Crowndsourcing participation

partagez avec nous la météo de votre emplacement☀️🌧❄️

Download App
8:08 AM
وطني

وطني حبيبي

2020-05-19

الجوّ حار جداً تبدو على صديقنا لسعة الشّوق في الرّسالة الصّادرة منه لزوجته ، وقد جَمَعَ فيها كلّ معانيَ الحبّ ، فأوجد من نفسه شخصيّة ضعيفة ، لا تقوى على ما تقدّمه زوجته ، فهو متشبّث بها مهما كان ردّها ، واصفاً إيّاها بالمعلّمة المخلصة ، وهذا النّتاج ، إنّما جاء بسبب ما يمرّ في ذاكرته عن الوطن والأهل والأصدقاء وصولاً لها بشكل خاص ، يقول : " تحية إجلالٍ وإكبار لذلك القلب الذي علّمني درساً في صدق الحبّ ونُبل العواطف وحفظ العهد ........ " . وكما يقولون : صعب إخفاء المشاعر ؛ فالسلوك يُظهرها سريعاً ، يعترف صراحةً ويقول : " تحية مِلؤها الشّوقُ وأجنحتُها الحنينُ ووقودُها دمي ، وقائدُها لهفي لرؤيتكم والسكن ..... " . يا سلام ! وقفتُ طويلاً عند الحالة النفسيّة للكاتب ، وأثقلتني مثله تلك التّشبيهات ، فقد جعل الشّوق كالطّائرة ، وأجنحتها الحنين واللّهف بالقائد وأغلى ما يملك " الدّم " وقودَها ، صورة فنيّة رائعة مركّبة متتابعة ، لا أدري لهذا الفتى الثلاثينيّ المربوع ذي العينين الوديعتين العسليَتيْن وأسود شعر الرّأس وعرفته ذكيّاً ؛ كيف حصل على مثل هذه الدّقة والمفردات المُنمّقة فيما يُريد ؟ ولكنّي استدركُ وأقول : الذكاء ، والاغتراب يجعلان منك شخصيّات تخيُّليّة ، وتدل أحياناً على سعة الثّقافة ، وقد يكون أراد من ذلك جعل كلّ ما حوله يشاركه في مشاعره لاستحضار الأحبّة حوله ، ولا أقول إنّها كاذبة للهروب من واقع ، لأنّي لم ألمس ذلك في الرسالة قطّ .