة للتخفيف من آثار تغير المناخ وخفض منحنى الاحترار على المدى القريب لذلك، يعد اتخاذ إجراء سريع بشأن أكسيد النيتروز أمرًا ضروريًا، حيث تتطلب مسارات التخفيف التي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية انبعاثات أقل من أكسيد النيتروز.
ويبحث العلماء اليوم في مجموعة من الطرق لمعالجة التربة أو تعديل الممارسات الزراعية لتقليص إنتاج أكسيد النيتروز، ويقول مايكل كاستيلانو، عالم البيئة الزراعية وعالم التربة في جامعة ولاية أيوا: "أي شيء يمكن القيام به لتحسين كفاءة استخدام الأسمدة سيكون ذا تأثير".
يمكن للتكنولوجيا المتاحة والفعالة من حيث التكلفة أن تقلل انبعاثات أكسيد النيتروز بنسبة تصل إلى 50%. كما يمكن أن يؤدي اعتماد تدابير إدارة انبعاثات أكسيد النيتروجين في الأنشطة الزراعية والصناعية إلى تحقيق فوائد مشتركة تتعلق بالأمن البيئي والغذائي.
ويساهم الاستخدام الأمثل للأسمدة في تقليل تلوث النيتروجين وآثاره السلبية على البيئة، مثل تشجيع نمو الأنواع النباتية الغازية، كما يقلل من تكاليف الإنتاج وسلسلة التوريد، ويحد من الاعتماد على إمدادات الأسمدة التي يمكن أن تتعطل بسهولة بسبب تغير المناخ والصراعات.
شاهد أيضا:
بينما لا يزال كوكب الأرض يتعافى... عاصفة شمسية جديدة تضرب الأرض
للمرة العاشرة على التوالي .. شهر مارس/آذار أشد الشهور حرارةً
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول